شريط الأخبار
مناع: 5 ملايين دولار قطرية ليشارك وزير خارجية سوريا بدافوس! فيديو الملك يبحث مع الرئيس الالماني العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة قمة اردنية فلسطينية...الملك يؤكد رفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين اجتماع عربي مرتقب لبحث موقف موحد ضد خطة ترامب باحتلال غزة المحكمة الحزبية تفصل النائب الجراح من حزب العمال.. ونيابته قيد المجهول قمة اردنية فلسطينية اليوم لبحث الرد على خطة ترامب الافراج عن رئيس كباتن التطبيقات الذكية بتعهد مع الاعتصام دهس شقيقين عمدا بمشاجرة في الكرك السعودية والسلطة الفلسطينة وحماس يرفضون تهديد ترامب باحتلال غزة واشنطن بوست: تصريحات ترامب بشأن غزة التزام أمريكي سيكون مكلفًا ومميتًا ومتفجرًا قنبلة ترامب تنفجر: يكشر عن انيابه ويعلن عزمه احتلال غزة وتهجير سكانها زين تطلق منصّتها الرقمية للإبداع (ZINC.JO) اغلاق ومصادرة مكاتب فصائل وبيوت مسؤولين فلسطينيين بدمشق واعتقاللات بالجملة الملك والسيسي: إدامة التنسيق الوثيق حيال تطورات القضية الفلسطينية الملكة رانيا العبدالله تدعو الأوروبيين لزيارة الأردن واستكشاف كنوزه التاريخية الملك يدعو لمضاعفة المساعدات إلى غزة الاعلان عن قائمة موحدة لانتخابات المهندسين بين نمو و"البيضاء" بقيادة.غوشة الملك يشيد بجهود القوات المسلحة في حماية حدود الوطن الملك يبحث مع السيناتور الامريكي جراهام العلاقات الثنائية سلطة وادي الأردن تُنفذ حملة واسعة لإزالة 135 اعتداء على مصادر المياه خلال يناير 2025

هل وقف الحرب في غزة هزيمة أم انتصار؟ قراءة في معادلات الصراع

هل وقف الحرب في غزة هزيمة أم انتصار؟ قراءة في معادلات الصراع

 

 


طارق سامي خوري

رغم إعلان الهدنة في غزة، يبقى السؤال الذي يشغل الأذهان: هل انتهت هذه الحرب بانتصار أم هزيمة؟ 

وهل حقق الكيان الصهيوني أهدافه الاستراتيجية، أم أن المقاومة الفلسطينية فرضت معادلة جديدة على الأرض؟ إن حجم الدمار الهائل والخسائر البشرية التي خلفها العدوان تفتح المجال لتحليل أعمق للأوضاع من زوايا متعددة، لفهم طبيعة النتائج التي أفرزها هذا العدوان الشامل.

 

*الكيان الصهيوني.. أهداف محققة أم أوهام نصر؟*

 

شن الكيان الصهيوني عدوانه على غزة بوحشية غير مسبوقة، أسفر عن تدمير شبه كامل للبنية التحتية في القطاع، وسقوط أكثر من 250 ألف بين شهيد وجريح، إضافة إلى تهجير مئات الآلاف من السكان. وامتد عدوانه ليشمل جنوب لبنان وسوريا، واستهداف اليمن وإيران في محاولات واضحة لتوسيع رقعة المواجهة.

لكن هل حقق الكيان أهدافه المعلنة؟ 

1) القضاء على المقاومة: رغم كل محاولات الإبادة الجماعية والقصف المستمر، لم يتمكن الاحتلال من إنهاء وجود المقاومة أو تفكيك بنيتها التحتية بالكامل. فالمقاومة أثبتت قدرتها على الاستمرار في التصدي، واستطاعت تنفيذ عمليات عسكرية نوعية حتى اللحظات الأخيرة من العدوان

2) استعادة الأسرى: لم ينجح الكيان في استعادة جميع أسراه، واضطر إلى الدخول في مفاوضات تحت شروط المقاومة، مما يظهر عجزه عن فرض إرادته بالقوة العسكرية فقط

3) تحقيق الردع: بدلاً من فرض معادلة جديدة تردع المقاومة، واجه الكيان ضربات صاروخية متواصلة طالت عمق المناطق المحتلة، وفرضت واقعاً غير مسبوق على الجبهة الداخلية، ما شكل ضغطاً سياسياً وأمنياً غير محتمل للقيادة الصهيونية.

