وقف الحرب على غزة


حمادة فراعنة
جريدة القدس
وقف حرب المستعمرة
الإسرائيلية على قطاع غزة تعني: فشلها السياسي في تحقيق أهداف الحرب التي
وضعتها حكومة نتنياهو رداً على عملية "طوفان الأقصى" الفلسطينية، يوم 7
أكتوبر 2023.
فشل المستعمرة السياسي
يعود إلى اخفاق الحكومة وجيشها وأجهزتها، العملياتي المتمثلة بـ: 1- فشل إطلاق
سراح الأسرى الإسرائيليين، بدون عملية تبادل، 2- فشل إنهاء المقاومة الفلسطينية، و
عدم التمكن من تصفيتها، خاصة حركتي حماس والجهاد، 3- فشل التخلص من أهالي
قطاع غزة، أو تقليص وجودهم بالطرد اوالتشريد، وإبعادهم إلى سيناء المصرية.
وقف الحرب سيؤدي إلى:
1- تفكيك الائتلاف الحكومي المكون من الأحزاب
السياسية اليمينية المتطرفة، والأحزاب الدينية اليهودية المتشددة، التي ترغب وتعمل
على إطالة أمد الحرب حتى تحقق أهدافها المرسومة من قبلهم.
2- ووقف الحرب ستفرض على الحكومة نحو استجابة
المطالبة والاذعان لقرار المحكمة لتشكيل لجنة مدنية، للتحقيق مع الحكومة، في تهمة
التقصير التي وقعت به، يوم عملية7 أكتوبر، وما بعدها، أسوة بما فعل الجيش في
تشكيل لجنة التحقيق، وكما فعل جهاز المخابرات في تشكيل لجنة مماثلة، وفشل كل
منهما، في كشف ومعرفة مبادرة عملية 7 أكتوبر، وفشلهما في تحقيق أهداف الحرب،
والاحتمال المتوقع من قبل لجنة التحقيق في محاكمة نتنياهو بـ"التقصير"
أسوة بما حصل مع جولدا مائير في حرب أكتوبر 1993، وما حصل مع مناحيم بيغن في حرب
الاجتياح الإسرائيلي إلى لبنان عام 1982.
3- ووقف الحرب، اعتماداً على الوقائع أعلاه،
ستؤدي إلى إنهاء حياة نتنياهو ومستقبله السياسي، ولذلك عمل على استدامة الحرب، رغم
رفض القيادات العسكرية والأمنية، لاستمرارها، لأنهم كما قالوا "لم يعد لدى
قطاع غزة، أهدافاً استراتيجية يمكن تحقيقها، والنيل منها".
وتحاشياً إلى سقوط
الحكومة على خلفية الإخفاق والفشل، عمل نتنياهو على عدة أهداف:
أولاً إعلان استئناف
الحرب بدءاً من يوم 19/3/2025، والتهرب من تنفيذ متطلبات المرحلة الثانية.
ثانياً الاتفاق مع
المحكمة لإعطائه مهلة لتشكيل لجنة تحقيق مع نهاية شهر أيار، وذلك بهدف تحقيق
إنجازات يدعي من خلالها أنه حقق النصر.
ثالثاً عمل على تغيير
القيادات العسكرية والأمنية واستبدال: 1- وزير الدفاع السابق يوآف جالنت بالوزير
الجديد إسرائيل كاتس.
2- استبدال رئيس أركان الجيش السابق هرتسي هليفي
بالرئيس الجديد اللواء إيال زامير.
3- عمل على تغيير رئيس جهاز المخابرات الخارجية
الموساد السابق يوسي كوهين برئيس جديد هو ديفيد بارنياع.
4- اتخذ قرار تغيير رئيس جهاز الأمن الداخلي الشين
بيت المخابرات رونين بار.
5- اتخذ قرار بإقالة المستشارة القضائية غالي
بهاراف ميارا.
وذلك بهدف إطالة عمر
حكومته، وإزالة كافة العقبات التي تعترض استمرار إدارته للحكومة، بهدف تحقيق
إنجازات تحول دون محاكمته بالتقصير.