احلام ...ومخاوف


بقلم / سوسن
الحلبي
جميلٌ جداً أن نحلم...
فكم هي جميلةٌ الأحلام!! لكنها لم تعد في متناولنا... نحاول إتيانها لكنها لم تعد
بين أيدينا... رحلت كما رحل الأمس وكلّ ما فيه... بعد أن حصدت الحرب كلّ أحلامنا...
كم أخشى أن أشتهي
الحلم... فأحلم بما أخافه... وأخاف أن ينقضي ليلي... فلا أستطيع النوم... ولا أعرف
طريقي للأحلام...
وفي نهاري... أفتح
عيناي بكل اتساعهما... أبحث عن ما يكفل لأهلي العيش مما ألتقطه هنا وهناك... لا
أملك التفكير بشيءٍ آخر... فَجلُّ ما يشغل فكري... خوفي من أن أعود ولا أجد
أسرتي... أو أن أفقد أحدهم... أو أن تكون نظرتي إلى ما بين يداي... هي نظرتي
الأخيرة...
لا أدري ماذا أقول...
لكنني أعلم أن الأحلام لن تأتي لي بشيءٍ ما دمت أحيا واقعاً يتعذر فيه قدوم
الغد... وتتعذر فيه الأماني... فلقد امتلأت قلوبنا بالجراح... ولم يعد يعترينا سوى
الألم... تبكيه عيوننا... ويسيطر على حاضرنا... فلا نقوى على الخيال...
حاولت مرارًا وتكرارًا
أن أحلم... ثمّ قررت ترك الأحلام لكلّ العالم من حولي...علّهم يرونني في
أحلامهم... ويتخيلون ما ينبغي لي أن أكون... ربما يستطيعون فعل شيءٍ من أجلي...
ومن أجل جميع الأطفال الذين لا يعرفون في الحياة حلوًا... ولا يجدون طريقًا
للأحلام...