شريط الأخبار
اسرائيل تشن اكبر هجمة على سوريا وتعد للمزيد.. وتحذير من اسقاط الطائرات التركية الحوثيون يَبرّون بوعد فلسطين.. وصواريخهم تقض مضاجع الاسرائيليين اتفاق امريكي اسرائيلي لادخال مساعدات وتوزيعها بغزة بادارة دولية وفاة 4 اطفال واصابة اثنين بحريق شقة في ابو علندا عاجل غارات اسرائيلية على دمشق ومناطق اخرى بسورية الان ماذا بعد هيمنة اسرائيل على الإقليم؟! الملك يبحث سبل التعاون وتعزيز التنسيق مع رئيس جمهورية الجبل الأسود الملك يعقد لقاءين مع الرئيس الألباني ورئيس الوزراء في تيرانا قصف سفينة من “أسطول الحرية” في مياه مالطا ومنعها من التوجه لغزة البنك الدولي: مواصلة ارتفاع الاسعار في الاردن الملك يبدأ جولة خارجية تشمل ألبانيا ومونتينيغرو والولايات المتحدة استثناء الاردن من قرار ترامب بوقف الدعم العسكري والمالي الملك يهنيء عمال الاردن بعيدهم مسؤول اممي: الوضع الراهن بغزة أشبه بأهوال يوم القيامة 100 يوم لترامب بالحكم: زلزال سياسي اقتصادي لم يترك صديقا ولا عدوا حرائق هائلة بجبال القدس واخلاء مستوطنات وطلب مساعدة دولية العيسوي: الأردن وطن الرسالة والصلابة وقيادته الهاشمية تمضي بثبات ولا تساوم الملكة تلتقي نائبة أمين عام الأمم المتحدة ولي العهد يترأس اجتماعا للمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل الملك يدشن المرحلة الثانية من الحديقة النباتية الملكية بتل الرمان

الانتصار في معركة التحديات.. مرهون بحسم جبهة الوعي!

الانتصار في معركة التحديات.. مرهون بحسم جبهة الوعي!

العين د. زهير ابو فارس


بالتزامن مع دخول بلدنا مئويته الثانية، تم تدشين المشروع الوطني الأردني للتحديث والإصلاح الشامل، الذي انطلق وفق رؤية ملكية ثاقبة وواضحة لمستقبل الأردن في عالم متغير، لا مكان فيه للضعفاء والمترددين الذين لا يستطيعون التكيف مع المتطلبات الوجودية، التي يراهن جلالة الملك في تحقيقها على الطاقات الكامنة الهائلة في مجتمعنا، وبخاصة فئاته الشابة، التي تتميز بالحيوية والديناميكية والطموح الذي لا يعرف الحدود، إضافة إلى الدور المحوري الذي يجب أن تضطلع به الأحزاب والقوى الإجتماعية والفكرية،بل وكافة فئات المجتمع المدني الحية الأخرى، كروافع حقيقية وفعالة لهذا المشروع الذي لا رجعة عنه.

ويقينا ان إنجاح هذه المسيرة للوصول إلى غايتها ومحطتها النهائية، لا يمكن أن يتم دون أن يواكبها ثورة بيضاء في مجالات الثقافة والفكر التي لا بد منها لتشكيل الوعي المجتمعي القادر على حمل رسالة التغيير،والكفيلة بصهر طاقات المجتمع في بوتقة عملية بناء الأردن القوي الانموذج في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والإدارية وغيرها.

وهنا لا بد من الإشارة إلى الدور المحوري في هذا المشروع للمؤسسات الثقافية والفكرية والابداعية إياها في القطاعات الرسمية والشعبية كافة،ونعني وزارات الثقافة،والتربية والتعليم،والشباب، ومعها الأحزاب السياسية والنقابات،وقوى وهيئات المجتمع المدني ذات العلاقة بالفضاء الفكري والإبداعي، التي تختزن الطاقات الهائلة الغير موظفة بعد بشكل مباشر وفعال في الدور المنوط بها في تشكيل الوعي الجمعي،وصياغة الوجدان الشعبي،كضرورات وروافع حقيقية لا بد منها لإنجاح هذا المشروع الوطني، أو أن شئتم، الثورة البيضاء إياها التي يقودها جلالة الملك،والتي يمكن استخلاصها من خلال دراسة متأنية للأوراق النقاشية الملكية السبع،التي تمثل الإطار الجامع للمنطلقات الفكرية لصناعة الوعي المجتمعي-اذا جاز التعبير. وهي حالة تنويرية ضرورية، سلاحها الفكر الإبداعي-التنويري -النقدي، الذي يقوم على ترسيخ الذات الايجابية البناءة والفاعلة القادرة على قبول الآخر المختلف،وتوظيف ذلك، وصهره في مجمل الجهود التي تصب،في المحصلة، في طاحونة مصلحة الوطن القوي المزدهر،للوصول إلى حالة من التحصين والمناعة المجتمعية ضد قوى الشد العكسي، وتلك المتخصصة بالتخريب،وبث الريبة والتردد،والتشكيك بالدولة، وبكل ما تقوم به مؤسساتها من جهود لبناء الوطن والدفاع عن مكتسباته التي تحققت وسط التحديات، في ظروف اقليمية وداخلية بالغة الصعوبة والتعقيد.واستطاع بلدنا بقيادته الفذة التي آمنت بوفاء شعبها، والتفافه حولها،من التغلب على كل العقبات،وحولتها إلى فرص للبناء هذه العلاقة العضوية الوثيقة بين الشعب وقيادته راسخة مهما كانت الظروف والمحن،بل ان التاريخ اثبت ان هذه العلاقة تزداد رسوخا كلما تكون التحديات أكثر خطورة وتعقيدا. وهي جدلية أردنية بامتياز، رسختها تجربة الدولة الأردنية الفريدة خلال مائة عام ونيف الماضية.. والمسيرة لا تزال مستمرة بنفس القوة والثبات والإصرار.

وأخيرا،فنحن على قناعة من أن الانتصار في معركة التحديات القادمة سيبقى مرهونا في حسم جبهة الوعي لإنجاح مشروعنا الوطني في التحديث والاصلاح الشامل..