ظلم ....وظلام


بقلم / سوسن
الحلبي
ليلةٌ أخرى ظلماء...
تعالت فيها أصوات الألم والجور... اشتعلت فيها الخيام الهالكة... التهبت بنيران
الظلم التي لا تنثني عن إطاحة كل أشكال الطغيان بشعبٍ لا حول له ولا قوة... بأسهم
في قلوبهم... أما جوارحهم فقد خارت قواها من كثر العناء...
أصوات الثكالى تنادي من
كل صوب... تحاول أن تُسمع من يستطيع السمع... علّه يشعر بمأساة شعبٍ لم يعد قادراً
على حصر همومه... يناشد ضميراً حياً يحمل لهم صوت دعاء... أو شيئًا من إحساس قلبٍ
يرنو بنبضه نحو ألم الإنسانية المنكوبة هناك...
نيرانٌ تشتعل بجلِّ
قوتها... تحرق معها كثيراً من قصص البشر... كانوا بالأمس أحياءً يحملون في مخيلتهم
بقاياً من أمل... وأضحوا بعد ليلتهم هذه مجرد أرقامٍ يخطئ الناس في جمعها وإحصائها...
ورمادًا تناثره الرياح على وجه البحر... ثم يعود ليختلط بتراب الأرض المتعلقة
بأبنائها... وتعانق أثرهم من جديد...
أما ما بقي منهم من
أشلاء مهتكةٍ مقطعة... فتدفن سويةً في قبورٍ تختلط فيها عظامهم معاً... كما اختلطت
بالأمس جراحهم وأحزانهم على كل ما مضى...