فقدناك يا مهند العدل .. يا أبا مهند
بقلبٍ
مُنكسِر ، ومنفطر ، وعين دامعة ، أنعي والحزن يعتصر الفؤاد ابن العم الحبيب القاضي
النجيب الأستاذ / سليمان عبدالرحمن سلامه ملحم الملاحمة الطراونة ( أبو مهند ) ،
حيث نفذ قضاء ربّ العباد بفقده ، وانتقاله من دار الفناء الى دار البقاء ، بين يدي
ربٍّ كريم ، رحيم .
إبن العم
الحبيب ، حزننا عليك بلغ مداه اليوم بإنتقالك للرفيق الأعلى . لكن بدايات خوفنا
عليك ، وشعورنا بمعاناتك القاسية بدأ منذ حوالي نصف قرنٍ من الزمان . حيث قدّر ربّ
العباد ان لا تهنأ بالعيش الرغيد بسبب توالي موجات المرض الشرسة التي فاجأتك
وفجعتنا مبكراً وانت في ريعان الشباب .
كم كنت
صبوراً ابن العم الحبيب . وكانت عزيمتك تفل الحديد . قهرت مرضك العضال
، وبإرادتك الصلبة كانت ابتسامتك تطغى على ألمك ، بل تقهر معاناتك .
يا لك من
رجلٍ جبار على تحمّل الألم . عانيت معاناة متصلة لما يقارب النصف قرن ، ولم تهلع ،
ولم تجزع ، ولم تستسلم ، وقهرت المرض وقاومته اكثر من قهره لك .
إبن العم
ابا مهند انت رجل متفرد ، قوي الشكيمة ، لأنك إحترفت قهر الألم . ها أنت قد
غادرتنا وفي القلب غصّة ، وفي العين دمعة ، وغادرت دار الفناء الى دار البقاء
لترتاح راحتك الأبدية بين يدي ربٍ عظيم كريم رحيم .
ماذا
بوسعي ان أقول يا غالي ؟ لكنني لن أقول الا ما يرضي ربّ العباد يا أبا مهند الحبيب .
إبن العم
أبا مهند ، غادرتنا وانت مكلل بالنزاهة ، والإستقامة ، والعفة ، والسمعة العطرة .
متضرعاً لرب العباد ان يسكنك فسيح جناته ، وأحسب ان سيرتك المهنية في القضاء
تتطابق مع ما جاء في الحديث النبوي الشريف بأنك ستكون القاضي الذي مسكنه ومستقرة
جنة الفردوس .
إبن العم
ابا مهند ، تعاليت على الأوجاع ، والآلام ، وقهرت المرض ، واستمريت في عطاءك ،
وإنجازاتك المُشرِّفة ، المُشرقة ، وتركت سيرة عطرة ، فحواها القاضي العادل . أي
مجدٍ هذا ؟ وأي عطاء هذا ؟ وأي صراع هذا ؟ وأي جبروتٍ هذا ؟ وأية عزيمة هذه ؟ وأي
فخارٍ هذا ؟
إبن العم
أبا مهند ، لقد طاولت عنان السماء سمعة ، وعدلاً ، وتحدياً . يا لك من رجل قاهر
للصعاب ، متحدٍ للعقبات ، مُخضعاً الملمات والأزمات . هنيئاً لك بكل ما أنجزت ،
لعله يسبقك رصيداً في دار البقاء ، مثلما كان لك رصيداً جزلاً ثرياً في دار الفناء .
إبن العم
أبا مهند لتعلم ان فخرنا بنهجك عزاءً عظيماً لنا بفقدِك .
ابن العم
الحبيب ابا مهند راجياً ان أحملك أعز سلام الى حبيب قلبي ، المتربع في فؤادي شقيقك
الشيخ جليل القدر المرحوم / سليم ( ابو صالح ) ، وقل له ان طيفه لم يفارق عوض ولو
للحظة .
ومع أن
مصابنا واحد ، إلا إنني أعزّي نفسي ، كما أعزّي أبناءك الغاليين على قلبي . وأتقدم
إلى أبنائك : الدكتور / مهند ، والعقيد / محمد ، والدكتور / شادي . كما إنني
أُقدم خالص عزائي الى شقيقك رفيق عمري معالي / عبدالكريم الملاحمة ( ابو فراس ) .
متضرعاً للعلي القدير ان يُسكِن أبا مهند جنان الخلد . وإنا لله وإنا اليه راجعون .
المكلوم
على فقدٍ عظيم / عوض ضيف الله الملاحمة























