نتنياهو يواصل فتح جبهات داخلية..صدام علني غير مسبوق بين رئيس الحكومة وقادة الشاباك


تشهد الحلبة السياسية
الإسرائيلية منذ مساء أمس الخميس، واليوم الجمعة، صداما علنيا غير مسبوق بين قادة
جهاز المخابرات العامة ورئيس حكومة، هذا إذا وقع صدام كهذا على مر قرابة 77 عاما،
والصدام واقع على خلفية شخصية، ونهج بنيامين نتنياهو، الذي منذ أن عاد الى رئاسة
الحكومة، في نهاية العام 2022، يشن معركة متشعبة على قادة الأجهزة الحساسة، بدأت
بشكل خاص مع جهاز النيابة العامة، وبالذات المستشارة القضائية للحكومة، وامتدت
لرئيسي جهازي "الموساد" و"الشاباك"، وأيضا رئيس أركان الجيش
الذي أنهى مهمته في مطلع الشهر الجاري.
وصعّد نتنياهو هجومه
على رئيس جهاز الشاباك الحالي، رونين بار، على خلفية قرار المستشارة القضائية لحكومة،
فتح تحقيق جدي، بعلاقة فساد مالي، وعلاقات مستشارين كبار في مكتب نتنياهو مع قطر.
مساء أمس، أدلى الرئيس
السابق لجهاز "الشاباك"، نداف أرغمان، بتصريحات في مقابلة مع شبكة
ريشيت، أثارت غضب نتنياهو، إذ قال إنه في حال شعر أن نتنياهو سيتصرف بشكل مخالف
للقانون، فإنه لن يتوانى عن كشف تفاصيل محادثات سرية جرت بينهما "بأربع
عيون"، ورأى نتنياهو بهذا تهديدا له.
وكان أرغمان يتحدث في
المقابلة الصحفية، أمس، على خلفية ما يسمى "الانقلاب على الجهاز
القضائي"، وأيضا على خلفية فضيحة علاقات مكتب نتنياهو مع قطر، وقال في المقابلة،
إن المعلومات التي لم يفصح عنها كان يحتفظ بها لنفسه "من أجل الحفاظ على
الأهمية الكبيرة للاتصال والحميمية بين رئيس الشاباك ورئيس الحكومة، والتي لا
أعتقد أنه من الصواب الإضرار بهما. وهذا هو السبب الذي يجعلني أحتفظ الآن بكل ما
حدث بيني وبين رئيس الحكومة في هذا المكان. من الواضح تماما أن لدي قدرا كبيرا من
المعرفة، وأستطيع استخدامها، ولا أستخدمها، لنفس الأسباب التي ذكرتها. إذا اعتقدت
أن دولة إسرائيل، أو إذا توصلت إلى نتيجة مفادها أن رئيس الحكومة قرر أن يتصرف
بشكل مخالف للقانون، فلن يكون هناك خيار، سأقول كل ما أعرفه وأخفيته عن نفسي حتى
اليوم".
وقال نتنياهو ردا على
ذلك، "الليلة تم تجاوز خط أحمر خطير آخر بالنسبة للديمقراطية الإسرائيلية. لم
يحدث أبدا، في تاريخ إسرائيل بأكمله وفي تاريخ الديمقراطية بأكمله، أن قام رئيس
الجهاز السري السابق بابتزاز تهديدات حية ضد رئيس حكومة حالي. وتنضم هذه الجريمة
إلى حملة كاملة من الابتزاز من خلال التهديدات من خلال البيانات الإعلامية في
الأيام الأخيرة، بقيادة رئيس الشاباك الحالي، رونان بار"، بحسب بيان نتنياهو.
وتابع نتنياهو زاعما،
أن "الهدف الوحيد هو محاولة منعي من اتخاذ القرارات اللازمة لإعادة الشاباك
بعد فشله الساحق في 7 أكتوبر. وليكن واضحا: التهديدات الإجرامية على طراز المافيا
لن تردعني. سأفعل ما هو ضروري لضمان سلامة مواطني إسرائيل".
أرغمان يرد على نتنياهو
ورد أرغمان على نتنياهو
ببيان آخر، رافضا أن يكون في كلامه تهديد لنتنياهو، وقال، "ليس هناك شك في أن
رؤساء الشاباك يعرفون الكثير. لكننا لا نتجول بساطور التهديدات. إذا اعتقدنا أن
هناك أشياء نعرفها، وتشكل خطرا على الأمن القومي لدولة إسرائيل، فسنستخدمها وفقا
للقانون". وقال أرغمان أيضا إنه لم يدع جنود الاحتياط إلى التوقف عن الخدمة
بسبب الانقلاب على الجهاز القضائي، وأوضح: "قلت إنه إذا توقفت دولة إسرائيل
عن أن تكون دولة ديمقراطية، فسيكون من الصواب القيام بذلك".
وقال أرغمان في
المقابلة: "علينا أن نفعل كل شيء من أجل الحفاظ على الديمقراطية الإسرائيلية،
وعدم الإضرار بحراس البوابة (قادة الأجهزة)، والسماح للسلطات الثلاث بالعمل
وللمحكمة العليا بالعمل بشكل مستقل. هذه هي الطريقة التي نضمن بها الديمقراطية
الإسرائيلية. يمكننا أن نتجادل، ويمكن أن يكون لدينا آراء مختلفة، وكل شيء على ما
يرام تمام، لكن الديمقراطية شيء لا يمكن للمجتمع الإسرائيلي بأكمله ودولة إسرائيل
أن يفعلوا بدونه شيئا هنا".
وعلى الرغم من أن
الصدام واقع بين نتنياهو، والرئيس السابق للشاباك، أرغمان، الذي عينه في المنصب
نتنياهو، فإن وسائل إعلام إسرائيلية تعتقد أن في خلفية هذا الصدام، هو مسعى
نتنياهو، الصعب حاليا، للإطاحة برئيس الشاباك الحالي رونين بار، رغم أن ولايته
القانونية تنتهي بعد شهرين من الآن. والصعوبة نابعة من المسار القانوني لهذه
الإطاحة، الذي سيصل الى المستشارة القضائية غالي بهراب ميارا، الواقعة هي أيضا تحت
خطر الإقالة.
وقالت صحيفة
"يديعوت أحرنوت"، في موقعها على الانترنت، إن نتنياهو يهاجم رئيس
الشاباك الحالي، ليس فقط فيما يتعلق بالتحقيق نفسه، وإنما أيضا في أعقاب التحقيق
الذي أجراه الشاباك في أحداث 7 أكتوبر 2023، والذي أشار، في طياته، بإصبع الاتهام
إلى المستوى السياسي، مدعيا أن تدفق الأموال القطرية وسياسة الصمت لا تؤدي إلا إلى
تعزيز حماسا