شريط الأخبار
وفاة نجل فيروز الفنان الكبير زياد الرحباني حماس تكشف تفاصيل الجولة التفاوضية الأخيرة وتطالب ويتكوف بالنزاهة ترامب يحرض على حماس ويطالب “إسرائيل” بانهاء المهمة واغتيال قادتها "الخيرية الهاشمية": لا نستطيع إنهاء حصار غزة.. ونواصل إدخال المساعدات كجزء من محاولة جادة لإنقاذ الأرواح ويتكوف ونتنياهو يحملان حماس مسؤولية تعثر المفاوضات.. ويلوحان بالرد قافلة مساعدات اردنية تعبر اليوم الى غزة مقتل ستيني بمشاجرة.. وكشف مصير سيدة قتلها زوجها في اربد "الكهرباء الاردنية" تنفي نية تعديل تشريعاتها للحجز على املاك المواطنين قافلة مساعدات من 50 شاحنة تنطلق إلى غزة بالتعاون مع المطبخ العالمي وبرنامج الغذاء العالمي الحملة الأردنية توزّع الخبز الطازج على مئات العائلات في المواصي بخان يونس "العمل الإسلامي" يثمن الجهود الرسمية لإدخال المساعدات لغزة ويدعو لتكثيف الجهد بمواجهة حرب التجويع الاردن يدين تصويت الكنيست على بيان دعم السيادة الاسرائيلية على الضفة مندوبا عن الملك.. حسان يشعل شعلة مهرجان جرش ايذانا بانطلاق فعالياته الملكة: الكلمات لا تطعم أطفالنا.. رسالة من غزة مصدر إسرائيلي يزعم: ردّ حماس على المقترح الإسرائيلي لم يرضِ الوسطاء ولم يمرر لاسرائيل العيسوي: الأردن بقيادته الهاشمية يواصل التحديث بإرادة راسخة ونهج يضع المواطن في صميم الأولويات بتوجيهات ملكية .. الأردن يسير قافلة إغاثية لجنوب سوريا التجويع يفتك بالفلسطينيين في غزة… وأوروبا تلوّح بـ«إجراءات» الجيش يحبط محاولة تسلل طائرة مسيّرة على الواجهة الغربية *الهيئة الخيرية": عبور قافلة مساعدات إلى شمال غزة لصالح منظمة “المطبخ المركزي العالمي

الانتماء للوطن بين الحقيقة والتزييف

الانتماء للوطن بين الحقيقة والتزييف

 

 


طارق سامي خوري

 

في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي يشهدها العالم العربي، برزت ظاهرة خطيرة تمثلت في محاولة البعض احتكار مفهوم الانتماء للوطن، وربطه بمعايير ضيقة تخدم مصالحهم وأجنداتهم الخاصة. باتت الوطنية تُختزل في المواقف الشكلية، بينما يُتهم كل مخالف أو صاحب رأي مستقل بعدم الانتماء، بل وصل الأمر إلى المطالبة بسحب الجنسية من كل من يعبّر عن رأي مختلف.

 

الانتماء للوطن لا يكون بتكرار الشعارات الرنانة أو ادعاء الوطنية، بل يظهر في الأفعال الصادقة والتضحيات الحقيقية. فالوطن ليس بطاقة هوية أو جواز سفر، بل هو إحساس داخلي متجذر يدفع الإنسان للعمل من أجل مصلحته، والدفاع عن حقوق أبنائه، وحمايته من أي تهديدات داخلية أو خارجية.

 

الانتماء لا يكون في التخوين والإقصاء، بل في القدرة على تقبل التنوع والاختلاف. إن اختزال الوطنية في موقف واحد أو توجه معين لا يخدم الوطن، بل يعزز الانقسامات ويخلق حالة من الفوضى الفكرية التي يستغلها أعداء الأمة.

 

على مدار التاريخ، أثبتت شخصيات عديدة انتماءها للوطن من خلال أفعالها وتضحياتها، وليس عبر أوراق رسمية أو أرقام وطنية. فهل يحتاج مشهور حديثة الجازي إلى جواز سفر لإثبات وطنيته؟ وهل كان البطل فراس العجلوني بحاجة إلى أوراق رسمية لنشهد على إخلاصه للأرض التي دافع عنها بروحه؟

 

إن الوطنية الحقيقية تظهر في المواقف، في اتقان العمل، في الشعور بالمسؤولية تجاه الفقراء والمحتاجين، في الدفاع عن قضايا الوطن، وفي الالتزام بمصالح الشعب بعيدًا عن المصالح الشخصية.

 

الانتماء ليس مجرد هوية تُمنح أو تُسحب، بل هو التزام أخلاقي ووجداني. من ينتمي لوطنه لا يكون تابعًا بلا رأي، ولا يرضى بأن يكون مجرد صدى لما يمليه عليه الآخرون. الانتماء الصحيح يكون بالوفاء والعطاء، بالوقوف في وجه الظلم، وبحماية الوطن من المتربصين به، سواء كانوا من الخارج أو من الداخل.

 

أما من يحاولون قياس الوطنية بالمواقف الشكلية أو المظاهر السطحية، فهم في الواقع يفرغون مفهوم الانتماء من مضمونه الحقيقي، ويحولونه إلى أداة للترهيب السياسي والإقصاء الاجتماعي.

 

الأهم في ممارسة المسؤولية الوطنية هو وضع مصلحة الوطن والمواطن على حد سواء، وليس استخدام الانتماء كأداة لفرض الهيمنة أو إسكات الأصوات الحرة. يجب أن نفهم أن الوطن ليس ملكًا لفئة معينة، وأن الانتماء ليس امتيازًا يُمنح للبعض ويُحرم منه الآخرون، بل هو حق ومسؤولية يتحملها الجميع.

 

الوطن بحاجة إلى من يعمل لأجله بصدق، لا إلى من يزايد في الوطنية بينما يسعى لتحقيق مكاسبه الخاصة. الانتماء يجب أن يكون انتماء الأسود، الذين يدافعون عن أرضهم بكرامة وإباء، وليس انتماء النعاج الذين يسيرون بلا وعي خلف من يقودهم.

 

الوطنية الحقيقية ليست شعارًا يُرفع في المناسبات، وليست شهادة تُوزع بناءً على مواقف معينة، بل هي إحساس داخلي يُترجم إلى فعل، إلى تضحية، إلى غيرة على الوطن وأبنائه. إن محاولة ربط الانتماء برأي سياسي أو موقف معين هو خطر يهدد وحدة المجتمعات، ويخلق مناخًا من التفرقة والاستبداد.

 

الوطن يحتاج إلى مَن ينتمي إليه حقًا، بالعمل والتفاني والإخلاص، لا إلى مَن يدّعي الانتماء بينما يساهم في إضعافه وإفراغه من معناه الحقيقي.

 

*اللازمة: الوطن يكبر بالمحبة ويفنى بالبغضاء.*