شريط الأخبار
ولي العهد يهنيء بعيد الفطر شكوى جرائم الكترونية بحق الفنانة جولييت عواد 43 شهيدا بينهم اطفال بغزة بغارات اسرايلية الرأي العام الغزي والتنظيمات الفلسطينية: 52% يؤيدون المقاومة مدعوما من ترامب.. نتنياهو يصر على المفاوضات تحت النار والابادة القصف الامريكي الوحشي لليمن لم يحم ملايين االاسرائيليين من الرعب اليومي حماس توافق على عرض تهدئة مصري قطري جديد.. ونتنياهو يرد ببديل "مجهول" الإيكونوميست تتنبأ بالأسوأ للكيان الاسرائيلي: يتجه نحو كارثة غير مسبوقة عشرات الالاف يتظاهرون ضد اردوغان.. وقلق امريكي حول استقرار حكمه الملك وولي العهد يتلقيان التهنئة بالعيد الملك يتبادل التهاني مع قادة عرب بحلول العيد الملك يهنيء بعيد الفطر السعيد الاثنين اول ايام عيد الفطر بالاردن قائد فتحاوي: انسحاب المقاومة من غزة ونزع سلاحها سيجلب المزيد من المعاناة للفلسطينيين جنبلاط: ضغوط أميركية على لبنان للتطبيع مع إسرائيل ونزع سلاح حزب الله الأرض والكرامة: عنوان الصمود والمقاومة؟.. مهرجان بحزب الوحدة مطلق النار المتسبب بمقتل أحد المواطنين بمشاجرة في القويسمة يسلم نفسه رسالة ترامب إلى خامنئي: نريد المفاوضات لكن لن نقف مكتوفي الايدي امام تهديداتكم رئيس الجمعية الفلكية: من يدعي استطاعته رصد الهلال فليتقدم بدليله مسيرات شعبية اردنية تدعم المقاومة وتحذر من اخطار المخططات الصهيونية

رد الفعل الدولي على فوز ترامب

رد الفعل الدولي على فوز ترامب


وليد عبد الحي

شكلت نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية مفاجأة بخاصة في حجم الفارق بين المرشحين (هاريس وترامب) ، ويبدو ان استطلاعات الرأي خلال الاسابيع القليلة الماضية  مارست تضليلا واضحا لأن الفارق بين نتائج تلك الاستطلاعات وبين ما حصل يشير الى فارق تجاوز 40 % في معدله العام، وبخاصة مع ضمان الجمهوريين الاغلبية في مجلسي السلطة التشريعية.

ويبدو لي ان أول المبتهجين لفوز ترامب هو الرئيس الروسي بوتين واجهزة استخباراته، يليه رئيس الوزراء الاسرائيلي نيتنياهو ، اما اكثر المتوجسين خيفة من هذه النتيجة فهم الرئيس الأوكراني زيلينسكي والرئيس الصيني شي جين بينغ ، وبعض رؤساء دول الاتحاد الاوروبي ، ثم تقف ايران ضمن هذه المجموعة.

ان ثقافة التاجر والبراغماتية المفرطة في فلسفة الحكم عند ترامب تشكل القاعدة لتفسير التباينات في المواقف من نجاحه، فهو لا يعير اية قيمة للمبادئ والاخلاق والقيم والقانون الدولي إلا بمقدار المردود النفعي لهذه الجوانب، وعليه فهو ينظر على النحو التالي:

1- لا ينظر الى حلف الناتو نظرة ايجابية، فهو يراه عبئا اقتصاديا بحكم اعتماد الحلف على النفقات الدفاعية الامريكية بينما لم تستجب الدول الاوروبية الكبرى لدعوات ترامب المتكررة في رئاسته الاولى وفي حملاته الانتخابية برفع انفاقها العسكري ومساهمتها في نفقات الحلف في حدود 3%، فاغلب هذه الدول تنفق اقل من 2%، وهو ما يعني احتمال ان نشاهد سجالا امريكيا اوروبيا قد يكون مفصليا في هذه النقطة.

2- يرى ترامب ان الانفاق الامريكي على اوكرانيا يكاد يفوق مجموع ما قدمته اوروبا، وهو امر لا يراه ترامب منطقيا، وعليه لا بد ان يعيد النظر في تفرد بلاده بتحمل هذا العبء.

3- يشكل العجز التجاري الكبير بين الولايات  المتحدة والصين ولصالح الصين امرا مزعجا لترامب، وعليه فانه سيعمل على زيادة تقليص ذلك بالتضييق على مجرى التجارة الصينية ، والعمل على اشغالها في صراع تايواني "إذا" لزم الامر، ليجرها نحو معدل نمو اقتصادي اقل من ناحية والاستمرار في زيادة انفاقها الدفاعي من ناحية اخرى.

4- يبدو انه سيستغل التوجهات السياسية الايرانية لتعميق الهواجس الخليجية ليمارس الابتزاز مع انظمة عربية خليجية سبق وان قال لها بصوت مرتفع إذا تخلينا عنكم ستكون القوات الايرانية في عواصمكم خلال دقائق، وهو ما يعني ضرورة مساهمة هذه الدول الخليجية في تحريك دولاب الدخل للمجمع العسكري الصناعي الامريكي.

5-  يبدو لي ان مصر هي الدولة الاقل اعتناء من جانب ترامب، فهو لا يراها إلا دولة فقيرة ، تشتعل النيران من حولها في ليبيا والسودان وغزة والبحر الاحمر، وبالتالي فهي عبء لا عون، ولا اظنها ستحظى باهتمامه الا إذا وقع ما هو في غير الحسبان فيها.

6- يدرك ترامب تماما ان الكتلة العربية في وضع مَن هو "لا في العير ولا في النفير"، وهو ما يزيد من استهانته بالحقوق العربية ، فمثلما ضرب القانون الدولي عرض الحائط باعترافه بالقدس عاصمة ابدية لاسرائيل ونقل سفارته اليها ، ولا يرى ضرورة لاقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولكنه لن يكون بحاجة لأي دعم يهودي في المستقبل لانه لن ينافس على أي منصب مستقبلا،  ويعلم ان اسرائيل تشكل ايضا عبئا مثل اوكرانيا، لكنه سيستغل اسرائيل لابتزاز العرب تجاريا واستثماريا وشراء اسلحة وتوظيف اسعار النفط طبقا لما يراه مناسبا، ولا استبعد ان يستثمر العراك الايراني الاسرائيلي بما يدر عليه من مكاسب.

وإذا كان اغلب الرؤساء الامريكيون لا يختلفون في مضامين سياساتهم عن ترامب ، إلا انه يختلف عنهم في انه لا يتدثر برداء حقوق الانسان والديمقراطية ، فالرجل يطوف ويجول عاريا من هذا الرداء الكاذب، فهو صادق في براغماتيته مهما كانت قذارتها.