لوموند: اسرائيل تستخدم سياسة الأرض المحروقة في غزة
قالت صحيفة لوموند إن قطاع
غزة، هذا الشريط الضيق من الأراضي الفلسطينية، أصبح بعد 5 أشهر من الحرب عليه غير
صالح للسكن، مما يعني أنه لا جدوى من التذرع بحل الدولتين إذا ظلت هذه الأرض حقلا
من الخراب.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في افتتاحيتها- أن تحليل
صور الأقمار الاصطناعية على جميع مدن قطاع غزة، يشهد أن إسرائيل استخدمت "عقيدة
الضاحية”، وهي استعمال قوة مسلحة غير متناسبة، كتلك التي تعاملت بها مع حزب الله
في صيف عام 2006، بتدمير الضاحية الجنوبية لبيروت.
ورأت لوموند أن إطلاق العنان للقوة النارية في غزة
أدى إلى إلغاء التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، ويلقي الجيش الإسرائيلي
المسؤولية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتشابك بنيتها التحتية مع النسيج
الحضري لقطاع غزة، وهي إحدى المناطق ذات الكثافة السكانية الأعلى في العالم.
وقد قال العقيد يوغيف بار شيشت، المسؤول في
الإدارة المدنية -وهي في الحقيقة عسكرية- عن الأراضي الفلسطينية، يوم الرابع من
نوفمبر/تشرين الثاني "ليس لديهم مستقبل.. من يرجع إلى هنا، إن عاد أصلا، سيجد أرضا
محروقة. لا بيوت ولا زراعة ولا شيء”.
وتدل الشهادات التي نشرتها لوموند على صيغة الأرض
المحروقة، فالجيش الإسرائيلي يستهدف الذاكرة من خلال تدنيس مقابر غزة على نطاق
واسع، كما يستهدف المستقبل، على وجه التحديد، بتدمير الجامعات ومئات المدارس في
القطاع، وقد قدرت الأمم المتحدة أن 90% من السكان تعرضوا "لأضرار جسيمة”.
ولا يتوقف الدمار عند هذا الحد -كما تقول الصحيفة-
إذ تظهر صور الأقمار الاصطناعية الأضرار التي ألحقتها عمليات الجيش الإسرائيلي
بالأراضي الزراعية، التي أصبحت مهددة بإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود
الإسرائيلية.
إن الإحباط الذي أعرب عنه حلفاء إسرائيل الغربيون
بشأن الصعوبات في إيصال المساعدات الغذائية إلى منطقة مهددة بالمجاعة خلقتها
إسرائيل من الصفر، ينذر بالمعركة التي يجب خوضها بعد انتهاء القتال، لإعادة بناء
غزة التي تواجه خطر البقاء تحت الحصار.
وخلصت الصحيفة إلى أن عمليات إسقاط الغذاء التي
تقوم بها الولايات المتحدة ودول أخرى في محاولة للاستجابة لحالة الطوارئ، يجب ألا
يُنظر إليها إلا على أساس أنها دليل على العجز عن مواجهة التعنت الإسرائيلي أو عدم
إرادة التدخل أصلا.