شريط الأخبار
هكذا يفكر "الثائر" الجولاني.. صحيفة أميركية: سوريا الجديدة “تسعى لعلاقة إستراتيجية مع الولايات المتحدة 100 غواص يواصلون البحث عن حدث مفقود جراء سيول الحسا ليو الرابع عشر.. انتخاب الكاردينال الأمريكي بريفوست بابا للفاتيكان ترامب يقطع اتصالاته بنتنياهو.. وقمة امريكية خليجية بالرياض خلال ايام الملك يبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي مع شركات من ولاية تكساس العيسوي: الأردنيون والقيادة الهاشمية عهد متجذر لا تنقضه المحن معاريف: ترامب ألقى بإسرائيل إلى أسفل الدرج عبد الملك الحوثي: الأمة الإسلامية والعربية تتحمّل مسؤولية مباشرة عن الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني القبض على 25 تاجر مخدرات.. منهما عربيان يصنعان الكريستال ولي العهد يلتقي برئيس وزراء اليابان ويؤكد اعتزازه بالعلاقة الراسخة بين البلدين توقيف الكاتب والناشط احمد ابو غنيمة وفق "الجرائم الالكترونية" عطية: 600 وثيقة مفقودة بدائرة الاراضي.. ماذا فعلت الحكومة؟! سوريا والمسكوت عنه الشرع: سوريا أجرت محادثات غير مباشرة مع إسرائيل لتهدئة الوضع انصار الله الحوثي: مستمرون بحظرِ حركةِ الملاحةِ البحريةِ الإسرائيليةِ والملاحةِ الجويةِ بمطارِ اللد دهسا واطلاق نار..عمليتان تصيبان ثلاثة اسرائيليين بالضفة الغربية أبناء عشائر المقابلة وسما الروسان الكنانية يرفعون وثيقة تأييد ودعم للملك الجيش يحبط محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا مقتل طفل اثر عبثه بسلاح "بمبكشن" بالرمثا ولي العهد يلتقي ولي عهد اليابان

جرائم القتل العائلية: كيف تتحول الأسرة إلى مسرح جريمة؟

جرائم القتل العائلية: كيف تتحول الأسرة إلى مسرح جريمة؟


 د. هديل الحديد *

 

تزايدت حوادث العنف والجرائم البشعة في النطاق العائلي في الاردن مؤخرا بشكل لافت للانتباه، اذ تنوعت بين ممارسة العنف الشديد بين الزوجين أو بين الوالدين والأبناء أو بين الإخوة لتصل في بعض الاحيان الى ارتكاب جرائم القتل التي بلغت حدا من البشاعة لا يتقبلها الإنسان، لأنها ارتكبت بين أفراد الأسرة، ليعيش المجتمع الأردني على اثرها حالة من الصدمة والرعب

وتستفز هذه الحوادث مشاعر الأردنيين وتثير الرأي العام حولها، وتطرح تساؤلات حيرت الجميع حول أسبابها ودوافعها، هل هي أسباب تتعلق بمؤسسة الأسرة وأساليب تربية الأبناء، أم أنها ضغوطات اقتصادية واجتماعية ونفسية؟.

ومن منظور علم الاجتماع والجريمة، ثمة رصد وتحليل علمي، يسعى الى تفسير مثل هذه الحالات المؤلمة والمهدده للمجتمع امنيا واجتماعيا.

ومن ابرز العوامل التي لها تأثير وتؤدي لمثل هذه الجرائم، 

اولا: المشكلات النفسية والصحية، فالإصابة بالأمراض النفسية، مع عدم طلب المساعدة المناسبة وايضا تعاطي المخدرات أو الكحول، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة على السلوك، فضلا عن الخلافات العائلية، فالنزاعات المستمرة بين أفراد الأسرة مثل الأزواج أو بين الوالدين والأبناء، والخلافات على المال أو الميراث، تعتبر من ابرز عوامل المسببة للقتل داخل الاسرة خاصة في المجتمع الأردني.

وثاني تلك العوامل، العنف الأسري، فالتعرض للعنف المستمر داخل الأسرة، سواء كان جسديًا أو نفسيًا، يؤدي الى حدوث ردود أفعال انتقامية بسبب الإساءة أو القهر داخل الأسرة.

كما تعد الحالة الاجتماعية والاقتصادية عاملا رئيسا في بعض الاحيان لارتكاب هذا النوع من الجرائم، مثل الضغط الاقتصادي والاجتماعي كالفقر والضغوط المالية التي قد تؤدي إلى التوتر والانفجار العاطفي، وايضا البطالة وعدم الاستقرار المهني خاصة لدى رب الاسرة

اما بالنسبة للتربية غير السليمة التي يتعرض لها الابناء او حتى تعرض لها الاباء في طفولتهم ، فغياب الحوار الأسري والافتقار إلى التربية القائمة على الاحترام المتبادل والتربية في بيئة عنيفة أو معزولة، هذا يؤدي الى الوصول لمرحلة الجريمة داخل الاسرة.

كما لا يمكننا ان نتغاضى عن دور الاعلام، لما له دور كبير في تنشئة الفرد بنفس اهمية المدرسة والاسرة، فانتشار مشاهد العنف في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ولما لها من تأثير على الأطفال والمراهقين وسلوكياتهم

اما بالنسبة لانعكاسات الجرائم الأسرية، ان كانت على الفرد او على المجتمع، فمثل هذه الجرائم تؤدي إلى انهيار العلاقات بين أفراد الأسرة، مما قد يتسبب في الطلاق، أو هروب الأبناء من المنزل، أو تفكك الروابط العائلية، فضلا عن آثارها النفسية طويلة الأمد على الضحايا، خاصة الأطفال، الذين يعانون من صدمات نفسية عميقة قد تؤثر على تطورهم الشخصي والاجتماعي.

وايضا الوصمة الاجتماعية، فتؤدي الجرائم داخل الأسرة إلى وصمة عار تؤثر على سمعة العائلة، مما يجعل أفرادها يعيشون في عزلة اجتماعية.

لذلك، يجب على الافراد والمؤسسات والدولة، ان يكون لهم جهد وعمل جاد من اجل القضاء على مثل هذه الظواهر المؤسفة، من خلال تعزيز ثقافة الحوار بين أفراد الأسرة، مما يساعد في حل المشكلات قبل تفاقمها، وطلب المساعدة لمعالجة المشكلات النفسية أو العاطفية التي يواجهها أفراد الأسرة.

كما تشكل التوعية القانونية من خلال معرفة حقوق وواجبات كل فرد داخل الأسرة، عاملا مهما في الحد من التجاوزات ومنع تحول الخلافات إلى جرائم.

ولا نغفل اهمية التثقيف الأسري، من خلال تعليم أفراد الأسرة كيفية التعامل مع الضغوط وحل النزاعات بطرق سلمية، واذا كان هناك حالة ادمان لدى احد افراد الاسرة، فيجب تقديم العلاج المناسب والدعم بدل من التهرب من المشكلة وايجاد تبرير لها.

ختاما، تحول الأسرة إلى مسرح جريمة ليس أمرًا حتميًا، بل هو نتيجة لتراكمات يمكن تفاديها إذا تم التعامل معها بحكمة وبأساليب مدروسة، اذ يجب على المجتمعات والمؤسسات أن تسعى لتمكين الأسر من خلال بناء بيئة صحية تدعم الاستقرار وتحميها من الانزلاق نحو العنف أو الجريمة

* دكتورة علم الاجتماع والجريمة