شريط الأخبار
العرموطي للحكومة: معاملات 400 تاجر سيارات كهربائية معلقة.. وضرر بالغ بالاقتصاد الملك يجدد وقوق الاردن مع لبنان واستقراره واخيرا.. نتنياهو وجالانت مطلوب القبض عليهما للجنائية الدولية كمجرمي حرب المرصد الطلابي يطالب بالغاء عقوبات الطلاب لمشاركنهم بمظاهرات الحكومة تقر مشروع الموازنة العامة بقيمة 12.5 مليار دينار وتوقع نمو 2.5% الفن السابع الصيني يبهر الجماهير الاردنية بمهرجان بكين السينمائي بعمان طلبة جامعات يعتصمون رفضاً للعقوبات بسبب التضامن مع غزة الأردن يسير سربًا من المروحيات المحملة بالمساعدات لغزة المستشفى التخصصي يستقبل مراسل الجزيرة واطفال غزيين مصابين للعلاج فيتو امريكي ضد وقف العدوان في غزة تركيا وإسرائيل و"حلف الأقليات" بينهما الملك وآل نهيان يؤكدان ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان الخارجية :تنفيذ إخلاء طبي لصحفي قناة الجزيرة من غزة مراقب الشركات : تحقيق التنمية المستدامة يتطلب استثمارا بالموارد البشرية مقتل جندي احتلال واصابة قائد كتيبة بعمليات المقاومة شمالي غزة الملك: دور مهم للاتحاد الأوروبي في تحقيق السلام بالمنطقة الملك يغادر أرض الوطن متوجها إلى الإمارات 10 سنوات سجنا للنائب السابق العدوان بتهمة تهريب اسلحة للضفة الحكم بحبس مدانة بالاختلاس في "الاثار" ومحاكمة آخر في "المياه" شفطا مليوني دينار انتهاء مباراة الأردن والكويت بالتعادل

ما الذي تقوله هذه التسريبات؟

ما الذي تقوله هذه التسريبات؟


 

 

ماهر ابو طير

مرت الأيام القليلة الماضية وسط تسريبات معلوماتية مقصودة، ومحمّلة بالرسائل، وهي تسريبات ليست عبثية يراد عبرها التوطئة لمرحلة جديدة، أو التهديد، أو تثوير المخاطر.

على مدى أيام سرّبت إسرائيل عدة عناوين، أبرزها قرب إعلان الانتصار في غزة، وبدء نقل المعدات العسكرية إلى الحدود مع لبنان، تمهيدا لعملية عسكرية ما لم تثمر الاتصالات السياسية عن وقف العمليات اللبنانية ضد إسرائيل، كما تم تسريب معلومات حول سيناريو ضم الضفة الغربية، وإنهاء سلطة أوسلو، وإعادة تشكيل الهيكل الإداري داخل الضفة الغربية، وإنهاء مشروع الدولة الفلسطينية، وتم تسريب معلومات مدعمّة بتصريحات علنية حول نمط الحكم في اليوم التالي داخل قطاع غزة، والحكم البديل لحركة حماس، والدور العربي المحتمل في هذا الملف.

والتفاصيل الإضافية هنا متعددة، لكنها كلها تريد القول إن إسرائيل حسمت الأمور داخل قطاع غزة، وإن الدور المقبل في هذه الحرب هو على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ولبنان أيضا.
وراء هذه التسريبات لوثة عقل إسرائيلية، تتخبط على مستويات عسكرية وأمنية وسياسية، برغم كل عمليات الإمداد العسكري والمالي الدولي لكينونة الاحتلال، وقد قيل مرارا إن إسرائيل لم تحقق أهدافها في قطاع غزة، سوى الانتقام من المدنيين وتدمير بنية القطاع، لكن إنهاء فصائل المقاومة كليا أمر غير مؤكد باعتراف جنرالات إسرائيليين، هذا غير أن مقاومة الاحتلال متواصلة منذ عقود، وقبل هذه الفصائل الحالية، كما أن اعتقال قادة الفصائل، أو إطلاق الأسرى الإسرائيليين بعملية عسكرية أمر لم يتم، مما يفسر حملات التجويع لقطاع غزة بهدف الضغط على المقاومة لتسليم الأسرى، فالفشل العسكري يتم تعويضه بالانتقام من الأبرياء.
هنا يقال إن كل هذه الفصائل حتى لو اختفت عن وجه الأرض فإن وجود أسرى إسرائيليين لا يتم إطلاق سراحهم يمثل عقدة إسرائيلية كبرى، وفي ذات السياق يأتي تهديد إسرائيل للبنان، كون تل أبيب لم تتمكن من إنجاز أهدافها الأساسية في غزة، وتريد فتح جبهة جديدة، تشاغل بها مجتمع الاحتلال بدعم أميركي، في سياقات تحالف إسرائيلي أميركي غربي يستهدف نهاية المطاف المعسكر الإيراني ومن يستظلون به، ولا بد أن يقال هنا إن من العبث الظن أن المقاومة في غزة أخرجت كل أسلحتها وأوراقها، وهذا ما سوف تثبته الأيام، خصوصا، إذا تورطت إسرائيل بحرب مكلفة عليها في لبنان، ستؤدي بالتزامن إلى إعادة إشعال غزة، التي تحتفظ بذخائر وترتيبات ضد إسرائيل حال بدء الضربة العسكرية ضد لبنان تحديداً.
وقد قيل مرارا إن ضربة لبنان ليست نزهة صيف، لأنها ستكون مختلفة عن كل مرة، وهي ضربة إفناء، سيرد عليها لبنان بوسائل كثيرة، خصوصا، مع وجود تجهيزات غير مسبوقة وساحات حليفة في العراق، سورية، اليمن، وقطاع غزة أيضا، بما سيشكل حزاما من نار هذه المرة سيؤدي إلى حرب إقليمية واسعة، وتورط واشنطن مباشرة في هذه الحرب الدموية.
تميزت تسريبات الأيام القليلة الماضية بمحاولة رسم صورة الدولة المنتصرة، فهي التي دمرت غزة، وستذهب إلى لبنان، وتهدد الضفة الغربية، وبعيدا عن أي انفعالات هنا، فإن هذه الصورة زائفة، لأننا رأينا دولة مثل إسرائيل تغرق في قطاع غزة منذ تسعة شهور ولا تحسم الحرب، وسنراها أيضا، إذا قررت، في مشهد آخر أكثر حساسية من خلال جبهة جنوب لبنان المفتوحة هذه المرة على كل المنطقة، وهي جبهة أخطر بكثير من كل ما نراه داخل فلسطين.
هذه التسريبات تثبت أصلا المأزق الإسرائيلي، وانتحارها الذاتي المتواصل، وعدم قدرتها على ترميم صورتها، ولا بنيتها الداخلية، ولا تثبت تحليلياً قوة إسرائيل واقتدارها وأنها تفعل ما تشاء.

الغد