شريط الأخبار
الأردن يصدر سندات يوروبوند بقيمة 700 مليون دولار وبسعر فائدة 5.75% زيادين: مئات الاستقالات من الحزب المدني الديمقراطي سلمت اليوم عبر "أرامكس" لمستقلة الانتخاب العدالة الاجتماعية طريق التعافي ورفع الأجور مفتاح الاستقرار الملك يستقبل وزيرة الخارجية البريطانية ويحذر من التصعيد ضد الفلسطينيين العيسوي: القدس ستبقى في وجدان الملك والأردنيين ولا مساومة على الثوابت الوطنية الضمان واتحاد العمال ونقابة عاملي التعليم الخاص يبحثون آليات جديدة لضمان حقوق موظفي القطاع صيادلة القطاع العام: ثلاث سنوات من الوعود دون إنجاز وصبرنا نفد زلزال استقالات في الحزب المدني الديمقراطي.. ونزول التيارين المتصارعين عن الشجرة بات مستبعدا القبض على امرأتين سرقتا 100 ألف دينار في عين الباشا رئيس الديوان الملكي الهاشمي يلتقي وفدا من جمعية أغصان العطاء الخيرية فساد "الهستدروت" قضية كبرى تهز كيان الاحتلال.. واتهامات للمئات نذر العودة للحرب على لبنان تتصاعد والمقاومة تتمسك بسلاحها.. ومصر تتوسط اجتماع اسطنبول: الحكم في قطاع غزة يجب ان يكون بيد الفلسطينيين ولا لنظام الوصاية الملكة رانيا تدعو شباب العالم لمواجهة الكراهية بالأمل الذكاء الاصطناعي بين توسيع المعرفة وخطر اغتيال العقل حراك امريكي متسارع لتشكيل قوة دولية بتفويض من مجلس الامن لـ"ضبط" غزة غزة و"وهم" وقف الحرب وانتهاء المجاعة...أية مسؤوليات على "ثلاثي الوساطة" و"مجموعة الثمانية"؟ نتنياهو يرفض عرض حماس بخروج مقاوميها من "الخط الأصفر" الملك يزور المجلس القضائي ويوعز بتشكيل لجنة لتطوير القضاء "الصحفيين" يقر حلولا لتسوية اشتراكات المواقع الالكترونية

العدالة الاجتماعية طريق التعافي ورفع الأجور مفتاح الاستقرار

العدالة الاجتماعية طريق التعافي ورفع الأجور مفتاح الاستقرار


وائل منسي

في عالمٍ يتقاطع فيه الركود مع الاضطراب الجيوسياسي، تتجدد اليوم أهمية العدالة الاجتماعية والاقتصادية كمدخل رئيسٍ للتعافي من الأزمات العالمية المتلاحقة، من جائحة كورونا إلى الحرب في أوكرانيا وغزة، ومن الحرب الباردة الاقتصادية الجديدة بين الولايات المتحدة والصين إلى ارتفاع أسعار الفائدة في أمريكا ومعظم دول العالم، وما تسببه هذه التحولات من ضغوط معيشية وتفاوتات اجتماعية حادة.

في هذا السياق، أعادت الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية الحديثة الاعتبار لحقيقة طالما تجاهلتها النظريات التقليدية: أن رفع الحد الأدنى للأجور لا يضر بالتوظيف ولا يعيق النمو الاقتصادي، بل يمكن أن يكون أداةً فعالة لتحفيز الطلب الداخلي وتعزيز الإنتاجية وتحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي أعمق.

لقد روّجت بعض المدارس الاقتصادية الكلاسيكية، ومعها مؤسسات مالية دولية كصندوق النقد وغرف التجارة الكبرى، لفرضية أن زيادة الأجور تضعف فرص العمل وتثقل كاهل الاقتصاد.

 لكن الأدلة الميدانية في العقود الأخيرة من البرازيل إلى ألمانيا وجنوب إفريقيا وإندونيسيا  أثبتت العكس تمامًا: أن تحسين أجور العمال يعزز الاستهلاك، ويرفع الإنتاجية، ويزيد الإيرادات الضريبية، ويحفّز النمو الكلي.

 

وبعد أزمات الطاقة والغذاء والتضخم، وارتفاع الفوائد الذي ضغط على الشركات والأسر على حد سواء، بات من الواضح أن النمو القائم على المضاربات المالية والسياسات النقدية وحدها لم يعد كافيًا، وأن الطريق إلى تعافٍ مستدام يمر عبر اقتصاد سوق اجتماعي يوازن بين حرية السوق وعدالة التوزيع.

إن التحولات داخل مؤسسات كالبنك الدولي ومنظمة العمل الدولية خلال العقد الأخير تعبّر عن إدراكٍ متزايد لأهمية هذا التوازن

ففي عام 2019، أكدت منظمة العمل الدولية في إعلانها المئوي على ضرورة ضمان حد أدنى للأجور يضمن الكرامة الإنسانية ويحد من الفقر، باعتباره ركيزة في مستقبل العمل اللائق.

كما قادت النقابات العمالية العالمية، وعلى رأسها الاتحاد الدولي لنقابات العمال(ITUC)، حملات متصاعدة لتعزيز الأجور المعيشية وربطها بمفهوم "النمو الذي تقوده الأجور” بدلًا من النمو الذي تحتكره الأرباح

هذه المقاربة لا تُعيد فقط توزيع الدخل بعدالة، بل تخلق دورة اقتصادية أكثر شمولًا واستقرارًا.

لم يعد النقاش حول الأجور مسألة اقتصادية ضيقة، بل قضية اجتماعية وسياسية ترتبط بالعدالة والكرامة والحق في العيش الكريم

 

فالمجتمعات التي تضمن أجورًا عادلة وتبني شبكات حماية اجتماعية قوية، هي الأقدر على الصمود في وجه الحروب والأزمات وتقلبات الأسواق، وهي الأقرب إلى تحقيق الاستقرار والنمو المتوازن.

إن العدالة الاجتماعية لم تعد رفاهًا أخلاقيًا بل شرطًا اقتصاديًا للتعافي العالمي

فازدهار السوق لا يتحقق على حساب الإنسان، بل من خلاله  ومن هنا، يصبح رفع الأجور وحماية العمل اللائق حجر الزاوية في أي نهضة اقتصادية حقيقية.