ناصر القدوة: الوضع الفلسطينيّ سيتغيّر بعد الحرب وحماس لن تكون جزءًا منه
عرض
عضو اللجنة المركزيّة السابق والمفصول من حركة فتح، ناصر القدوة،
(70 عامًا) نفسه كعاملٍ على إضعاف )حماس (بعد
العدوان على غزة،
عبر حكومةٍ جديدةٍ، مُشيرًا في لقاءٍ مع صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة إلى أنّ
الوضع الفلسطينيّ سيتغيّر بعد الحرب بحيث لا تكون حماس جزءًا منه
وقال
القدوة، وهو ابن أخت الراحل ياسر عرفات، في المقابلة: "بعد الحرب ستكون لنا حكومة
جديدة، مسؤولة عن الضفة وغزة، وحماس لن تكون جزءًا منها، ونحن يمكننا أنْ نضعف
حماس، لكن بيانات حكومة نتنياهو حول تصفية حماس وإبادتها، لن يكون منها طائل”.
وأضاف:
"القيادة الحالية يجب أنْ ترحل، وقلت هذا حتى قبل الحرب، وبعد الحرب كل فلسطيني
سيفهم بأننا لا يمكننا أنْ نسمح لأنفسنا بحربٍ داخليّةٍ، ورأيي أنْ نتفاوض، عبّاس
يمكنه أنْ يبقى رئيسا لكن صلاحياته يجب أنْ تكون شرفية، والفلسطينيون تواقون لحكمٍ
يُقدِّم لهم الخدمات التي يفترض بالحكومة أنْ تقدمها”.
وشدّدّ
على أنّ الحكومة يجب أنْ تلبي ثلاثة مطالب، أنْ تكون لها شرعية بين الفلسطينيين،
والقدرة على التنفيذ، والدعم الدولي الذي يفترض أنْ يقدم لها المال.
وأردف:
"لن يكون هناك فصل بين غزة والضفة، وحجم الدمار يتطلّب أنْ يتجند كل واحد، وأنا جاهز
لأنْ أقدم نصيبي، ولا أخشى من الاتهام بالتعاون مع إسرائيل للمساهمة في الإعمار
بشرط أنْ يتم هذا بطريقة تخدم المصلحة الفلسطينية”.
وأضاف:
"إذا انسحبت إسرائيل وأقيم إطار سياسي يسعى بجدية لإقامة دولة ولا يتورط بهراء
يسمى مسيرة السلام الجواب هو لا، وإذا لم تحصل هذه الأمور، فالفشل سيكون مضمونًا،
ولا أحد يريد أن يأخذ المهمة على عاتقه”.
وشدد
على أن "إعمار غزة هو مهمة صعبة، حتى دون تواجد إسرائيليّ، ومع تواجد الجيش يكون
هذا متعذرًا”.
وحول
وجود محمد دحلان ومروان البرغوثي، في الساحة، وأداء دور في سلطة جديدة، قال القدوة،
إنّه من غير الصواب وضع فيتو على أحد، وسيكونان جزءًا من القيادة لفتح والسلطة،
وما سيفعلانه منوط بهما.
وشدّدّ
على أنّ المطالب الفلسطينية للوصول إلى تسوية مفهومة من تلقاء نفسها، وهي وقف
الحرب والانسحاب التام من القطاع، "صحيح أنّ لإسرائيل مطالب أمنية يجب معالجتها،
والمرحلة الأولى هي تبادل الأسرى ويجب أنْ يؤدي هذا إلى حل أوسع للنزاع.”
وعلى
الصعيد الإقليمي، أشار إلى أن إيران امتنعت عن التدخل المباشر في الحرب، لا هي ولا
وكلاؤها، وتحرك إيران انخفض في المجال الفلسطيني خلال الحرب.
وتابع:
"وهو الحال بالنسبة للإخوان المسلمين، ولا أنوي الدفاع عنهم، فنحن مختلفون، لكن
يوجد إسرائيليون اعتقدوا أنهم جديرون بأنْ تُضخ إليهم أموال نقدية في غزة، وحين
يصل السياسيون إلى قرار غير صحيح، تنشأ فوضى كبيرة”.
ورأى
القدوة أنه ليس للفلسطينيين مشكلة في اتخاذ موقف من موضوع "الإرهاب”، وفقا لسؤال
الصحيفة، وتابع: "لكن المشكلة هي أنّه يوجد من يفترض بأنّ حياة الفلسطيني أرخص من
حياة الإسرائيلي”.
وأشار
الكاتب إلى أن فكرة تكرار ما جرى في 7 أكتوبر "عملية طوفان الأقصى”، تقض مضاجع
الإسرائيليين، وعلق القدوة بالقول: "أنا أفهم لكن لدى الإسرائيليين مسؤولية معينة
لما حصل، أنتم تتحدثون الآن عن سياسة سلام كانت لكم وفشلت، هذه ليست الحقيقة، كانت
لكم سياسة فرق تسد”.
وتابع:
"الحكومات الغربية أعطتكم القوة لمنع قيام دولة فلسطينية، وفي اللحظة التي وافقت
فيها على أن حل الدولتين لن يأتي إلا من خلال مفاوضات مباشرة، وضعت إسرائيل
الفيتو، إقامة الدولة انتقلت إلى الحسم في السياسة الإسرائيلية الداخلية”.
وقال
القدوة: "أنا أؤيد المفاوضات المباشرة، وتوجد الكثير من المواضيع الحرجة التي يجب
التوافق عليها، لكن دولة أولا، مفاوضات بعد ذلك، ويجب تعديل الطاولة، التغيير في
هذا الموضوع يحصل الآن، دبلوماسيون غربيون، بمن في ذلك المستشار القانوني لوزارة
الخارجية الأمريكية، لم يعودوا يتحدثون عن حل دولتين بل عن دولة فلسطينية”.
وعبّر
القدوة عن مخاوفه العودة إلى رام الله، حيث يقيم في نيس بفرنسا حاليًا، وقال:
"نظريًا يمكنني العودة، لكن يوجد هناك بضعة أشخاص لا أصدقهم، وعندنا تجربة مع مثل
هذه النماذج في العالم، ولست مستعدًا لأنْ أخاطر”، طبقًا لأقواله.
وهذه
ليست المرّة الأولى التي يُهاجِم فيها القدوة عبّاس عبر صحيفةٍ إسرائيليّةٍ، في آب
(أغسطس) من العام 2022 قال لصحيفة (إسرائيل اليوم) العبريّة القدوة أنّ الفساد
يستشري في السلطة الفلسطينية، مؤكّدًا أنّه ضد الحكم الفردي لعبّاس، وأضاف: "لا
توجد عندنا قوانين. كل يفعل ما يشاء، بخاصة القيادة الحاكمة، ويوجد فساد كبير في
السلطة”، طبقًا لأقواله.