بعد لقائه بنتنياهو.. ترامب:ما يزال يؤيد الابادة ويحلم بامتلاك غزة


عاد الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب، الليلة الماضية، للحديث عن "رغبته" بأن تمتلك الولايات
المتحدة قطاع غزة، بصفتها "منطقة عقارية رائعة"، بعد أن "يغادرها
الفلسطينيون"، بحسب هتوراته، في حين قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين
نتنياهو، الذي كان جالسا بجانبه بعد اجتماعهما في البيت الأبيض، إنه تداول مع
ترامب حول الدول التي أبدت استعدادا لاستقبال الفلسطينيين من قطاع غزة.
ومقابل هذا، يغادر نتنياهو واشنطن اليوم
الثلاثاء خائبا، بعد رفض واضح من ترامب لإزالة الجمارك الجديدة، التي قرر فرضها
على البضائع الإسرائيلية بنسبة 17%، وهو ما سيشكل ضربة جدية للصادرات الإسرائيلية.
وكان البيت الأبيض قد
أعلن في وقت قصير قبل بدء اجتماع ترامب بنتنياهو، عن الغاء المؤتمر الصحفي المشترك
للاثنين، بعد اجتماعها في البيت الأبيض، إلا أنه بعد الاجتماع تحدث ترامب قرابة 50
دقيقة مع الصحفيين، يرد فيها على أسألتهم، ويجلس بجانبه نتنياهو، الذي كانت له حصة
قليلة جدا، في إطار تعليقات سريعة. وليس واضحا سبب الغاء المؤتمر الصحفي، إلا أنه
حسب تقديرات، فإن بين الجانبين قد تكون بعض الخلافات، مثل المفاوضات مع إيران (خبر
منفصل آخر في موقع "الاتحاد")، لكن المؤكد الخلاف دار حول الجمارك
الأمريكية.
حرب الإبادة
وفي ما يتعلق بحرب الإبادة، زعم ترامب أنه يسعى
لوقف الحرب، إلا أنه أكد دعمه لحكومة الاحتلال وحربها، وأسهب في الحديث عن معاناة
الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، وقال إن القطاع منطقة موت، وهو منطقة عقارية
رائعة، لا يمكن العيش فيها حاليا، وأمريكا معنية أن تتملك القطاع.
وتساءل، كيف
"تخلت" إسرائيل عن قطاع غزة، في إشارة الى إخلاء المستوطنات في العام
2005، وقال إنه لو كان نتنياهو في الحكم لما كان قد تم هذا، إلا أن نتنياهو الذي
كان وزيرا للمالية في حكومة اريئيل شارون صوّت الى جانب خطة الإخلاء.
فردا على سؤال بخصوص ما
يعرفه عن قطاع غزة، أجاب ترامب: "تعرف ما أشعر به تجاه قطاع غزة، وأعتقد أنها
قطعة رائعة من العقارات المهمة، وأعتقد أننا شيء سنشارك فيه، لأن كل ما نسمعه هو
القتل وحماس والمشاكل، وإذا أخذت الفلسطينيين ونقلتهم إلى بلدان أخرى، وهناك
الكثير من البلدان ستفعل، وتصبح لدينا منطقة حرة لن يقتل فيها الناس كل يوم فهذا
جيد".
وعلق نتنياهو قائلا، إن
"ما يتحدث عنه الرئيس هو بالطبع إعطاء الناس خيارا للمغادرة بعد أن جرى
حبسهم". وزعم نتنياهو أن إسرائيل لا تحاصر سكان غزة وإنما "جرى
حبسهم" من قبل آخرين، ثم تساءل: "ما الخطأ في إعطائهم خيارا؟"، حسب
تعبيره.
وتابع نتنياهو قائلا،
"كنا نتحدث أثناء الغداء (مع ترامب) عن بعض البلدان التي ترغب في قبول سكان
غزة، ولكن لن أذكرهم الآن، وسيستغرق إعادة بناء غزة سنوات، ويمكن أن يكون للناس
خيار، والرئيس لديه رؤية، وهناك بلدان تستجيب لهذه الرؤية، ونحن نعمل على ذلك"،
دون أن يكشف عن أسماء البلدان المعنية".
ترامب يرفض الغاء
الجمارك
القضية المركزية التي
جعلت بنيامين نتنياهو يهرع الى واشنطن، هي قرار ترامب فرض الجمارك على كافة
البضائع المستوردة، بما فيها البضائع الإسرائيلية التي ستطالها نسبة 17%، وهي أعلى
من نسبة الحد الأدنى المفروضة على العديد من الدول (10%)، وهذا القرار يشكل ضربة
جدية للصادرات الإسرائيلية لكون الولايات المتحدة الركيزة الأساس للصادرات
الإسرائيلية، وتستورد سنويا ما بين 15% إلى 25%، من الصادرات الإسرائيلية، والنسبة
الأعلى هي حينما تتراجع الصادرات الإسرائيلية.
ويظهر من رد نتنياهو
بعد الاجتماع، أنه لم يحصل على مراده، وأصر ترامب على استمرار الجمارك، غذ قال إن
إسرائيل تحصل سنويا على مليارات الدولارات سنويا، فليكن لها حظا جميلا، ويقصد
الدعم العسكري السنوي بقيمة 3.8 مليار دولار، عدا الدعم الاستثنائي للحرب، الذي حسب
تقارير سابقة تجاوز 17 مليار دولار بالمجمل.
إذ قال نتنياهو، إن
إسرائيل ستعمل على تقليص الفجوة في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة، الذي بلغ
في السنة الماضية 7 مليارات دولار لصالح إسرائيل، وقال إن إسرائيل ستزيد استيرادها
من البضائع الأمريكية، وبالذات العسكرية.