الشوابكة تكتب :الوعي والسلوك مفتاح نجاح المرأة في العمل العام
رشا الشوابكة
في عالم مليء بالتحديات والفرص، يجب على المرأة أن تكون على وعي تام بأن كل تصرف تقوم به لا يؤثر على حياتها الخاصة فحسب، بل ينعكس بشكل مباشر على الصورة العامة للمرأة بأكملها فالمرأة التي تتخذ قرارات غير مدروسة أو تنزلق إلى تصرفات تهين كرامتها، لا تضر فقط نفسها، بل تساهم في تشويه صورة النساء بشكل عام في المجتمع فتصرفات المرأة يجب أن تكون دائماً في إطار من المسؤولية والتفكير العميق، لأن أي هبوط في مستوى هذه التصرفات يمكن أن يقوض الجهود التي بذلت على مر الأجيال في سبيل الحصول على الحقوق والمساواة ومن هنا، يصبح من الضروري أن تبقى المرأة في العمل العام على قدر عالٍ من الوعي والاحتراف، وألا تسمح لأي تصرف متهور أن يسيء إلى صورتها وصورة المرأة ككل.
في عالم العمل العام، حيث تتقاطع المصالح وتتداخل الشخصيات، تقع المرأة في مفترق طرق يتطلب منها اتخاذ قرارات حاسمة تراعي مستقبلها وسمعتها، وأيضاً صورة النساء في المجتمع ولكن ما يحدث أحياناً هو أن بعض النساء يقعن في فخ التصرفات غير المدروسة التي تهين كرامتهن وتؤثر سلباً على صورتهن في عيون الآخرين وعندما تفقد المرأة توازنها أو تنزلق في تصرفات غير مسئولة، فإن ذلك لا يضرها هي فقط، بل يشوه صورتها كقائدة وكأم، ويؤثر بشكل مباشر على المجتمع الذي هي جزء لا يتجزأ منه.
إحدى أكبر الأخطاء التي أراها والتي قد ترتكبها المرأة في العمل العام هي الانصياع لرغبات اللحظة بالظهور، دون مراعاة للنتائج المترتبة على تصرفاتها. فعندما تقوم المرأة بتصرف غير لائق أو تتخذ قراراً غير حكيم، فإنها بذلك لا تضر نفسها فحسب، بل تسهم في ترسيخ صورة سلبية للنساء في العمل العام وهذا في حد ذاته يمثل انتكاسة لجميع الجهود التي بذلت من قبل لجعل المرأة تبرز كمثال للمسؤولية والمهنية.
في كثير من الأحيان، تتعرض النساء لضغوط اجتماعية وثقافية قد تدفعهن إلى اتخاذ قرارات غير مناسبة قد تكون نتيجة لتقدير غير دقيق للواقع أو استجابة لمواقف ضاغطة ولكن في عالم العمل العام، لا مجال للأخطاء غير المدروسة. إذ إن لكل تصرف ثمنه، وفي بعض الأحيان يكون الثمن باهظاً بحيث يؤثر في سمعة المرأة بشكل قد يصعب إصلاحه فحين تسيء المرأة التصرف، فإنها لا تضر فقط بمسيرتها الشخصية، بل تساهم في خلق صورة غير دقيقة عن قدرة النساء في القيادة أو في تحمل المسؤوليات.
على المرأة أن تدرك أن كل خطوة تخطوها تحت المجهر، وأن تصرفاتها، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تؤثر على الرأي العام لذا، يجب أن تتجنب الانجراف وراء تصرفات يمكن أن تضر بكرامتها وبصورة النساء بشكل عام ومن المهم أن تظل المرأة في العمل العام حريصة على سمعتها وملتزمة بمبادئها، لأن تجاوز الحدود أو الانزلاق إلى التصرفات التي قد تُعتبر مهينة ليس مجرد خطأ فردي، بل هو خطأ جماعي يؤثر على الجميع.
المرأة التي تهين نفسها بتصرفاتها غير المدروسة لا تضر بنفسها فقط، بل تؤثر على مكانتها، وتقلل من احترام الآخرين لها، وبالتالي تساهم في استمرار الصور النمطية السلبية حول دور المرأة في المجتمع. لذلك، من الأهمية بمكان أن تكون المرأة في العمل العام على دراية تامة بما قد تترتب عليه تصرفاتها من نتائج، وأن تظل حريصة على الحفاظ على كرامتها ومهنيتها، لأن أي زلة في هذا السياق يمكن أن تكون أكثر تأثيراً مما نتخيل.
في الختام، يجب على المرأة في العمل العام أن تظل متيقظة وحذرة، وأن تتجنب أي تصرف قد يسيء إلى صورتها أو إلى صورة النساء بشكل عام فعندما تهين المرأة نفسها بتصرفات غير مدروسة، فإنها تهين الجميع، وتضعف من قدرة المجتمع على تبني قيم المساواة والعدالة.

























