شريط الأخبار
رحيل الصحفية والحقوقية كندة حتر بالمانيا الوسطاء يتحركون لسد الفجوات بين إسرائيل و”حماس”.. وعشرات الشهداء بمجازر جديدة بغزة عشرات القتلى في اشتباكات السويداء السورية وقوات الداخلية توجهت للمنطقة لفض الاشتباكات قاضي القضاة: 26 الف حالة طلاق في الاردن العام الماضي جرش وما أدراك ما جرش اعلام اسرائيلي: مهمة جيش الاحتلال تدمير بيت حانون قبل إتمام صفقة مع حماس حماس و الجهاد: المفاوضات يجب أن تفضي لإنهاء حرب الإبادة على غزة وانسحاب إسرائيلي كامل عباس: الحل الوحيد القابل للتطبيق بغزة هو انسحاب إسرائيل الكامل من القطاع ."إنفلونزا الصيف".. ترتبط بالنزلة المعوية وهذا موسم انتشارها العيسوي: قوة الأردن بقيادته الهاشمية ووحدة شعبه وثبات مواقفه شركة الفوسفات تفتتح مركزا صحيا متطورا بالمجمع الصناعي بالعقبة (فيديو) ازمة وشكاوى واستغلال بجسر الملك حسين.. ووزير الداخلية في الموقع لمعالجة المشاكل صرخة في واد!! "صناعة الأردن": فرص تصديرية بـ 7.4 مليار دولار للمنتجات الأردنية حول العالم "صناعة عمان" تنظم لقاء حواريا حول رفع الحماية الجزائية عن الشيكات ارتفاع أسعار الذهب محليا 60 قرشا حكومة جولاني دمشق: تحويل "فلسطينيي سورية" إلى "مُقيمين أجانب" نتنياهو العائد من واشنطن: ما تم الاتفاق عليه مع ترامب بخصوص قضايا غزة والمنطقة سيرى لاحقا! المقاومة تجندل ضابطا اسرائيليا من النخبة وتصيب اثنين جنوب غزة ولي العهد يشيد بجهود الدفاع المدني بالمساعدة بإخماد حرائق سوريا

هدنة مؤقتة ام نهاية للمحرقة

هدنة مؤقتة ام نهاية للمحرقة

 


د حيدر البستنجي 

 

- حماس تقرأ المشهد من زوايا مختلفة ومراكز القوى تستعد للقادم دون خطة 

- هناك حلول جراحية يتم مناقشتها امريكياً واسرائيلياً ربما يتم تسريعها ومنها الإغتيالات .

- المصلحة الامريكية: تريد إقفال ملف غزة والبناء على ما تحقق لها في الشرق الأوسط الجديد.            

 

لا يمكن فصل الاستراتيجي عن الواقعي في قضية معقدة مثل المحرقة الجارية حاليا في غزة ، فالسلوك المدروس و استقراء الواقع  وبناء الخطط المحكمة  هو السبيل الوحيد للخروج من الكارثة الماثلة امامنا ، أما اهمال التفاصيل وآثارها و ترك الشقوق  دون ترميم او انتباه فسيؤدي  إلى خراب عميم، ضياع  الشعب و الحقوق والأوطان. نحن  نتعامل مع عدوٍ خبيث، لا ينفع معه إلا الدهاء والحكمة  . كل ذلك يجب ان يكون ماثلا لمن يتفاوض مع الكيان لايقاف المحرقة الجارية حالياً والتي لاتحتمل مزيدا من الانتظار والموت المجاني .

 العدو يتحكم في كل التفاصيل ولا يبدو عليه العجلة  فهو يحتل اكثر من ٨٠ بالمئة من غزة ويحاصر الشعب ويعرضه للجوع والموت اليومي وفي كل يوم هناك حوالي مئة شهيد إضافي فهل هناك مصلحة لنا في استمرار ذلك والى متى ، وهل هناك فرصة لتغيير الوضع القائم او تعديل موازين القوى وخصوصاً بعد ان فرط المحور بأكمله.

