شريط الأخبار
ولي العهد يهنيء بعيد الفطر شكوى جرائم الكترونية بحق الفنانة جولييت عواد 43 شهيدا بينهم اطفال بغزة بغارات اسرايلية الرأي العام الغزي والتنظيمات الفلسطينية: 52% يؤيدون المقاومة مدعوما من ترامب.. نتنياهو يصر على المفاوضات تحت النار والابادة القصف الامريكي الوحشي لليمن لم يحم ملايين االاسرائيليين من الرعب اليومي حماس توافق على عرض تهدئة مصري قطري جديد.. ونتنياهو يرد ببديل "مجهول" الإيكونوميست تتنبأ بالأسوأ للكيان الاسرائيلي: يتجه نحو كارثة غير مسبوقة عشرات الالاف يتظاهرون ضد اردوغان.. وقلق امريكي حول استقرار حكمه الملك وولي العهد يتلقيان التهنئة بالعيد الملك يتبادل التهاني مع قادة عرب بحلول العيد الملك يهنيء بعيد الفطر السعيد الاثنين اول ايام عيد الفطر بالاردن قائد فتحاوي: انسحاب المقاومة من غزة ونزع سلاحها سيجلب المزيد من المعاناة للفلسطينيين جنبلاط: ضغوط أميركية على لبنان للتطبيع مع إسرائيل ونزع سلاح حزب الله الأرض والكرامة: عنوان الصمود والمقاومة؟.. مهرجان بحزب الوحدة مطلق النار المتسبب بمقتل أحد المواطنين بمشاجرة في القويسمة يسلم نفسه رسالة ترامب إلى خامنئي: نريد المفاوضات لكن لن نقف مكتوفي الايدي امام تهديداتكم رئيس الجمعية الفلكية: من يدعي استطاعته رصد الهلال فليتقدم بدليله مسيرات شعبية اردنية تدعم المقاومة وتحذر من اخطار المخططات الصهيونية

أحمد الشرع يرتدي الدرع… والسهم المحلي

أحمد الشرع يرتدي الدرع… والسهم المحلي


 

 د. لينا الطبال

تروي الالياذنة إن الوالدة آخيل قبعته في نهر الخلود، وأمسكته من كعبه، فصار جسده كله منيعا إلا تلك النقطة الصغيرة التي اشتركت، الكعب. ووهبه الإله هي فايستوس درعا لا يمكن أن يخترق، ييلمع في الشمس، كان خيالاً يتبختر به في مساحات طروادة… آخيل الحائط، والدرع الاشتراكي له، لحساب النهاية.

هذه ليست مقالة عن الإغريق. لا شيء إغريقي هنا. هذه مقالة عن أحمد الشرع. جاء إلى الحكم في سوريا، لا عصر أي مشروع. كل شيء كان معدا له. جاء ليرتب ما يقضيه، يقضي مهمته ويمضي.

ليقرر رجلك انه الدولة الحديثة… يقرر لك انه بديل المنقذ، أي بديل؟ الشرع لا يبدل شيئا، يبدل بدلته فقط… الآن هو البطل، هكذا يخبرونه انه اخيل سوريا، يختار بدلته كل صباح العناية الفائقة. يحافظ على اناقته في النهار، ويربط كعبه جيدًا، ولا يموت طالما أن كعبه محمي، ولا يريد أن يتقنه كآخيل الأحمق. رأى في المرآة درعها، لا عليه… وفي المساء، ارتدى بدلته، ومسح على لامعه، ويستل سيفه.

يقول له مستقر! تباً هو حارس الجحيم… ومن يرى خريطة الدماء على الساحل يفهم ان الذي لم يخلعة الطائفة لا يمكن أن عصر مشروع وطن.

إعلان

الغرب يبتسم… لديهم في دمشق مثالي يبتسم أيضا… علموه كيف يكون التخفيف وصامت تدرب على الإجابة عن كل الأسئلة: سعر الخبز، حركة السماء، الاحتباس الحراري، أزمة المناخ، او عدد سكان المريخ لو تطلب الأمر … الإجابات الكاملة جاهزة. قناع جميل، وواقع دموي يخفيه تحت الجدول.

لكن المجازر في الساحل السوري كان صادما… الغرب لا يزعجه المجازر، يعود عليه. لكن الصورة التقطت أكثر مما يجب، والثث بوضوح. الغرب الذي كان يثر عن "عملية سياسية شاملة”، تلعثم واضطر ان يندد بالعنف… الغرب الذي كان يؤمر بالجوع بعد ذلك، وجد نفسه ويجبا عليه أن يجته واصبح يتحدث عن حالات مميزة، عن حماية الأقليات، عن المساءلة، عن الأمر لا تضر ولا تنفع… هذا الغرب، كعادته، الوحش، ثم يصدمه أن الوحش يعض.

ما حدث في الساحل السوري هو تطهير عرقي. لا حاجة للبحث عن مصطلحات. في حين يتم قتل شيء فقط لأنه ولدوا في المكان الخطأ، او لأن بطاقاتهم لا عجب من يمسك السكين، فالأمر… هذه الجريمة، لا تحتاج إلى ميثاق روما، ولا واضحة إلى تعريفات طويلة. كل ما أعتقد أنه يفهم: إنها جريمة ضد الإنسانية.

