شريط الأخبار
الفايز: يجب أن نعيد ترتيب بيتنا الداخلي.. وكل الأردنيين بمختلف مكوناتهم أسرة واحدة بري : نستنكر كل مخططات التخريب التي كشفتها الأجهزة الأمنية الأردنية. رئيس جامعة البترا يدعو إلى تبنّي خطة استراتيجيّة للحدّ من التّدخين "حشد": نتمسك بامن الاردن.. ونحذر من خطاب الاستقطاب ملتقى الهيئة العربية الدولية لإعمار فلسطين (من الركام نبني الامل) ينطلق غدا الجمعة مصفاة البترول الأردنية تنفذ وقفة تضامنية رفضًا لمحاولات المساس بأمن الوطن الأردن يدين اقتحام أعضاء من كنيست الاحتلال للمسجد الأقصى الملك يبحث مع حاكم ولاية وايومنغ الأمريكية الشراكة الاستراتيجية رئيس الوزراء: عندما يتعلق الأمر بأمر الأردن فكلنا جنوده وحراسه "الشرق الاوسط": "مخطط الفوضى" يدفع الأردن لـ«استدارات استراتيجية» ضد «الإخوان» المومني: بالمرصاد لكل محاولات الخروج على الامن والاستقرار الملك ينعم على 114 شخصية بميداليات اليوبيل الفضي الفناطسة: انتظام عمل المجلس المركزي بعد توقف استمر 25 عاما الفوسفات تتزين بالعلم الأردني احتفاء باليوم الوطني للعلم "العمل الاسلامي" يؤكد تمسكه بامن الاردن واستقراره "صناعة عمان" تنظم لقاءات عمل تجمع الشركات الصناعية بممثلي مجموعة "اللولو العالمية" انسحاب امريكي مرتقب.. تركيّا وروسيا وإسرائيل نحو اتفاقٍ لتقسيم سوريّة لمناطق نفوذٍ واشنطن الملك يتلقى اتصالا من ا لرئيس الفلسطيني متضامنا مع الاردن زين تحتفي بيوم العلم الأردني وتطلق علماً ضخماً في سماء عمّان (فيديو) العراق يعلن تضامنه الكامل مع الأردن

عن الغزازوة..

عن الغزازوة..

احمد ابو خليل 

تأتينا من غزة هذه الأيام مواد مصورة كثيفة ومتنوعة، بعضها مشغول بحرفية من صناعة مختصين في قنوات فضائية، وهذه لا شأن لي بها هنا لأنها قد تحمل حقائق ولكنها أيضا قد تحمل تمويها.
ولكن ما لفت انتباهي وأحب أن أشير إليه هنا، هو حجم وصنف المادة المعدة من قبل هواة أو نشطاء غير محترفين لا يتقنون التمويه حتى لو أرادوا.
تشكل هذه المواد تعويضا عن عدم القدرة على الملاحظة المباشرة، وبالمناسبة تعد مثل هذه المواد مصادر للدراسة والبحث وتشكيل المعرفة. وقد حصل هذا في حالات عديدة في العالم كان يصعب على الباحثين الوصول إليها.
تعطي مشاهد غزة صورة عن السياسة والمجتمع والمقاومة "من أسفل"، أي من بين الناس، ويستطيع المشاهد أن يكتشف بسرعة اللقطات المعدة للتصوير من تلك الحقيقية العفوية، وفي كل الأحوال تعرض المشاهد عادة، لقطات على الهامش تكون عفوية فعلا تفيد في ملاحظة ما يجري.
لفت انتباهي مثلا حس الفكاهة العالي عند الجمهور، وبعضها فكاهة مرة، مبنية على التهكم نحو الذات، وقسم كبير منها يحوي تهكم نحو العدو بما يعكس الموقف على المستوى الشعبي. شاهدت فيديوهات قصيرة لأولاد يعبثون بدبابات تركها العدو ويبنون عليها مواقف كوميدية رفيعة. في الأثناء نتعرف على لهجة غزاوية مميزة لطيفة تمتزج فيها اللهجتان المصرية بالفلسطينية.
تشير الفيديوهات الى الروح الابداعية في مواجهة الظروف، وقد مكنت تلك الروح أهل غزة من البقاء والاستمرار، يوجد شباب تخصصوا في صناعة أدوات بديلة لما هو غير متوفر، وهم يقدمون منتجاتهم بطرق ظريفة.
يشترك الذكور والإناث في تصوير المشاهد وفي المحتوى الذي تعرضه، بما يقدم صورة غاية في اللطف والاحترام لعلاقة الجنسين في المجتمع، وهي تخالف الانطباع الذي يريد بعض الخصوم ترويجه عن تزمت العلاقات. 
الجانب الآخر اللافت يتعلق بعمق وخصوصية التدين في غزة. إن عبارات مثل "الحمد لله" أو "إرادة الله" تقال بعفوية مذهلة. ويمارس الناس فعل الصبر ببساطة ظاهرة. ويشكل الأمل بالثواب سندا قويا للناس.
الجيل الجديد ممن هم الآن في عمر الفتيان والفتيات، منغمسون في المشاعر ذات الصلة بالحرب والعدوان، بالطبع هذا مؤلم وغير مرغوب وغير طبيعي لأعمارهم، ولكنه يشير إلى صنف التنشئة الوطنية التلقائية التي ستثمر في المستقبل.
بالطبع هذه الملاحظات ليست بحثا، إنها مجرد إشارات توحي بتقديري بأن أهل غزة في حالة تماسك لافت، وأنا هنا لا اتحدث عن الشأن السياسي أو العسكري بل الاجتماعي الثقافي.
إذا أتقنت قيادة المجتمع في غزة التعامل مع استحقاقات الفترة المقبلة، وتوخت العدالة في توزيع تكلفة العدوان والتدمير والتخريب الاسرائيلي، والعدالة في توزيع إعادة الإعمار، والعدالة في التعامل مع مقدمي التضحيات، فإنها ستنجز نجاحا لا يقل أهمية عن نجاحها في المواجهة المباشرة مع العدو.
دعكم الآن من التحليل السياسي والعسكري، إن الغزازوة يقدمون درسا إنسانيا عالميا خاصا.