الصين بدأت تكشر عن أنيابها في وجه الغرب


تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في "فزغلياد" حول تغير ملحوظ في سياسة الصين الخارجية.
وجاء في المقال: الأسبوع
الماضي، أدلى جينغ شوان، نائب سفير الصين في الأمم المتحدة بتصريح صاخب. فقد دعا
إلى استئناف المفاوضات بين الأرجنتين وبريطانيا حول مصير جزر فوكلاند.
مع هذا الدعم من بكين، زادت فرص بوينس آيرس للفوز
في هذا النزاع على الأراضي. ولكن، ما حاجة الصين إلى ذلك؟ يبدو الجواب، للوهلة
الأولى، واضحا. فلندن تتدخل علانية في شؤون الصين ومحيطها. ومع ذلك، فالمصالح
الصينية، في الواقع، أوسع من ذلك بكثير.
وفي الصدد، قالت خبيرة
المجلس الروسي للشؤون الدولية، إيلينا سوبونينا، لـ"فزغلياد":
"تتغير السياسة الخارجية الصينية أمام أعيننا، تصبح أكثر نشاطًا. في السابق،
كانت بكين مهتمة بشكل أساسي بأمان استثماراتها وربحية مشاريعها الاقتصادية في
الخارج. الآن، تنتقل بكين من المصالح البراغماتية البحتة إلى تنفيذ برنامجها
السياسي العسكري".
"التوسع العسكري والسياسي الصيني يسير في ثلاثة اتجاهات. أولاً، تفعيل الخطاب من خلال بناء سردية عالمية ضد أمريكا. على سبيل المثال، معادية للاستعمار؛ وثانياً، من خلال مشاركة الصين متزايدة النشاط في الشؤون خارج شرق آسيا؛ وثالثا وأخيرًا، توسيع الصين لوجودها العسكري في الخارج. في السابق، لم تكن بكين تهتم بتوفير، على سبيل المثال، مظلة أمنية لبلدان أخرى. الآن، تقول الصين صراحة إن المظلة الأمريكية في الشرق الأدنى والأوسط، وفي العديد من بلدان آسيا، لم تعد كافية. ومن حيث المبدأ، هذه المظلة الأمريكية باتت بالية، والحفاظ عليها هناك يعوق تحقيق المصالح الصينية. الصين مستعدة لتوفير مظلتها"، بحسب سوبونينا.
وفي سياق قريب، يشكّك الباحث تيموثي ريتش في
التزام واشنطن تجاه تايوان ويخرج بنتائج صادمة من خلال استطلاع رأي أجراه لشريحة
واسعة من التايوانيين.
جاء ذلك في مقالة نشرتها صحيفة National
Interest
وتتزايد قدرات الصين العسكرية في السنوات الأخيرة،
مما يثير قلق التايوانيين وشكوكهم حول التزام الولايات المتحدة بالدفاع عنهم.
وهناك عدة أسباب تجعل التايوانيين أقل تفاؤلا، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بسياسة
متعمدة من الغموض الاستراتيجي فيما يتعلق بالتزامها تجاه تايوان جزئيا. وعلى الرغم
من الاعتقاد بأن الرئيس جو بايدن ربما كان يشير إلى تحول في السياسة مع التزام أقوى
بالدفاع عن تايوان، لكن مسؤولي البيت الأبيض لم يوضحوا أي نية لذلك.
وحتى لو كانت إدارة بايدن وأعضاء الكونغرس صادقين
في تصريحاتهم حول الدفاع عن تايوان فالتكاليف المحتملة للصراع العسكري مع الصين
ستكون كبيرة. والحرب بين الولايات المتحدة والصين لا تطاق بالنسبة للعالم أجمع.
ووفق مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية يشعر الأمريكيون بالاستياء من إمكانية
سقوط عشرات آلاف الضحايا، إضافة لخسائر هائلة في المعدات العسكرية مما يجعل السؤال
حول التزام واشنطن بالدفاع عن تايوان مشروعا.
وفي الختام تحدث الكاتب عن دراسة أجراها من خلال
مسح 1,105 تايواني عبر استطلاع على الويب حول ثقتهم بالولايات المتحدة. واتضح أن
35% فقط من العينة تثق بالتزام الولايات المتحدة. وخرجت الدراسة باستنتاج مفاده أن
الجمهور التايواني، مع اختلاف الانقسامات الحزبية والعمر والجنس والدخل والتعليم،
متشكك في التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن تايوان.