شريط الأخبار
اجتماع في غرفة صناعة عمان يبحث هموم القطاع الصناعي مع مدير الجمارك اتحاد العمال: "الخرائط الإسرائيلية" حلقة من سلسلة أكاذيب الاحتلال الدجاج يحلق باسعاره.. و"التجارة" تؤكد رصد ارتفاعه العثور على جثة عشريني مصري بجبل الحسين رغم النفي الحكومي المتكرر.. التجار يرفعون اسعار الدخان محاسب اختلس مليونا و2 لف دينار ونال سجنا بخمس سنوات اسرائيل تتحدى.. وتنشر خريطة لها تضم فلسطين والاردن ولبنان وسوريا ماجد توبه: شبح فيتنام يخيم على الاسرائيليين بنك صفوة الإسلامي والبريد الأردني يوقعان اتفاقية استراتيجية لتعزيز الخدمات المالية الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة "درون" من اسرائيل الملك يتراس مجلس الوزراء: البرتامج الجكومي يجب ان يكون خاضعا للتقييم مقتل مطلوب خطير برصاص الشرطة بعد مقاومته ولي العهد يزور اللواء المتقاعد إبراهيم النعيمات شقيقة ضحية شقيقها بـ 16 طعنة بالشونة الجنوبية العثورعلى شاب مشنوقا بغابات ثغر عصفور مباحثات امنية وسياسية وحول الطاقة بين الاردن وسورية.. والصفد يؤكد كل الدعم "ذبحتونا" تتهم "التعليم العالي" بـ"التضليل والمبالغة" بدفع 700 مليون دينار لصندوق دعم الطالب جامعة البترا تعلن نتائج انتخابات الجمعيات الطلابية واتحاد الطلبة للعام الجامعي 2024 /2025 اعلام اسرائيلي يزعم: الاحتلال يطلب انسحاب السلطة من جنين لتتقدم قواته فيروس جديد ينتشر في الصين.. وجدل "شبح كورونا" يثير الجدل عالميا

ماجد توبه: شبح فيتنام يخيم على الاسرائيليين

ماجد توبه: شبح فيتنام يخيم على الاسرائيليين



هل تتحول حرب العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة  ولاحقا كما هو متوقع على الضفة الغربية المحتلة، اضافة الى جنوب لبنان الى حرب فيتنام جديدة؟! تنتصر فيها اسرائيل بالمعارك وقوة النار والعمليات العسكرية واستهداف المدنيين بالقطعة لكنها لا تحظى بهزيمة العدو، وتبقى تدور في حرب الاستنزاف وطول نفس المقاومة.

في الحروب خاصة الوجودية والصفرية لا يقاس نصر طرف بما يحققه من تدمير واهداف واحتلال لارض بل تقاس باعلان الخصم، الذي يكون اضعف ماديا وعسكريا بالهزيمة والتسليم بها والخضوع لارادة المحتل دون مقاومة او بعد انتهاء مقاومته، تماما كما حصل مع المانيا واليابان وايطاليا في الحرب العالمية الثانية حيث انتهت الحرب باعلان دول المحور الثلاث القبول بالهزيمة وكل شروطها!

سؤال "الفتنمة" او تحول الحرب مع اسرائيل الى حرب فيتنام جديدة خاصة في غزة والضفة وجنوب لبنان له ما يبرره، بل هو اشارة ذكية تحذيرية اطلقها الجنرال الاسرائيلي زيف القائد السابق لفرقة غزة بجيش الاحتلال عندما قال امس: "غزة تتحول إلى فيتنام.. والحركة (حماس والمقاومة) لن ترفع الراية البيضاء." 

لم يبق حجر على حجر في غزة، استشهد واصيب اكثر من مائة الف حتى الان والعداد مفتوح، تهجير داخلي ونزوح لمئات الالاف من الابرياء، جوع وبرد وغياب العلاح وتدمير المستشفيات والبنى التحتية، ابادة جماعية تبث حيا ومباشرا كما لم يحصل مع ابادات جماعية سابقة. اصرار على كسر صمود وكرامة الفلسطيني.

كل ما تنتظره اسرائيل ونتنياهو من المقاومة اليوم كلمة "سلمنا بالهزيمة"، بعد هذه الخسارات الفادحة بالارواح والممتلكات وكل مقومات الحياة ، وكذلك الامر في جنوب لبنان، لتبدا بعدها فرض هندسة الابادة دون مقاومة.

 الجنرال الاسرائيلي السابق صاحب الخبرة في غزة يشرح باختصار الوضع الحالي في غزة ليستنتج استبعاد اعلان الاستسلام والهزيمة من المقاومة فيقول " نبتعد عن أهداف الحرب، وتورطنا في غزة يزداد عمقا، و"النصر المطلق" لا يلوح في الأفق، ، - أهداف الحرب لم تتحقق بعد، فالحركة مستمرة في حكم غزة، والأسرى ما زالوا يعانون في الأنفاق، والجنود ما زالوا يُقتلون"

ويضيف "الحكومة (الاسرائيلية) تملي واقعاً عبثياً، مليئا بعدم المسؤولية والازدراء، عنوانه عار كبير"

ويزيد اكثر "سياسة الحكومة تحوّل غزة إلى فيتنام، في ضوء نجاح الحركة بزيادة معدل تجنيدها لمزيد من المقاتلين، ولم تيأس أو تستسلم"  ويقول ايضا "الوضع الحالي هو الأسوأ على الإطلاق، ويصدمني كلما أفكر أن لدينا مثل هذه القيادة المخدرة والمبهمة التي لا تقاتل دون إعادة الأسرى".

