شريط الأخبار
وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني الصين والولايات المتحدة وحدهما يمكنهما وقف التدهور بالشرق الاوسط المبيضين: لم نرصد اليوم اي محاولات للاقتراب من سمائنا الأردن: "إسرائيل" هي مصدر التشويش على نظام تحديد المواقع (GPS) اسرائيل تستنفر لمنع وصول اسطول الحرية لغزة كسرا للحصار حماس بعد تعثر مفاوضات الهدنة: لا عودة للاسرى الاسرائيليين دون صفقة هل رفضت مصر طلبا امريكيا بادارة قطاع غزة لستة اشهر؟! كيف تضبط مؤسسة الضمان التقاعدات المبكرة.؟ امريكا تفشل ضم فلسطين دولة بالامم المتحدة والاردن يأسف للقرار هل ضربت اسرائيل ايران؟ انفجارات بأصفهان.. إيران تنفي هجوما خارجيا ولا تعليق إسرائيلي حي الطفايلة يعيدون مستشفى رئيسي للعمل بشمال غزة فيديو خيبة اردنية بعد خسارة نشامى الاولمبي امام "العنابي" لماذا اصطحب الامير حسن المقررة الاممية للاراضي المحتلة لاكبر مخيمات الاردن؟ الاردن يصعد ضد اسرائيل امام مجلس الامن: الزموها بعدم اجتياح رفح قمة "مستقبل الرياضات الالكترونية" تنطلق السبت المقبل برعاية ملكية سامية "المهندسين" تطالب بالإفراج عن المهندس ميسرة ملص فوز هيئة ادارية جديدة لنقابة تجار المواد الغذائية بالتزكية محافظ العاصمة يفرج بالكفالة عن 17 موقوفا من "اعتصامات السفارة" منصور: مركز الحسين للسرطان سيفتتح فرعا بالعقبة مطلع العام المقبل جثة ميت امام موظفي البنك لنيل قرض بنكي

إني صائم

إني صائم

في غفلة وانشغال عن الجمال الذي بثه الخالق في الكون، واستغراق في ضجيج الحياة وصخبها، وانسياق في همومها ومغرياتها وشواغلها، يجيء شهر رمضان محطة سنوية ليتفرغ الإنسان من شهوات الجسد، وثقل الدنيا، وليقبل على الله بنفس متجردة، وهمة عالية، ومجاهدة للنفس في سعي الخواص لصرفها عما سوى الله بالكلية، فينهل من خيرات رمضان وبركاته، ويحوز من وفير غنائمه ومغانمه.

 

إن رمضان شهر لرياضة النفس على المعالي ومكارم الأخلاق، وإعادة فهم الحياة والنفس، وهي مناسبة لاستدعاء معاني الصفاء والسمو والتأمل، والشعور بالحياة الحقيقية، والترفع عن شهوات النفس وأوزارها، وإعراض عن المظهر البراق، للتفكر في الغاية والمصير. وهو دعوة للشعور مع الغير، والعطف على خلق الله، والحنوّ على كفاحهم وآلامهم، والعناية باهتمامهم وهمومهم.

 

رمضان هو الاستثناء، هو الخروج على مجرى الحياة الاعتيادي ومألوفاتها في الفكر والسلوك، وهي الثورة على عوامل الضعف في داخل النفس وخارجها، يتجلّى ذلك في الخروج عن المألوف من العادات، والجاري من الطبائع، فشهوات النفس تكسر، وقول الزور يحظر، والقلب واللسان والجوارح تلهج بالذكر والدعاء وطيب القول. والفكر يسافر في أسرار الوجود، للنفاذ الى جواهر الأمور وحقائقها، وتتشوق النفس إلى ما يكون بعد الدنيا، وتجهد للاندماج في الجمال الإلهي الذي يغص به الكون، وتستره الغفلة والشهوات والمطامع.

وفي حقائق الصيام وجد العارفون انعتاقا من كل رِقٍّ، وكسرا لكل قيد؛ رقّ المادة والشهوات، ورق مطالب الجسد، وأغلال المخاوف والحرص، ورقّ التنافس على الدنيا، فيستعليَ المؤمن بإيمانه على ضروراته وأغلاله، وتنعم الروح بالحرية الخالصة، حرية الإرادة، وحرية الفكر، وحرية العمل وتمتلئ النفوس عزة وكرامة كما أراد لها من له العزة جميعاً.

رمضان محطة سنوية لإعادة النظر في حقيقة السعادة والطمأنينة والرضى، ولإدراك معاني البنوة والأبوة، والأخوة والصداقة وما يجمعنا مع الناس من وشائج، وقبل ذلك مقام العبودية لخالق الناس، لنستمد من ذلك غذاء الروح الذي يعيننا على المواصلة في مسالك الحياة على هدى وبصيرة ونور.