شريط الأخبار
السعودية والسلطة الفلسطينة وحماس يرفضون تهديد ترامب باحتلال غزة واشنطن بوست: تصريحات ترامب بشأن غزة التزام أمريكي سيكون مكلفًا ومميتًا ومتفجرًا قنبلة ترامب تنفجر: يكشر عن انيابه ويعلن عزمه احتلال غزة وتهجير سكانها زين تطلق منصّتها الرقمية للإبداع (ZINC.JO) اغلاق ومصادرة مكاتب فصائل وبيوت مسؤولين فلسطينيين بدمشق واعتقاللات بالجملة الملك والسيسي: إدامة التنسيق الوثيق حيال تطورات القضية الفلسطينية الملكة رانيا العبدالله تدعو الأوروبيين لزيارة الأردن واستكشاف كنوزه التاريخية الملك يدعو لمضاعفة المساعدات إلى غزة الاعلان عن قائمة موحدة لانتخابات المهندسين بين نمو و"البيضاء" بقيادة.غوشة الملك يشيد بجهود القوات المسلحة في حماية حدود الوطن الملك يبحث مع السيناتور الامريكي جراهام العلاقات الثنائية سلطة وادي الأردن تُنفذ حملة واسعة لإزالة 135 اعتداء على مصادر المياه خلال يناير 2025 "الضمان الاجتماعي: إصابة عمل كل (35) دقيقة في جميع القطاعات مقارنةالاردنية الخطيب: نسب الإصابة بالسرطان في المملكة اقل من النسب العالمية الاحتلال يقيم قواعد عسكريّة داخل سوريّة..والكيان: باقون لأجلٍ غيرُ مُسّمى صباح جميل بالضفة.. قتل جنديين واصابة 6 اسرائيليين برصاص مقاوم الشرع: من المبكر الحديث عن التطبيع مع اسرائيل بضوء احتلال الجولان .منخفض جوي وكتلة باردة وامطار ورياح تدخل المملكة غدا وتنحسر الجمعة الملك يتلقى اتصالا من رئيس الوزراء الكندي مقتل مطلوب خطير باشتباك مع الامن

الدهماء بين الخوف من التفكير وعبودية الجهل… دعوة إلى وعي العقل

الدهماء بين الخوف من التفكير وعبودية الجهل… دعوة إلى وعي العقل


طارق سامي خوري

في عالم اليوم، حيث المعلومات تتدفق بسرعة البرق والفيديوهات تنتشر كالنار في الهشيم، بات التفكير العقلاني فضيلة غائبة عن كثير من الناس. نعيش في مجتمع غالبًا ما يطغى عليه الانفعال على حساب المنطق، والتبعية العمياء على حساب التفكير النقدي، والمظاهر الزائفة على حساب الجوهر الحقيقي.

 

*من هم الدهماء؟*

 

الدهماء ليسوا مجرد أفراد يتبعون بلا تفكير، بل هم حالة نفسية واجتماعية تتحكم في الإنسان وتشل قدرته على النقد والتحليل. الدهماء هم الذين:

1) يطبلون ويرقصون للقادم دون أن يسألوا: ماذا يحمل؟

هم الذين يحتفلون بالشكل دون النظر إلى المضمون، ويرون التغيير بحد ذاته مكسبًا دون أن يدققوا في معناه.

2) يخافون من استخدام عقولهم، على الرغم من أن العقل هو الشرع الأعلى.

الخوف من التفكير قد يأتي من شعور دفين بأن السؤال قد يكشف لهم حقائق مزعجة أو يضعهم في مواجهة مع أنفسهم أو مجتمعاتهم.

3) يتبعون الأحزاب أو الأفكار كأنها مسلمات،

فلا يميزون بين الإيمان العميق بالمبادئ والتقديس الأعمى للأشخاص أو المؤسسات.

4) يصدقون كل ما يصلهم من معلومات دون تحقيق،

وكأن الحقيقة يمكن أن تُختصر في مقطع فيديو أو صورة مفبركة.

5) يبررون التناقضات في سلوكياتهم وسلوكيات من يتبعونهم،

كأنهم يغمضون أعينهم عن المنطق إذا تعارض مع أهوائهم أو مصالحهم.

6) يفرحون بسقوط حالة دون التفكير في تبعات القادم،

كأن السعادة تكمن في التغيير ذاته بغض النظر عن عواقبه.

7) يحكمون على الناس من خلال المظاهر الخارجية،

وينسون أن الإيمان والعمل الصالح لا يقاسان بالشكل بل بالمضمون.

 

*كيف نخرج من دائرة الدهماء؟*

 

الخروج من عقلية الدهماء يتطلب جهدًا جماعيًا وفرديًا، وهو ممكن من خلال:

1) إحياء ثقافة التفكير النقدي:

علينا أن نتعلم كيف نسأل ونشكك ونحلل المعلومات قبل أن نتبناها. الحقيقة ليست دائمًا ما يُعرض علينا، بل ما نصل إليه عبر البحث والتدقيق.

2) تحرير العقول من الخوف:

الخوف من التفكير هو عدو التقدم. يجب أن ندرك أن التفكير الحر ليس تهديداً او كفراً، بل هو الطريق إلى الحقيقة والحرية.

3) رفض التبعية العمياء:

الإيمان بفكرة أو حزب لا يعني الغاء العقل. علينا أن ندرك أن معظم الأحزاب والأيديولوجيات أدوات، وليست غايات إلهية مقدسة.

4) التعلم من التاريخ:

التاريخ مليء بالدروس التي يمكن أن ترشدنا إذا ما تأملناها بعقلانية. تجاهل هذه الدروس يعني تكرار الأخطاء.

5) التركيز على الجوهر لا المظهر:

الإيمان والعمل الأخلاقي يتجاوزان المظاهر الخارجية. علينا أن نحكم على الناس بناءً على قيمهم وسلوكهم، لا على مظهرهم أو طريقة لباسهم.

6) تعزيز ثقافة الحوار:

الحوار الحقيقي هو الذي يفتح الآفاق ويزيل الحواجز. لا يمكن للعقل أن ينمو في بيئة صاخبة تغلب عليها الأحكام المسبقة.

 

*رسالة إلى المجتمع: دعوة للتفكير*

 

العقل في الإنسان هو نفسه الشرع الأعلى والشرع الأساسي العقل هو أعظم ما ميز الله به الإنسان. استخدامه ليس رفاهية بل واجب، والتفكير الحر هو الوسيلة الوحيدة لتحرير الذات والمجتمع من قيود الجهل والتبعية. إذا أردنا إصلاح الناس، فعلينا أن نبدأ بإصلاح أنفسنا أولًا، ونمد يد الدعوة لكل من حولنا لكي يتحرروا من أسر الدهماء، ويعيشوا بعقول واعية ونفوس مطمئنة.