 

*المقاومة الفلسطينية.. صمود أسطوري ومعادلات جديدة*

 

رغم شراسة العدوان وكثافة التدمير، خرجت المقاومة الفلسطينية وهي لا تزال قوية ومتماسكة. فالمعركة التي خاضتها لم تكن فقط من أجل الدفاع، بل لتثبيت معادلة جديدة في الصراع، حيث استطاعت:

1) البقاء رغم القصف: لم يتمكن الاحتلال من كسر إرادة المقاومة أو دفعها إلى الاستسلام، بل ظلت قادرة على الرد والمناورة حتى آخر لحظة، مما يدل على فشل المخطط الصهيوني في تحجيمها

2) فرض معادلات تفاوضية: المقاومة استطاعت أن تفرض نفسها كطرف أساسي في أي حل قادم، ونجحت في تأكيد أن الأسرى ليسوا مجرد ورقة ضغط، بل عنصر تفاوضي يغير المعادلة.

3) الحفاظ على الروح المعنوية: على الرغم من الكارثة الإنسانية في غزة، فإن الشعب الفلسطيني خرج ليحتفل بالهدنة، في مشهد يعكس مدى صموده وقدرته على تجاوز المحن، وهو ما يشكل هزيمة نفسية للكيان الصهيوني.

 

*البعد الإقليمي والدولي.. استنزاف أم انتصار؟*

 

وسع الكيان الصهيوني رقعة عدوانه، مستهدفاً لبنان وسوريا واليمن وحتى إيران، في محاولة لإضعاف أي تهديدات مستقبلية. غير أن هذه السياسة لم تؤدِ إلى نتائج حاسمة، بل فتحت عليه عدة جبهات دون تحقيق مكاسب استراتيجية حقيقية.

1) الجبهة الشمالية (لبنان وسوريا): رغم القصف المتواصل، لم يستطع الاحتلال إيقاف قدرات محور المقاومة في هذه المناطق، بل واجه تهديدات متزايدة أدت إلى استنزاف قواته.

2) الجبهة اليمنية: فشلت الهجمات الجوية في منع اليمن من المشاركة في معادلة الصراع عبر استهداف سفن الكيان الصهيوني في البحر الأحمر، ما أضاف بُعداً استراتيجياً جديداً.

3) الجبهة الإيرانية: الضربات الصهيونية لم تردع إيران أو توقف دعمها لمحور المقاومة، بل عززت موقفها ودفعتها إلى تصعيد دعمها للمقاومة الفلسطينية.

 

*الهدنة.. استراحة مقاتل أم فرصة لإعادة الترتيب؟*

 

مع إعلان وقف إطلاق النار، يمكن القول إن المقاومة خرجت منتصرة بقدرتها على الصمود، واحتفاظها بقدرة التأثير المستقبلي. وفي المقابل، يمكن اعتبار أن الكيان الصهيوني حقق بعض أهدافه الميدانية، لكنه فشل في تحقيق انتصار حاسم يؤدي إلى إنهاء المقاومة كلياً.

 

*الاستنتاج.. بين النصر والهزيمة*

 

المعركة لم تكن متكافئة من حيث القوة العسكرية، ولكن النصر لا يُقاس فقط بالقدرة على التدمير، بل بالصمود والقدرة على الاستمرار. وفق هذه المعادلة، فإن الكيان الصهيوني لم يحقق نصراً حاسماً، بل خاض حرب استنزاف طويلة، بينما خرجت المقاومة الفلسطينية أكثر صلابة، وأكثر قدرة على فرض واقع جديد في المعادلة الإقليمية.

 

في النهاية، تبقى الحقيقة الثابتة أن تحرير الأرض واستعادة الحقوق لا يتحققان إلا بالمقاومة المستمرة، وأن كل محاولة صهيونية للقضاء على الشعب الفلسطيني ستواجه بإرادة لا تعرف الاستسلام، لتبقى فلسطين بوصلة الأحرار