شريط الأخبار
تراجع الكتلة الهوائية الحارة.. واجواء غير مستقرة حتى الاثنين قتل شخص دهسا جراء خلافات بعمان الاردنيون يواصلون بالمحافظات احتجاجاتهم على جرائم الابادة بغزة مكتب سياسي جديد لحزب العمال للمشاركة بالانتخابات النيابية نتنياهو بضحي بالمخطوفين الاسرائيليين على مذبح حكمه الهيئة العامة للصحفيين ترفض احالة ملف مخالفات "مفترضة" للقضاء "صحة غزة" تشكر المستشفى التخصصي لدعمه بالمستلزمات الطبية فيديو "الديموقراطي الاجتماعي الدولي" يعقد في عمان مؤتمرًا حول القضية الفلسطينية ادانة رئيس لجنة زكاة بالتزوير واساءة الائتمان لاستيلائه على 400 الف دينار حزب إرادة: حصدنا رئاسة تسع مجالس محافظات من أصل 12 توجه لتعيين القاضية السابقة الحمود رئيسة للجنة الدائرة الانتخابية العامة تقدير موقف | هل نجحت أميركا بكبح التصعيد بين إيران وإسرائيل؟ وفاة 3 اشخاص بحادث سير بوادي موسى هاليفي ورئيس الشاباك بالقاهرة.. هل رضخت مصر لخطط اسرائيل باجتياح رفح؟! لطمأنة مستوطني شمال اسرائيل الفارين.. جالانت يزعم: قتلنا نصف قادة حزب الله! إسرائيل تشحذ طائراتها ومدافعها لمهاجمة رفح.. وتشتري 40 ألف خيمة لـ"المدنيين"! الملك يحذر من تفاقم خطورة الوضع الانساني في غزة خريسات: أجرينا آلاف عمليات السمنة في مستشفيات الوزارة شاب يقتل شقيقه طعنا لخلافات عائلية تحديد موعد الانتخابات النيابية في 10 أيلول المقبل

كيف تصبح المبالغة في وصف المنكر ترويجا له.. قصة طريفة؟!

كيف تصبح المبالغة في وصف المنكر ترويجا له.. قصة طريفة؟!


  محمد مصطفى العمراني

من الشخصيات العجيبة المدهشة التي تأثرت بها الشيخ علي الطنطاوي (1909م ـ 1999م ) ـ رحمة الله تغشاه ـ ، من الأدباء الرائعين والعلماء الموسوعيين ، قارئ نهم للكتب منذ كان عمره عشر سنوات ، كتاباته رائعة وأسلوبه جذاب وعفوي ولغته سلسة متفردة .

أسر القلوب بشخصيته المرحة المحببة ، فهو صاحب الابتسامة الذي لا تفارق وجهه والطرفة التي لا يخلو منها حديثه ، جذب الناس بأسلوبه الرائع في الكتابة وفي الأحاديث التلفزيونية الشيقة مثل برنامج ” نور وهداية ” وبرنامج ” على مائدة الإفطار ” على التلفزيون السعودي ، في كتبه علم غزير وأدب ممتع وفي مذكراته قصص وطرائف وعبر وفؤائد جمة .

هو أديب الفقهاء وفقيه الأدباء ، شخصية موسوعية ، عمل في التدريس والقضاء ووضع المناهج الإسلامية في سوريا وأدار مجلة ” الرسالة” الشهيرة في القاهرة بالإنابه عن رئيسها أحد حسن الزيات لفترة من الزمن .

كان يعمل في التدريس أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا ويحرض ضد المحتل الفرنسي فتم نقله من دمشق إلى منطقة نائية وعندما وصل جمع الناس وحرضهم ضد الفرنسيين فتم نقله إلى منطقة أخرى وهكذا 21 مرة حتى وصل إلى دير الزور في حدود العراق ولما ضاقوا به ذرعا أرسلوه للتدريس في العراق .!

نقلوه من سوريا بكلها .!

