لماذا ترتفع وتيرة الدعوة لعقد مؤتمر للحوار الوطني في الأردن ؟
الموجز
الإخباري – خاص
حفلت الأيام
الماضية بالعديد من الكتابات والمقالات التي تدعو إلى ضرورة العمل لعقد مؤتمر حوار
وطني اردني ، بمشاركة مختلف القوى والفعاليات والشخصيات المؤثرة ، وهي دعوات
يرى فيها
متابعون أنّها تأتي في ظلّ أوضاع داخلية وخارجية ، تستوجب عقد مثل هذا المؤتمر .
ويؤكّد خبراء
سياسيون ومحللون بأنّ مثل هذه المؤتمرات هي ضرورة وطنية ، ويجب عقدها كل خمس سنوات
على الأقل ، فالظروف تتغير دائما وخاصة في المحيط الإقليمي ، ولا يجوز أن نبقى على
الهامش دون حراك ، صحيح أن مواقف الأردن واضحة ومبدئية ، غير أنّ ذلك لا يكفي ، فالجميع
يجب ان يشارك ، حين يتعرّض الوطن لتهديدات خارجية ، وهذه باتت ماثلة للعيان .
صالونات عمان
السياسية حفلت في الآونة الأخيرة بتناول هذا الموضوع ، مع تأكيد الكثيرين على
أهمية ذلك ، خاصة إذا وضعنا نصب أعيننا تلك التطورات المتسارعة في محيطنا الإقليمي
، سواء في فلسطين أو سوريا ، وإمكانية مواجهة الأردن بعض التبعات التي يجب أن نكون
مستعدين لمواجهتها بصورة واضحة .
فالأطماع
الصهيونية ماثلة للعيان تجاه الأردن ، ومخططات اليمين الصهيوني تتكشّف يوما بعد
آخر تجاه الأردن ، فماذا أعددنا لمواجهة تلك الأطماع ، التي ربما ترتفع وتيرتها
خلال مرحلة حكم الإدارة الأمريكية القادمة ؟
وما يجري في
سوريا يجب الوقوف عنده مليّا ، صحيح أن الأردن كان سبّاقا في التواصل مع القيادة
الجديدة في دمشق ، إلّا أنّه يجب أن يبقى يقظا ومستعدا لتلافي أية مواقف قد تحمل
معها مفاجآت قد لا نتوقعها ، مع التأكيد الأردني الدائم على إقامة أفضل العلاقات
مع الجارة الأقرب إلينا ، وعدم التدخل في الشأن الداخلي واحترام الإرادة الشعبية .
الأردن ومن
خلال وضعه الجغرافي والإستراتيجي مطالب بوضع نقاط على حروف الواقع والحقيقة ،
فمؤتمر الحوار الوطني ليس ترفا أبدا ، بل بات ضرورة في هذا الوقت الدقيق والحسّاس
، مع أهمية إطلاع الرأي العام بشفافية على ما يجري داخليا وخارجيا ، فأمن الوطن
واستقراره وسلامة أراضيه ، ليس فقط من اختصاص او مسؤوليات سلطة تنفيذية أو تشريعية
، بل هو يمثّل هاجسا لدى كلّ أردني يدرك ما يحدث من تطورات تبدو مقلقة ، وفي أكثر
من مكان حولنا .