"المستشفى التخصصي" ونقابة المهندسين.. نموذجان متميزان بحجم دعم غزة
من
المتابعة على مدى ثمانية اشهر من بدء حرب الابادة والعدوان الهمجي الاسرائيلي على
قطاع غزة، لم ينقطع الخير والاغاثة من الاردن والاردنيين تجاه اشقائهم الفلسطينيين
عبر قوافل المساعدات والمواد الطبية والخيم وحتى بعشرات الاطباء والاختصاصيين
للمساهمة في مداواة جروح الاف المصابين وسد ضعف الامكانات وخراب المستشفيات
والمراكز الصحية.
واذا
كان الشكر والتقدير يقدم لكل اردني وعربي واي انسان قدم ولو دينارا لمساعدة غزة،
فان الملاحظ ان دورا بارزا وكثيفا ظهر ويمكن تلمسه بوضوح لمؤسستين؛ خاصة واهلية،
في مجال ما قدم ويقدم من مساعدات واغاثة الى غزة، الاولى الخاصة هي المستشفى
التخصصي والثانية الاهلية هي نقابة المهندسين والنقابات المساندة في لجنة اعمار
غزة.
فعلى
مستوى المستشفى التخصصي، وبعيدا عن المبالغة او التزلف، لم ينقطع شريان المساعدات
الطبية والاغاثية وحليب الاطفال وبعض الاجهزة الطبية ووحدات الدم وغيرها التي يحرص
المستشفى على ارسالها دوريا وبصورة مكثفة، نعتقد وللاسف ان غيره من مستشفيات او
جامعات او بنوك او مؤسسات خاصة لم تجاره بجزء قليل مما يقدمه.
اليوم
اوصل المستشفى التخصصي وعبر الهيئة الخيرية الهاشمية اكبر شحنات الاغاثة
والمساعدات، بعدد كبير من الشاحنات، متضمنة مستلزمات طبية وحليب اطفال لها
الاولوية في حاجة الغزيين الذي يعانون الاهوال.
وفي
السياق، لم اجد من يحتفي بعشرات الاطباء والكوادر الصحية الاردنية والعربية التي
ذهبت للخكمة والمساعدة في غزة كما فعل المستشفى التخصصي، ففضلا عن عمله على تسهيل
مهمتهم حملهم بكميات كبيرة من المستلزمات الطبية، فضلا عن تكريمهم والتركيز على
مهمتهم الانسانية العظيمة بعد عودتهم، ومساعدة اخر فريق طبي وصحي اردني وعربي
واجنبي انقطعت بهم السبل في شمال غزة ونقل صوتهم لاعلى المستويات حتى اثمر ذلك
باعادتهم الى الاردن، قبل ان يعود الاجانب والعرب لبلادهم والاردنيون لعائلاتهم
بعد مهمتهم الانسانية.
ولم
تكتف ادارة المستشفى التخصصي بجهودها الفردية فسعت الى بناء جهد عالمي لاعادة
اعمار القطاع الطبي في قطاع غزة، حيث عقدت بالتعاون مع هيئات عربية وانسانية
واردنية المؤتمر الدولي الاول لاعادة اعمار القطاع الصحي في غزة، اثمر من ضمن نتائجه
على القيام بالحملات الإغاثية الإنسانية وتسيير الفرق الطبية وإرسال المستلزمات
الطبية والإنسانية إلى القطاع بالتعاون مع عدد من الهيئات الانسانية العربية
والدولية المنضوية تحت مبادرة صحة غزة، والتي يراسها مدير عام "التخصصي"
الدكتور فوزي الحموري.
نقابة
المهندسين ودورها الكبير
اما
نقابة المهندسين الاردنيين، بجهود خاصة بها او بالتعاون مع نقابات وجهات اهلية
اهلية اخرى، فقد قدمت الكثير لغزة خلال العدوان الهمجي، واقامت مشاريع خدمية في
قلب احيائها يتحدث عنها الغزيون بافتخار وامتنان.ط
وفي
رصد سريع لما قدمته النقابة منذ بداية العدوان تم اطلاق حملة "غزة معا ننصرها"
وجمعت خلال اول يوم بث مفتوح 5 ملايين دولار، في حين جمعت في المرحلة الثانية عبر
يوم بث مفتوح مليون و200 الف دولار، كما تمت اقامة حفل عشاء تقشفي جمع خلاله قرابة
90 ألف دولار، إضافة إلى اجتماع عقد في العاصمة التركية اسطنبول للشركات العربية
الهندسية وجمع خلاله 11 مليون دولار رصدت جميعها لصالح مساندة الاشقاء في قطاع غزة.
وقامت
نقابة المهندسين – حسب نقيبها المهندس احمد سمارة الزعبي- بتشكيل لجنة لدراسة
الاضرار التي لحقت بالأبنية التاريخية والتراثية في قطاع غزة، كما تم توريد 2500
خيمة مقاومة للحريق ومياه الامطار، كما تم تجهيز أرضيات بمساحة 200 دونم بالتعاون
مع بلدية رفح بالممرات الاسمنتية وخطوط الصرف الصحي.
كذلك،
قامت نقابة المهندسين الاردنيين بالتعاقد مع شركة سيارات نقل، تم من خلالها توزيع
13 مليون مترا مكعبا من المياه لمناطق مختلفة داخل القطاع، إضافة إلى تأمين 38 ألف
وجبة في مناطق مختلفة خلال شهر رمضان الفائت، كما تم شراء 7 محطات تحلية تزود
القطاع بحوالي 500 متر مكعب من المياه يوميا، مبينا أنه تم العمل على تركيب خلايا
شمسية على الابار الارتوازية، كما تم ترميم الأفران والمخابز المختلفة، وتم انشاء
خط مياه بطول كيلو و700 متر يزود نصف مليون مواطن بمياه الشرب.
ولم تكتف النقابة بهذه الجهود
والمساعدات الاغاثية، بل وبدات تخطط وتعد للمساعدة باعادة اعمار القطاع المنكوب،
وكما قال رئيس هيئة المكاتب والشركات الهندسية المهندس عبد الله غوشة فأن الهيئة
اتخذت مبادرتان؛ الاولى تتمثل بدراسة استخدام نماذج هندسية جديدة لاعادة الاعمار تعتمد
الهندسة القيمية لاعادة استخدام المواد ووضع مواصفات وكودات جديدة لاعادة استخدام
المواد في غزة، لاننا امام حالة جديدة كالبدائل الخرسانية وبدائل استخدام الركام،
إضافة إلى تطوير نماذج هندسية موحدة لتصميم 10 الاف وحدة سكنية مع المخططات
والوثائق.
واخر
الحملات للنقابة اطلقتها هيئة المكاتب تحت عنوان "بسمة فرح لأطفال غزة"، بحضور رئيس الهيئة غوشة، وذلك مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك
لدعمهم وادخال الفرح الى قلوبهم ولو بشيء يسير.
نامل من باقي مؤسسات القطاع الخاص والاهلي ان تحذوا حذو المستشفى
التخصصي ونقابة المهندسين وغيرهم من جهات قد نكون اهملنا تذكرهم في تكثيف دعم
الشعب الفلسطيني المنكوب بقطاع غزة وبالضفة الغربية ايضا.