كلمة السر التي اشّر لها الجنرال زيف ومر عليها مرور الكرام هو اشارته الى " نجاح  (المقاومة وحماس) بزيادة معدل تجنيدها لمزيد من المقاتلين، ولم تيأس أو تستسلم".

اما المقاومة في لبنان ورغم اختلاف ظروفها في بلد منقسم طائفيا وتلعب به مصالح الدول ومخابراتها وايضا رغم ما لحقها من خسائر كبيرة، لا تستطيع ان تسلم بالهزيمة امام هذا العدو، الذي لن تقف اطماعه عند حد، فالحرب حرب وجود، والسرطان الاسرائيلي لا حدود لاطماعه، وهي جولات.

امس خرج  مسؤولون في المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) للقول  إن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من بعض المناطق في الجنوب اللبناني، وسيبقى فيها لأشهر أو حتى سنوات، بحسب ما أوردت القناة 12.

يأتي ذلك قبل 20 يوما من انتهاء المهلة المحددة باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله لانسحاب الاحتلال، وبعد نحو 24 ساعة من الانسحاب الإسرائيلي من القطاع الغربي جنوبي لبنان، وانتشار الجيش اللبناني في بلدة الناقورة الحدودية.

ويتسق ما أوردته القناة 12 مع التصريحات التي صدرت عن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، وهو عضو في الكابينيت، يوم الأحد الماضي، حينما أعلن أن الحكومة حددت الأول من آذار/ مارس موعدا لبدء عودة سكان بلدات الشمال.

وأشار سموتريتش حينها إلى أنه يتحفظ على الإعلان الكامل عن المخططات الإسرائيلية قبل عودة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، مشددا على أن إسرائيل لن تعود إلى "سياسة الاحتواء التي استمرت لعشرين عامًا على الحدود مع لبنان”.

وقال"ما نخطط له، أؤكد لسكان الشمال أننا لن نعود إلى ما كنا عليه من قبل”، وأشار إلى "واقع أمني مختلف”.واعتبر "على الرغم من التزام لبنان بعدم ترميم البنى التحتية العسكرية لحزب الله، تعتبر إسرائيل أن القرى الحدودية نفسها هي بنى تحتية لحزب الله، وستمنع المواطنين من العودة إليها أو إعادة إعمارها".

وبالعودة للمقارنة مع حرب فيتنام فان الولايات المتحدة التي كانت ترسم العالم في عام 1955 دخلت الى فيتنام الجنوبية بداية باعداد قليلة من الجنود لمنع ضمها الى فيتنام الشمالية الشيوعية بالقوة، لكنها وجدت نفسها متورطة بهذه الحرب نحو 20 عاما عندما سقطت سايغون وتوحدت فيتنام باتصارالشمال.

امريكا في تلك الحرب لم تبقٍ حجرا على اخر، ودفعت بكل قواتها الجوية والنارية على بلد فقير من العالم الثالث، حرقت الاخضر واليابس، كانت تبحث عن هزيمة الفيت كونج وثوار الشمال، وغم دعم الصين وروسيا لفيتنام بالحرب الباردة فان امريكا رمت بكل قوتها مباشرة على ثوار حفاة عراة وقتلت الملايين، واقامت الراي العالمي والامريكي ضدها، فلم تظفر بالاستسلام فخرجت صاغرة من فيتنام بنحو 300 الف قتيل من جنودها ولم تصمد سايغون بعدها كثيرا رغم ان جيش فيتنام الجنوبي اعتبر مع الدعم الامريكي له رابع جيش في العالم.

نعم ثمة فروق بين الحربين في فيتنام وفلسطين ولبنان، فهنا التعامل مع كيان مصطنع يدافع عن احتلاله بخلاف امريكا التي قاتلت في دولة ليست دولتها، لكن حجم الابادة الاسرائيلية وتحللها من كل القوانين الدولية والانساية والعودة الى زمن البرابرة، لن يترك للفلسطينيين واللبنانيين الا المقاومة حتى لو خفتت هنا او هناك لفترة ما، وما حصل من جرائم ومجازر فاقت كل ما سبقها سيخرج ويخلق عشرات ومئات الاف المقاومين ممن خسروا ابناءهم وامهماتهم واباءهم وبيوتهم وعائلاتهم

لذلك فالجنرال الاسرائيلي لم يجانب الصواب عندما قال ان حماس رغم كل ما خسرت من شهداء فقد تمكنت  وما تزال من اعادة تجنيد الكثيرين. وهاهي اليوم المقاومة تغير من تكتيتكاتها واساليبها توافقا مع الوضع الجديد، ولا يكاد يمر يوم الا وتجندل فيه عددا من قوات الاحتلال في حرب بات الاسرائيليون يصفونها بالعبثية بحسب ما يريدها نتنياهو الذي ما يزال يعاني وقادته من عقدة طوفان الاقصى في 7 اكتوبر 2023!