بلينكن يغادر اسرائيل.. استجابة اميركية لشروط نتنياهو والاخير يقدر "تفهم" واشنطن
قال وزير الخارجية
الأميركي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي عقده في تل أبيب مساء اليوم، الإثنين، إن
رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أكد له أنه يدعم المقترح الأميركي
بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما وجه نتنياهو الشكر للولايات
المتحدة على "تفهمها لمصالح إسرائيل الأمنية الحيوية".
جاء ذلك في أعقاب
المقترح الجديد الذي عرضته واشنطن خلال جولة المحادثات في الدوحة، الأسبوع الماضي،
وأكدت مصادر مطلعة أنه يستجيب لشروط نتنياهو الجديدة ويتماهى
مع المطالب الإسرائيلية، الأمر
الذي يؤكده البيان الذي وجه من خلاله نتنياهو الشكر لواشنطن، وصدر بالتزامن مع
المؤتمر الصحافي الذي اختتم فيه بلينكن زيارته لإسرائيل.
وقال نتنياهو إنه عقد
"اجتماعًا جيدًا ومهمًا مع بلينكن"، وأضاف "إنني أقدر بشدة الجهود
التي تستثمرها الولايات المتحدة في الدفاع الإقليمي ضد المحور الإيراني. وهذا
بالطبع مهم بالنسبة لدولة إسرائيل"، وتابع "كما أنني أقدر بشدة التفهم
الذي أبدته الولايات المتحدة لمصالحنا الأمنية الحيوية، في الوقت الذي نبذل فيه
جهودنا المشتركة لإطلاق سراح الرهائن".
وأضاف، في بيان مصور،
"أود أن أؤكد: يتم بذل الجهود للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الرهائن الأحياء
في المرحلة الأولى من الصفقة"، علما بأن تصريحات نتنياهو والمواقف التي يعبر
عنها تؤكد أنه غير معني بجميع مراحل الاتفاق الذي تعرضه واشنطن، وأنه يسعى للاستفادة
من المرحلة الأولى للإفراج عن أكبر عدد من الأسرى قبل أن يستأنف الحرب على قطاع
غزة.
وكان مكتب رئيس الحكومة
الإسرائيلية قد قال في وقت سابق الإثنين، إن اللقاء الذي جمع بين نتنياهو وبلينكن
تواصل حوالي ثلاث ساعات. وخلاله "جدد رئيس الحكومة (نتنياهو) التأكيد على
التزام إسرائيل بالمقترح الأميركي الأخير بشأن إطلاق سراح الرهائن، والذي يأخذ في
الاعتبار احتياجات إسرائيل الأمنية ويصر عليها".
وفي مؤتمره الصحافي،
ادعى بلينكن أن "نتنياهو تعهد بإرسال فريق كبار الخبراء لديه إما إلى الدوحة
وإما إلى مصر لمحاولة إنهاء العملية، لكننا نتطلع إلى حماس، أولا وقبل أي
شيء"؛ فيما تستبعد مصادر مطلعة إمكانية التوصل لاتفاق بناء على المقترح
الأميركي الجديد الذي يتضمن الشروط التي يرفض نتنياهو التنازل عنها.
وأعلن بلينكن أنه
سيتوجه يوم غد، الثلاثاء، إلى قطر، الوسيط الرئيسي في مفاوضات غزة، بعد محطتيه في
إسرائيل ومصر للدفع قدما نحو اتفاق بشأن غزة؛ وقال بلينكن للصحافيين في تل ابيب إن
مصر وقطر "هما شريكانا الرئيسيان في هذا الجهد لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار
والإفراج عن الرهائن ووضع الجميع على طريق أفضل نحو سلام وأمن دائمين".
وزعم بلينكن أن إسرائيل
وافقت على دعم جهود تطعيم سكان غزة ضد شلل الأطفال بعدما سجّل القطاع أول إصابة
بالمرض منذ 25 عاما، على خلفية الحرب الإسرائيلية على القطاع وتدمير البنية
التحتية؛ وقال: "نعمل مع الحكومة الإسرائيلية على ذلك وأعتقد أنه سيكون
بإمكاننا المضي قدما بخطة للقيام بالأمر خلال الأسابيع المقبلة. الأمر عاجل. إنه
حيوي".
وذكر بلينكن أنه طلب من
قادة إسرائيل التحرّك ضد "أعمال العنف" التي يرتكبها المستوطنون ضد
الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، في إشارة إلى عمليات الإرهاب اليهودي، وقال
وزير الخارجية الأميركي، "نتطلع إلى رؤية تحرّك، تنفيذ تحرّك ضد هذا النوع من
العنف وتنفيذ تحرّك لمحاسبة المسؤولين عنه".
وفق وقت سابق مساء
الإثنين، التقى بلينكن بوزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، في مكتب الأخير بمقر
وزارة الأمن في تل أبيب (الكرياه)، وذكر مكتب غالانت أنه عقد اجتماعا ثنائيا مع
بلينكن، تلاه اجتماع موسع حضره رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هليفي.
وبحسب البيان،
"ناقش الطرفان التوترات الأمنية في الشرق الأوسط والجهود المبذولة لإطلاق
سراح الأسرى وتفكيك حركة حماس". وأكد غالانت أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية
"ملتزمة بمواصلة القتال في غزة حتى تحقيق أهداف الحرب، المتمثلة في استعادة
الأسرى والقضاء على حماس".
كما شدد غالانت على أن
"إسرائيل تقود الضغط العسكري على حماس، وأنه يجب على الولايات المتحدة قيادة
الضغط الدبلوماسي لتحقيق اتفاق يضمن إعادة الرهائن"، واختتم غالانت اللقاء
بشكر بلينكن والإدارة الأميركية على "جهودهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي في
الشرق الأوسط والتزامهم العميق بأمن إسرائيل".