يروي الشيخ علي الطنطاوي ـ رحمة الله تغشاه ـ في مذكراته قصة معبرة عن بعض الوعاظ الذين يفتقدون لفقه إنكار المنكر فيروجون له ويزيدون من انتشاره وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، يقول : ( من طريف أخبار ذوي الغفلة من الوعاظ أن أحد مشايخنا جاء من يقول له عن منيرة المهدية ( مغنية وراقصة مصرية ) تغني وترقص في ملهى ” العباسية ” بدمشق ، فأعلن الشيخ غضبه في درسه في الجامع الأموي وقال مستنكراً :

ـ كيف ترقص هذه المرأة أمام الرجال وهي كاشفة جسدها مبدية مفاتنها ؟

ـ أين الدين والنخوة ؟

قالوا :

ـ نعوذ بالله ! وكيف يكون هذا ، وأين يا سيدنا ستغني وترقص ؟

قال :

ـ في ملهى العباسية ، الليلة بعد صلاة العشاء .

يقول الشيخ الطنطاوي :

( وكانت نصف المقاعد أو أكثر في الملهى خالية فامتلأت تلك الليلة المقاعد كلها ! فليتنبه الواعظون فكثيراً ما تكون المبالغة في وصف المنكر دعاية له ) .

وقد ذكرني الشيخ الطنطاوي بقصة قصيرة كتبها الكاتب الروسي الشهير أنطون تشيخوف يقول : (كان الرهبان الذين يعيشون في ذلك الدير المنعزل لا يتركون الدير أبداً ، ولم يمر أحد أبداً بالقرب منه. رئيس شيخ الدير يعزف الأرغن، ويلحن الآيات اللاتينية .

على مدى عدة عقود لا يحدث شيء في الدير، وفي أحد الأيام قام سكير بقرع باب الدير وطلب من الرهبان إطعامه. يرفض السكير الصلاة أو الانضمام إلى الرهبان، ويلومهم لعدم إنقاذهم لسكان المدينة المذنبيين الذين يغرقون أنفسهم في الفجور والرذيلة.

يتفق رئيس الدير معه ويقرر الذهاب إلى المدينة . قام الرهبان بانتظاره لثلاثة أشهر.

وعندما عاد ، أخبر رئيس الدير إخوته إن هنالك فسوق في جميع أنحاء المدينة وجعل يصف لهم ألوان من المتعة هناك ، حيث إن الناس يقضون اليوم بأكمله بزيارة بيوت الدعارة ، وشرب الخمر، وفي المتعة.

أما النبيذ هناك فصاف صفاء الكهرمان! وهو أيضا ذكي الرائحة لذيذ الطعم، لأن كل من يعب منه يطفح وجهه بالبشر ويرغب في الشراب ثانية. وهو يجزى على ابتسام بابتسام، ويتهلل غبطة كأنه يعرف أي ضلال جهنمي يختبئ تحت حلاوته.

وقد وقفت امرأة نصف عارية على منضدة وسط القاصفين، ويصعب عليكم أن تتصوروا شيئا اكثر فتنة وسحرا منها، صبى ناصر زاهر، وشعر طويل جثل، وعيون سوداء لامعة، مكتنزة محمرة، ثم سفاهة وجرأة وقحة. هذه البهيمة تبتسم فتفترعن عن أسنان بيضاء كالبرد كأنها تقول: (انظروا إني جميلة ، ومستهترة. . . .) وتتدلى من عاتقها الملابس الحريرية البديعة المشجرة. على أن جمالها لا تخبئه ملابس، لأنه بشره يفسح لنفسه الطريق بين طيات ثوبها. . . . كأنه الأعشاب الصغيرة وهي تشق لنفسها الطريق في الأرض زمن الربيع. وتشرب المرأة التي لا تستحي النبيذ، وتغني الأغاني، ثم تستسلم بعد ذلك للمعربدين. . . .).

يذهب رئيس الدير المرهق إلى الفراش، وفي صباح اليوم التالي أكتشف إنه لم يبق هنالك رهبان في الدير حيث فروا جميعهم إلى المدينة.!