أهم روافد الاقتصاد الوطني: الفوسفات الأردنية خامس أكبر منتج للفوسفات في العالم
في الوقت الذي يتصاعد فيه الطلب العالمي على الفوسفات عاماً
بعد عام، وفي حين بلغت قيمة سوق الفوسفات العالمي 78.1 مليار دولار عام 2023، مع
توقعات بأن تصل إلى 176 مليار دولار عام 2040، وفق "ياهو فاينانس” و”غراند
فيو للأبحاث”، فإن الأردن يحتل موقعاً متقدماً بين الدول المالكة لاحتياطيات
الفوسفات، إذ يمتلك مليار طن من الاحتياطي وفق منصة "ورلد ببيوليشن ريفيو”،
وهو ما يجعله ضمن أكبر 10 دول في العالم في هذا المجال.
وفي هذا السياق، فإن شركة مناجم الفوسفات الأردنية، تُعدّ من
أبرز المنتجين عالمياً، إذ تأتي في المرتبة الخامسة على مستوى العالم في إنتاج
الفوسفات، وهو ما يعكس دور المملكة المحوري في تزويد الأسواق العالمية بفوسفات
عالي الجودة يساهم في دعم قطاع الزراعة وصناعة الأسمدة.
ويواصل الأردن تطوير قطاع التعدين وتعزيز طاقته الإنتاجية،
الأمر الذي يعزز حضوره العالمي ويجعل الفوسفات أحد أهم روافد الاقتصاد الوطني.
ومع أن الفوسفات من الموارد الطبيعية التي حبا الله بها
الأردن، فإن استخراجه وتسويقه في العالم، كان التحدي الأكبر أمام إدارة الشركة، بل
ووضعها تحت اختبار صعب مع تزايد أعداد المنافسين العرب والدوليين في أسواقٍ لا
تعرف "المشاعر"، لكن الإرادة والتصميم والتحدي، كانت عناوين رئيسة،
وأهداف لا بد من تحقيقها، فدارت عجلة الاستخراج مع حراكٍ لا يعرف الملل لفتح أسواق
دولية ليصل إليها فوسفات الأردن، فعُقدت لقاءات، ووُقّعت اتفاقيات، ودارت عجلة
التصدير في أبهى صورها، وحل الخير من كل حدب وصوب، وأصبح الفوسفات الأردني علامة
فارقة في كل أصقاع الأرض.
هذا الأمر انعكس، ولا شك، على الاقتصاد الوطني، فسهم الشركة
طاف سعر العشرين ديناراً لتصل القيمة السوقية للشركة الى نحو 10 مليار دولار.
وفي هذا الشأن، فإنه من الضرورة التذكير بأن مجمل الأرباح
التي حققتها شركة الفوسفات مع نهاية الربع الثالث من العام الحالي، وبعد احتساب
الضريبة، قد بلغت 417 مليون و705 آلاف دينار، في حين كانت 318 مليون و615 ألف
دينار لذات الفترة من العام الماضي، وأما أرباحها الإجمالية، فقد بلغت 622 مليون و
53 ألف دينار مقارنة بـ 490 مليون و378 ألف دينار لذات الفترة من العام الماضي
2024، فيما بلغ صافي مبيعات الشركة ما يقارب مليار و 21 ألف دينار، مقارنة بـ 857
مليون و 485 ألف دينار لذات الفترة من العام الماضي، وأما العوائد على السهم،
فبلغت 139% من القيمة الأسمية للسهم.
وبحسب القائمة السنوية لمجلة فوربس الشرق الأوسط، والتي تسلط
الضوء على الشركات الأكبر والأكثر قيمة وربحية في المنطقة، فقد حلت شركة مناجم
الفوسفات الأردنية بين أقوى 100 شركة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا لعام 2025.
ولفتت فوربس الى أن القيمة السوقية للشركة بلغت العام
الماضي 5.1 مليار دولار، ما يعني تضاعف هذه القيمة مع نهاية الربع الثالث من العام
الحالي 2025 بنسبة تصل نحو 100 بالمئة.
لربما يطول استعراض الأرقام وشرحها مع تذكر نجاحات شركة
الفوسفات الأردنية وصعودها الصاروخي متجاوزة الكثير من مثيلاتها في العالم، لكن
الحقيقة الثابتة تقول إن خلف تلك الأرقام رجالٌ وعقولٌ صمّمت أن تضع بصمتها، بكل
تفانٍ وإخلاص، على قصة نجاح سترويها الأجيال جيلاً بعد جيل.















