بحث اسرائيلي: نخبة الرضوان بحزب الله.. القوة المرعبة المؤهلة لاجتياح الجليل
"في
غزوها لإسرائيل بأكتوبر نفذت حماس خطة كتبها حزب الله لوحدة النخبة التابعة له،
وحدة الرضوان. تمّ تكليف قوات الكوماندوس التابعة لحزب الله، والتي قاتلت أيضًا في
سوريّة، بمهمة التخطيط لـ (غزو الجليل)، بما في ذلك احتلال المدن الإسرائيليّة
وأخذ رهائن مدنيين ليكونوا بمثابة دروع بشرية”، هذا ما جاء في بحثٍ نشره معهد
(ألما) المُختّص للشؤون العسكريّة.
وأضاف: "في تقديرنا، على الرغم من أشهر القتال بين إسرائيل
وحزب الله، تستطيع وحدة الرضوان تنفيذ خطط للاستيلاء على الأراضي في إسرائيل. ومن
دون إحداث أضرار جسيمة أو تفكيك البنية التحتية لحزب الله، بعد إعلان وقف إطلاق
النار، ستتمكن وحدة الرضوان من العودة إلى قدرتها الكاملة خلال فترة زمنية قصيرة
جدًا وستكون قادرة على إطلاق خطتها الكاملة للغزو داخل الأراضي الإسرائيلية، على
غرار ما فعلته حماس في أكتوبر”.
أمّا عن كيفية تأسيس الوحدة فقال
المركز: "في أعقاب حرب لبنان الثانية 2006، تمّ نشر قدر هائل من المعلومات
المتعلقة بترسانة حزب الله الصاروخية. ومن وجهة نظر إسرائيل، يشكل هذا خطرًا
جسيمًا على أمنها القومي، وقد اتخذت إسرائيل تدابير مهمة لبناء الردع ضد حزب الله.
ظاهريًا، تم الحفاظ على الهدوء لمدة 18 عامًا. لكن في الواقع، كان حزب الله
مشغولاً خلال هذه السنوات بتطوير وشحذ التهديد الجوي ضد إسرائيل، فضلاً عن تجميع
قوة عسكرية قادرة على تنفيذ غزو بري في الجليل، وبالتالي نقل القتال إلى الأراضي
الإسرائيليّة. وتم اختيار من يطلق عليهم (قوات التدخل) للمهمة”.
وأردف: "قبل نحو عقد من الزمان، بدأت الجانب إسرائيل تستعد
لسيناريو القتال البري ضد قوات النخبة الغازية التابعة لحزب الله، والذي يختلف
تمامًا عن القتال البري في عام 2006، عندما تكبد الحزب نحو 600 قتيل. ولم تظهر
قدرة قتالية برية عالية المستوى”.
وأوضح: "شاركت الوحدة بالقتال في
سوريّة إلى جانب الجيش السوري وضد (المتمردين)، وقُتل عناصرها في تلك الحرب، كما
أدت إلى تحقيق النصر في تلك الأماكن”.
ومضى المعهد الإسرائيليّ قائلاً:
"على عكس النخبة التابعة لحماس، تلقى عناصر وحدة الرضوان خبرة قتالية كبيرة في
سوريّة بدلاً من التدريب فقط، واختبروا نقل وحدات من مئات المقاتلين في ساحة
المعركة، وغزو المدن، والتنسيق بين مجموعة متنوعة من القوات في الميدان (المشاة،
والمضادة للدبابات، والمدفعية، والاستخبارات)”.
ورأى البحث الإسرائيليّ أنّ "مبدأ
المفاجأة في خطة الغزو ارتكز على بنية تحتية من الأنفاق العابرة للحدود المحفورة
في أماكن مختلفة على طول الحدود مع إسرائيل، وبدأ جيش الاحتلال ببناء حاجز بين
إسرائيل ولبنان، جدار على طول خط الحدود البالغ طوله 120 كيلومترًا، ولم يتم
الانتهاء من بنائه، الذي تسارع خلال العامين الماضيين، فلا تزال أجزاء كبيرة من
الخط الحدودي مع سياج قديم متهدم يعود إلى السبعينيات”.
وتابع: "يتم قبول المقاتلين في
الوحدة بعد إجراء فرز دقيق. وبعد الفحص، يبدأ التدريب الشاق، والذي يتضمن، من بين
أمور أخرى، تدريب القناصين، وإطلاق الأسلحة المضادة للدبابات، والقتال بالأيدي،
والتدريب على المتفجرات، والقيادة العملياتية الدراجات النارية، والتدريب الخاص،
مثل "ورشة الأسر” (الغرض من الدورة هو تعليم كيفية التصرف إذا وقعت في أسر العدو)
وعملية جمع المعلومات الاستخبارية ومهاجمة الأهداف بالطائرات دون طيار، ويركز
تدريب الوحدة أيضًا على اللياقة البدنية والجري لمسافات طويلة والزحف الجبلي
والحرب الإرهابية التكتيكية. ويتلقى عناصر الوحدة التدريب مباشرة من وحدة كوماندوس
(صابرين) التابعة للحرس
الثوري الإيرانيّ”.
ولفت إلى أنّه "من الناحية
التنظيمية، تنقسم مختلف وحدات الرضوان إلى عدة وحدات فرعية أوْ فرق يصل عددها إلى
ما بين 7-10 حسب المناطق الجغرافية. والقرى الشيعية في مختلف المناطق الجغرافية،
وبالأخص جنوب لبنان، هي في الواقع الركيزة اللوجستية لهذه الخلايا، وبهذه الطريقة
تستطيع فرق الرضوان العمل بشكل مستقل، دون تعليمات متتالية أوْ مساعدة لوجستية
خارجية، ويتمتع قادة الفرق باستقلالية كبيرة في اتخاذ قرارات تكتيكية سريعة على
الأرض”.
ويقدر التقرير أنّ "الوحدة تستخدم
جميع الأسلحة المتعلقة بنشاطها والتي بحوزة حزب الله، وأنّ الحزب قادر على تجهيز
الوحدة بكل الأسلحة ذات الصلة بحرب المشاة والكوماندوس الموجودة في سوق الأسلحة
اليوم”.
وأشار التقدير إلى أنّ "الوحدة
تدربت على غزو الأراضي الإسرائيليّة فوق الأرض أيضًا، وفي العام الماضي، أصدر حزب
الله مقطع فيديو دعائي يظهر مقاتلي الرضوان بمعدات عسكرية وتكتيكية كاملة وهم
يخترقون نموذجًا بالحجم الطبيعي للجدار الحدودي”.
وخلُص البحث إلى القول: "تفجير
وإحداث فتحة في جدار خرساني تمّ تشييده خصيصًا ليس بالأمر السهل، واستنادًا
لمعرفتنا بحزب الله، فإنّ المنظمة تقوم بما هو أكثر من مجرد إنتاج الأفلام،
وكثيرًا ما تشير مقاطع الفيديو إلى أهدافها وقدراتها، وفي أكتوبر قامت حماس بخرق
الجدار الحدودي بطريقةٍ مماثلةٍ في منطقة كرم أبو سالم”، كما أكّد البحث العسكريّ
الإسرائيليّ.