تشجيع الأدوية المحلية… بين الجودة والاستفادة الاقتصادية


د. طارق سامي خوري
الأدوية تعتمد على
تركيبات ثابتة وفق المعايير الدوائية العالمية، ما يعني أن فعاليتها لا تختلف
جوهريًا بين بلد وآخر، طالما أنها تخضع للرقابة والجودة المطلوبة. ومع ذلك، نجد أن
العديد من الأطباء يميلون لوصف الأدوية المستوردة بدلاً من تلك المصنّعة محليًا،
رغم أن الأخيرة غالبًا ما تكون أقل تكلفة ومماثلة في الفعالية.
هذا التوجه قد يكون
ناتجًا عن تصورات خاطئة حول الجودة، أو بسبب التأثير التسويقي لشركات الأدوية
الكبرى. في المقابل، دعم الصناعات الدوائية المحلية يحقق فوائد عديدة، منها تعزيز
الاقتصاد الوطني، تخفيض كلفة العلاج على المرضى، وضمان توفر الأدوية دون الحاجة
إلى الاستيراد، خاصة في الأزمات.
الجدير بالذكر أن
الأدوية الأردنية تُصدَّر إلى معظم دول العالم، ما يعكس جودتها العالية ومطابقتها
للمعايير العالمية، مما يستدعي تعزيز ثقة الأطباء والمرضى بها محليًا. كما أن على
المستشفيات الحكومية والعسكرية أن تعتمد بشكل رئيسي على الأدوية المحلية في
مستشفياتها، لما لذلك من دور في دعم الصناعة الوطنية، وتقليل الأعباء المالية،
وتحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاع الصحي.