شريط الأخبار
ادانة رئيس لجنة زكاة بالتزوير واساءة الائتمان لاستيلائه على 400 الف دينار حزب إرادة: حصدنا رئاسة تسع مجالس محافظات من أصل 12 توجه لتعيين القاضية السابقة الحمود رئيسة للجنة الدائرة الانتخابية العامة تقدير موقف | هل نجحت أميركا بكبح التصعيد بين إيران وإسرائيل؟ وفاة 3 اشخاص بحادث سير بوادي موسى هاليفي ورئيس الشاباك بالقاهرة.. هل رضخت مصر لخطط اسرائيل باجتياح رفح؟! لطمأنة مستوطني شمال اسرائيل الفارين.. جالانت يزعم: قتلنا نصف قادة حزب الله! إسرائيل تشحذ طائراتها ومدافعها لمهاجمة رفح.. وتشتري 40 ألف خيمة لـ"المدنيين"! الملك يحذر من تفاقم خطورة الوضع الانساني في غزة خريسات: أجرينا آلاف عمليات السمنة في مستشفيات الوزارة شاب يقتل شقيقه طعنا لخلافات عائلية تحديد موعد الانتخابات النيابية في 10 أيلول المقبل الميثاق يرحب بتوجيهات الملك لاجراء الانتخابات النيابية ماراثون الانتخابات يبدأ.. الملك يامر باجرائها.. وايلول موعدها المتوقع الحرية واسطولها عالقة بشواطيء تركيا.. وغزة المحاصرة تنتظر عُمان توقف مؤقتا التحاق طلبتها بالجامعات الخاصة الأردنية الملك في وداع امير الكويت "الضمان" يوافق لـ "المستشفيات الخاصة" على صرف مستحقات إصابات العمل "المياه" تستكمل حملتها بضبط وردم 30 بئرا مخالفة ومحطات معالجة وتحلية الملك وامير الكويت يؤكدان الاعتزاز بالعلاقات الاخوية التاريخية بين البلدين

إسرائيل أضعف مما نتصور

إسرائيل أضعف مما نتصور


 حسين الرواشدة

‏لم ترد إسرائيل حتى الآن على الصواريخ التي انطلقت من غزة وجنوب لبنان، ما يعني، ربما، ان قوة الردع الإسرائيلية تراجعت، وأن خيارات نتنياهو الداخلية والخارجية أصبحت محدودة، وأن إمكانية الهروب من ازمته من خلال تصديرها للخارج لم يعد سهلا ولا متاحا، التراجع الإسرائيلي لا يتعلق، فقط، بالتردد في إعلان الحرب، وإنما بكسب التأييد والتعاطف الدولي، وتحديدا الأمريكي، خذ مثلا، آخر استطلاع أجراه معهد غالوب يشير إلى أن 49% من الديمقراطيين يتعاطفون مع الفلسطينيين، مقابل 38% مع الإسرائيليين.

‏في السنوات الخمس المنصرفة - كما ينقل الصحفي ياسر أبو هلاله عن الباحثة ليديا سعيد - شهد تعاطف الرأي العام الأمريكي مع إسرائيل، انخفاضا حادا، خاصة بين جيل الألفية، في حين أن هذا التعاطف كان ثابتا على مستوى أعلى بين الأجيال الثلاثة الاكبر سنا، وراء هذا التراجع اكثر من سبب، منها ما يتردد داخل اللوبيات اليهودية من مخاوف على مستقبل إسرائيل في ظل حكومات أكثر تطرفا، يمكن أن تتسبب في حروب دينية مدمرة، ومنها ما يتعلق بالتحولات التي طرأت على صورة الاحتلال لدى الأجيال الجديدة، نتيجة ممارسات إسرائيل العدوانية ضد الفلسطينيين، وذلك بفضل ثورة الاتصالات التي نجح الفلسطينيون باستثمارها، زد على ذلك أن الكيان تحول، فعلا، الى عبء على كثير من الدول التي تدعمه.

‏صحيح ان موازين القوى ما زالت تصب في مصلحة الاحتلال، صحيح، أيضا، أن حالة الهوان العربي مدعومة بالانقسام الفلسطيني، ما زلت تضغط باتجاه صناعة صور تتكرر فيها عناوين النكبة والهزيمة والنكسة، سواء بسبب الواقع، أو باستدعاء التاريخ، لكن الصحيح الذي يجب أن ندقق فيه هو أن الفلسطينيين، أقصد الشعب المقاوم، يسجل كل يوم انتصارات متتالية على الأرض المحتلة وخارجها، ويكسب المزيد من المنصفين، وأصحاب الضمائر في العالم، لا بل وبعض المواقف السياسية للدول، آخر الانتصارات ما جرى في القدس، حيث فرض «المعتكفون « بالأقصى ارادتهم عن الكيان المحتل.

‏بموازاة صورة إسرائيل التي نتطوع - كعرب- بتضخيمها والنفخ فيها، والتخويف منها، ثمة صورة أخرى لإسرائيل «الضعيفة» التي تتراجع، وتفقد قدرتها على الردع، ويتغلغل فيها الفساد، ويشهد المجتمع فيها حالة من الانقسام واللاتوازن، وافتقاد الأمن والاستقرار، وغير ذلك من عوامل «الانفجار الداخلي»، هذه الصورة الأخيرة يجب أن نقرأها ونعممها، ليس فقط لإشاعة روح الثقة وسط محيطنا العربي والفلسطيني، ولا للتقليل من وطأة الاحساس بقلة الحيلة، وعدم القدرة على المواجهة، وإنما، أيضا، لاستغلال عناصر ضعف الكيان، بما لدينا من أوراق قوة، والتعامل معه كما هو في الواقع، لا كما يريد أن نراه، او نخشاه.

‏نقطة الضعف التي نعاني منها، وتصب بخزان قوة المحتل، هي الثغرة التي فتحتها بعض العواصم العربية للتطبيع مع تل أبيب، هذه الثغرة التي دخلت منها إسرائيل كانت -في الهدف والتوقيت -، تسير عكس اتجاه التاريخ، وضد مواقف العالم من هذا الكيان المغتصب، وبعكس تقدير حالة الأزمة التي يعاني منها، المفارقة أن بعضنا يتطوع أن ينقذ المحتل من أزماته الداخلية والخارجية، ربما لاعتبارات ضيقة الأفق، أو لمصالح عابرة، فيما الحقيقة أنها مكلفة جدا على المدى البعيد.

‏لدى العرب والفلسطينيين -إن أرادوا - اوراق وخيارات مؤثرة وقادرة على صناعة معادلة ردع مع الكيان الصهيوني، وربما من حسن حظنا ان ممارساته العدوانية، وما يجري داخله من تحولات سياسية واجتماعية، تمنحنا فرصة اكبر لاضعافه ومحاصرته، وإغراقه بأزماته، وإقناع العالم انه دولة «آبار تايد « وبؤرة جاهزة لإطلاق حرب دينية، وعدو للإنسانية، هذا الجهد يحتاج منا الخروج، أولا، من دائرة الاحساس بالهزيمة والضعف والاستهانة بأنفسنا، وثانيا إلى مواقف فلسطينية مقاومة، وعربية داعمة، وثالثا إلى نضال متراكم على كل الجبهات، وبكافة الوسائل، في الداخل والخارج على حد سواء.

(
الدستور)