شريط الأخبار
اليمنيون يصرون على ضرب مدن الاحتلال يوميا.. وانفجارات بتل ابيب والقدس والساحل هيثم مناع: سياسة القتل والتنكيل بسورية نتاج مباشر لخطاب الكراهية إحباط محاولة تهريب مواد مخدرة بمسيرة على واجهة الحدود الغربية ولي العهد يؤدي صلاتي العشاء والتراويح بالمشيرفة اسرائيل لا تريد مواجهة تركيا في سوريا.. لكنها تخشى النفوذ التركي اسرائيل لا تريد مواجهة تركيا في سوريا.. لكنها تخشى النفوذ التركي الاحتلال يبحث مع ادارة ترامب احتلال قطاع غزة مؤقتا تمهيدا للتهجير مصر تجدد رفض مزاعم قبولها تهجير الفلسطينيين وتقدم مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار مسالخ عمان تتلف 66 طن لحوم فاسدة خلال رمضان الملك يستقبل رئيس تيار الحكمة الوطني في العراق عمار الحكيم الملك يزور مركز البنيّات للتربية الخاصة هكر اسيوي ترك الدنيا وجاء يحتال الكترونيا في الاردن ! مقتل مستوطن واصابة اخرين بعملية فدائية قرب حيفا محكمة الحزب الديمقراطي تلغي قرار فصل حدادين ارتفاع تدريجي للحرارة وطقس ربيعي لنهاية الاسبوع بري: اسرائيل تحاول استدراج لبنان للتطبيع.. وحزب الله ملتزم بالاتفاق اخلاء جثة خمسيني سقط بحفرة عمقها 30 مترا بالعاصمة حسان يثني على دعم الفوسفات لقطاعي التعليم والصحة بـ 40 مليون دينار ولي العهد يحاور شبابا بلواء وادي السير ويشاركهم مأدبة الإفطار الملك يرعى احتفال القوات المسلحة بذكرى معركة الكرامة

عن الغزازوة..

عن الغزازوة..

احمد ابو خليل 

تأتينا من غزة هذه الأيام مواد مصورة كثيفة ومتنوعة، بعضها مشغول بحرفية من صناعة مختصين في قنوات فضائية، وهذه لا شأن لي بها هنا لأنها قد تحمل حقائق ولكنها أيضا قد تحمل تمويها.
ولكن ما لفت انتباهي وأحب أن أشير إليه هنا، هو حجم وصنف المادة المعدة من قبل هواة أو نشطاء غير محترفين لا يتقنون التمويه حتى لو أرادوا.
تشكل هذه المواد تعويضا عن عدم القدرة على الملاحظة المباشرة، وبالمناسبة تعد مثل هذه المواد مصادر للدراسة والبحث وتشكيل المعرفة. وقد حصل هذا في حالات عديدة في العالم كان يصعب على الباحثين الوصول إليها.
تعطي مشاهد غزة صورة عن السياسة والمجتمع والمقاومة "من أسفل"، أي من بين الناس، ويستطيع المشاهد أن يكتشف بسرعة اللقطات المعدة للتصوير من تلك الحقيقية العفوية، وفي كل الأحوال تعرض المشاهد عادة، لقطات على الهامش تكون عفوية فعلا تفيد في ملاحظة ما يجري.
لفت انتباهي مثلا حس الفكاهة العالي عند الجمهور، وبعضها فكاهة مرة، مبنية على التهكم نحو الذات، وقسم كبير منها يحوي تهكم نحو العدو بما يعكس الموقف على المستوى الشعبي. شاهدت فيديوهات قصيرة لأولاد يعبثون بدبابات تركها العدو ويبنون عليها مواقف كوميدية رفيعة. في الأثناء نتعرف على لهجة غزاوية مميزة لطيفة تمتزج فيها اللهجتان المصرية بالفلسطينية.
تشير الفيديوهات الى الروح الابداعية في مواجهة الظروف، وقد مكنت تلك الروح أهل غزة من البقاء والاستمرار، يوجد شباب تخصصوا في صناعة أدوات بديلة لما هو غير متوفر، وهم يقدمون منتجاتهم بطرق ظريفة.
يشترك الذكور والإناث في تصوير المشاهد وفي المحتوى الذي تعرضه، بما يقدم صورة غاية في اللطف والاحترام لعلاقة الجنسين في المجتمع، وهي تخالف الانطباع الذي يريد بعض الخصوم ترويجه عن تزمت العلاقات. 
الجانب الآخر اللافت يتعلق بعمق وخصوصية التدين في غزة. إن عبارات مثل "الحمد لله" أو "إرادة الله" تقال بعفوية مذهلة. ويمارس الناس فعل الصبر ببساطة ظاهرة. ويشكل الأمل بالثواب سندا قويا للناس.
الجيل الجديد ممن هم الآن في عمر الفتيان والفتيات، منغمسون في المشاعر ذات الصلة بالحرب والعدوان، بالطبع هذا مؤلم وغير مرغوب وغير طبيعي لأعمارهم، ولكنه يشير إلى صنف التنشئة الوطنية التلقائية التي ستثمر في المستقبل.
بالطبع هذه الملاحظات ليست بحثا، إنها مجرد إشارات توحي بتقديري بأن أهل غزة في حالة تماسك لافت، وأنا هنا لا اتحدث عن الشأن السياسي أو العسكري بل الاجتماعي الثقافي.
إذا أتقنت قيادة المجتمع في غزة التعامل مع استحقاقات الفترة المقبلة، وتوخت العدالة في توزيع تكلفة العدوان والتدمير والتخريب الاسرائيلي، والعدالة في توزيع إعادة الإعمار، والعدالة في التعامل مع مقدمي التضحيات، فإنها ستنجز نجاحا لا يقل أهمية عن نجاحها في المواجهة المباشرة مع العدو.
دعكم الآن من التحليل السياسي والعسكري، إن الغزازوة يقدمون درسا إنسانيا عالميا خاصا.