خلاصة خطاب ترامب في الكنيست الصهيوني


زياد بحيص
١- أنه حان وقت الانتقال من
الحرب للسياسة مع التمسك بالرؤية ذاتها والأهداف ذاتها وإطلاق تحرك سياسي واقتصادي
لفرضها، لأن الحرب باتت تُسبب عزلة دولية لا يمكن احتمالها، ويجب تجنب استمرارها
وتعمّقها.
٢- أن الأداة الأساسية
للسياسة ستكون الاستثمار بما سببته الحرب من قتل ودمار ومن ضرر ألحقته بقوى
المـ.ـقـ.ـاومة، ومواصلة الضغط لتعميق أثر هذا الدمار وزيادة ما يمكن أن يحققه من
كيّ للوعي.
٣- أنه سيستعين بالدول
العربية والإسلامية من حلفائه لمحاصرة إيران وقوى المـ.ـقـ.ـاومة لعله يحصل
بالسياسة ما عجز عن أخذه بالحرب، وهو إنهاء خيار المـ.ـقـ.ـاومة والمواجهة في كل
المنطقة.
٤- ليس هناك أفق سياسي مطروح
لفلسطين وشعبها أو حتى لغزة في هذا الاتفاق؛ المطروح هو طي صفحة الإبادة ثم المضي
لمواصلة التصفية عبر الاتفاقات الإبراهيمية وكأن الإبادة لم تكن، وترك غزة لمحاولة
لملمة جراحها تحت وصاية دولية.
٥- التهديد الضمني لإيران:
إما التخلي عن البرنامج النووي وعن دعم حركات المـ.ـقـ.ـاومة والانضمام لاتفاقات
الإذعان أو الذهاب لحرب مدمرة.
٦- حان وقت أن تعالج
"إسرائيل" أزماتها بمنح عفو لنتنياهو وبأن يبدأ نتنياهو بالتفاهم مع
خصومه.
باختصار جاء ترامب كشريك في الحرب بهدف "عقلنتها"
وتخفيف آثارها على "إسرائيل"، مع مواصلة السعي لتحقيق أهدافها بالأدوات
السياسية… لكن هذا أفضل ما يمكن لهذه المرحلة لأنه يوقف الإبادة.
الرهان على الحسم ما زال مستمراً؛ وأمام كل خصوم
"إسرائيل" مرحلة صعبة من الضغوط السياسية والاقتصادية تشارك فيها قوى
عربية وإسلامية… لن تلبث أن تقع بدورها تحت دائرة غطرسة الصهاينة وعدوانهم.
لو لم تُـترك غزة في فم الإبادة وحدها مع بعض الإسناد
المتفاوت الذي لم يستطع كسر الاستفراد بها لما طالت الإبادة لسنتين، ولما خرجنا
منها إلى حربٍ باردة تصطف فيها معظم قوى العالم والإقليم لإخضاع غزة و
المـ.ـقـ.ـاومة…
على أي حال، بات الواجب الآن الاستعداد لما هو قادم، والهدف
المركزي ينبغي أن يكون أن لا يؤخذ بالسياسة ما لم يؤخذ بحرب الإبادة، وأن ينطلق
جهد عالمي لملاحقة شركاء الإبادة وتجريم الصهيونية كأيديولوجية أسست لها حتى لا
نبقى في موضع تلقي هجمات هذه الحرب الباردة.