تدور المفاوضات حاليا حول تعديلات  خطة ويتكوف  والتي عرضت اولاً ضمن ظروف  شرق اوسطية مختلفة حيث تم تغيير المشهد السياسي بالكامل ، وبالرغم من ذلك  لا تزال هذه الخطة  اساس الحل، واحد  أدواته إلا انها لم تعد تتسم بالمرونة الكافية بسبب الاختلال الكبير في موازيين القوى ،  وكل ما هو مطروح على الطاولة  الان يتلخص في بندين فقط الاول:  

إقفال ملف الأسرى  مقابل فتح الباب  للهدوء والمساعدات مع استمرار الوجود الاسرائيلي  في الاماكن التي يتواجد فيها مع إزاحات طفيفة ليبقى سيف الحرب او العمليات النوعية مسلطا على غزة وفي اي وقت وقد استعد الاحتلال لذلك  ففي الشمال قام بتبديل الفرقة 252 لتأتي مكانها الفرقة 99 ، أي أن الاحتلال تحول في تلك المحافظة من فرقة هجوم واقتحام ، الي فرقة تمركز طويلة الأمد ومراقبة ، هذا يعني الاستعداد لهدنة مؤقته مع امكانية العودة لشكل من أشكال العمليات النوعية عند توفر الضرورة على طريقة قص العشب  هذا الأمر يتيح استمرار تحكم إسرائيل بمفاتيح الحياة في غزة وترك المجتمع الفلسطيني لمشاكله العميقة والتي ستظهر تدريجيا وقد تحقّق لإسرائيل اكثر مما يمكن ان تحققه بأيديها ..  

السيناريو الثاني والمرتبط بوقف الحرب نهائيا: وهذا مرتبط بقبول حماس  ترتيبات الخروج  من  المشهد الغزاوي بطريقة او بأخرى  فلا توجد حكومة او سياسي اسرائيلي حاليا يمكن ان يمرر بقاء حماس في غزة شعبيًا ويبدو ان الادارة الامريكية تتفهم هذا الأمر ولا تمانع به ،  طبعاً هذا قد يؤدي  الي ادارة مدنية اسرائيلية لقطاع غزة او تسليم غزة لجهة عربية لتنفيذ الخطة المصرية لإعادة الإعمار والتي ترفضها اسرائيل حالياً وتفضل ان تترك غزة تدير شؤونها مع مراقبة مدنية اسرائيلية عبر اذرع او عشائر دون وجود ظاهر لحماس طبعاً .

حماس من جهتها أبدت موافقة على البند الاول مع تعديلات طفيفة ما يعني ان الهدنة ممكنة  وغالبا خلال فترة قريبة . حماس أيضاً ، لا زالت ترفض بشدة اي اجراءات للخروج من المشهد الغزاوي وتعتقد انها لازالت تملك قوة كافية لحكم غزة من جديد  والقيادة الحالية لحماس لا زالت تقرأ المشهد من زاويا مختلفة وهناك تيار لا يزال يحلم بعودة ايران للمشهد قريباً،  يقابله تيار اخواني يرغب في الحفاظ على جسم الحركة  وأموالها  ووجودها السياسي حتى لو في الخارج ويعول على دور تركي قد يعيد تعويم الحركة فلسطينياً من جديد  ولذلك لا تبدو نهاية الحرب حاليا ممكنة ، هدنة نعم،  ولكن دون التزامات سياسية وهذا الأمر ترحب به اسرائيل ايضا ولكنه يتناقض مع المصلحة الامريكية التي تريد إقفال ملف غزة والبناء على ما تحقق لها في الشرق الأوسط الجديد ، هل يؤدي ذلك إلى أعمال جراحية او اغتيالات لتغيير المواقف ،ربما، وعلى التيار الذي لازال يراهن على دور إيراني ان يتحسس راسه، فخلال السنة الأخيرة تغير المشهد تماماً في الشرق الأوسط المعقد بالتاريخ والجغرافيا ، هناك آليات وأدوات جديدة تفرض نفسها على الطاولة ولم يعد ممكنا استمرار التعاطي مع الأمور بنفس العقلية السابقة ، الديناصورات اختفت والعقول المتحجرة ستختفي ايضاً ولابد من فهم الصيرورة الجديدة لتجنب الانهيار ومزيداً من الألم.ولا غالب إلا الله.