Description: https://ci3.googleusercontent.com/meips/ADKq_NZ9YxW2PEf1Ch0OY6SnOEeX5JITl_wVFbFpg7kBQ3OqIJvNdpo5WIRoRv5WbbSiQjqWypNNONIAYf08gu5M1w7imUOuLA=s0-d-e1-ft#https://cdn.optad360.net/icons/branding-ads.svg

في غزة، الصورة التحديد. يضغط الرجل الألماني على الزر، وينطلق، ويطلق النار على المبنى، ويستشهد به في لحظة. عدا ذلك، القانون الدولي يتنازع في التوصيف: جريمة الحرب؟ جريمة ضد الإنسانية؟

أما في سوريا، فالأمر تريده وحشية. لا زر، لا طائرة، لا سماء. التهديد بالاتصال مباشرة. ويطلب منك ذلك مباشرة وهذا أسوأ ما في الأمر… سكين في الفارس، يذبحه، ثم يفرغ الرصاص فوق الجسد الميت، ليس دفاعا عن النفس، بل لإشباع شهوة القتل… آلة جوع طائفي مريضة، لا أحد بحاجة إليها، إلا من عصر السكين.

وجوه تقابل وجوه. دم يلطخ الخط. لا تكنولوجيا تلطف لغزا. كل ما في الأمر أن تعرف من قتلت. ولا تعلم، وأنت تعلم، انه لا حاجة لآلاف الجثث، ضحية واحدة في الساحل تقتل ما دامت من الإنسانية. هذا كل الفرق بين غزة والتيت؟

تتشابه دائما مع التكيفات. تنبيهت تنددد بالمجازر، هتافات و كلمات تسكن الصلاة بانتظام. كلها تتشابه، تشبه الحب. إلا ذلك التجمع في ساحة سان ميشيل في باريس فقد كان وجعا… السوريون هناك، كانوا يشيعون وطنا شاء. لا لافتة للنظر، لا شعارات او هتافات. السوريون هناك لم يرفعوا أصواتهم، بل رفعوا صور فقط: صور المجازر، وجوه اهلهم، وجوه عيونهم، جيرانهم، يعرفونهم بالاسم.

امرأة وقفت أمام الصورة، تعرفت عليها. لم تحتاج لتأكيد.. كان شابا من عائلتها. حتى الدموع كانت متعبة ومرهقة… كالعادة، جاء من يختار، لا جديد…أدونيس حضر. أول مرة؟ ولا مرة؟ ما الفرق؟ قالوا الشبيحة تظاهروا، زعماء الفلول. من نحن؟ لا جديد أيضا… لكن لا أحد يسأل عن. لم يسأل أحد لماذا تم قتلهم. لا أحد يسأل من كان يذبح ومن كان يضحك.

في الساحة، الأرواح كانت بيننا. جوزف، تطوف حول المكان، بحدود من الصمت اذا. ثنائي من… هنا، اجتمع الجميع، من كل طائفة، كل مذهب، لا أحد يسأل عن بطاقة أحد. فقط دمعة مؤكدة تقول ما يكفي عن التطهير العرقي.

وأنتم يا مثقفي البيانات، خذوا لحظة واصمتوا قليلا. اتركوا المكان نظيفا، كي تمر بأرواحهم بسلام، من دون شعاراتكم، من دون مزايداتكم. لا داعي لتحليل جراحي جديد فوق موتهم. يكفيهم موتهم.

مجزرة الساحل لها اسم، الزرزور وجه: أحمد الشرع. لا يحتاج الأمر إلى تحقيقات طويلة أو لجان. او حتى التفاصيل من لاهاي. من أعطى معروف، ومن نفذ معروف، والنتيجة تصفية: تطهير عرقي، وجرائم ضد الإنسانية.

النظام الرئيسي الجديد، كان من المفترض أن يرمم دولة، أو على الأقل أن يلتفت إلى الاحتلال النازي الذي

يلتهم أرضه. تم اختيار الطريق الأخير. كل رصاصة على حدود لبنان يتم الصاقها بفلول النظام أو بحزب الله، ديمات جاهزة لكن لا داعي لسؤال إسرائيل عما يفعله في الجنوب.

الرجال دائما على المواهب. يقتحمون، يقصفون، يذبحون، كل شيء مقدم مسبقًا: نقاتل النظام السابق.

وحزب الله ؟ المهم اختلفت معه عسكريا أو فكريا، هناك حقيقة واحدة لا لبس فيها: العدوه هو الإسرائيلي، التي ما زالت تقضي بجنوب لبنان، وتقصف متى تريد، وتتحرك بحرية فوق اهتمام سوريا أيضا دون حساب.

ومع ذلك، فإن الأخبار السياسية البارزة لا تتجه نحو احتلال الأرض، وإنما تنزف في الداخل اللبناني والسوري، والجميع ما يهم، ما عدا من يبني الشجار على مشارف دمشق. الجنوب اللبناني ينزف، دخول غارق السوري في فلتر داخله، أحمد الشرع مقاوم الاحتلال الاحتلال، واسرائيل يربح بالسكوت.

لكن الحقيقة لا درع الجميل للأبد. لا درع آخيل، ولا درع الشرعية الغربية. كل درع له شق صغير، كعب رياضى، تغذيه فيه كل الحصون. الغرب الذي جاء باحمد الشرع لم يفعل ذلك حبا له ولا دعما لسيادة سوريا، كان ضروريا لواجهة مطيعة، نظام هش، ينفذ التزام، يؤدي المطلوب، ويتحمل أداء الدم…

الطغاة يصدقون أن البراء يحم، أن لا شيء يمسهم… والتاريخ يعرف أن يصدق حضرة، تأخر. درع آخيل لم ينقذه. وبعد أن ينقذ أحمد الشرع… الملحمة تقول إن آخيل أخيرا، رغم كل حروبه، رغم درعه، سهم واحد ذهبي أنهى كل شيء.

أستاذة جامعية، باحثة في العلاقات الدولية للقانون الدولي لحقوق الإنسان – باريس

 

 راي اليوم