شريط الأخبار
العرموطي للحكومة: معاملات 400 تاجر سيارات كهربائية معلقة.. وضرر بالغ بالاقتصاد الملك يجدد وقوق الاردن مع لبنان واستقراره واخيرا.. نتنياهو وجالانت مطلوب القبض عليهما للجنائية الدولية كمجرمي حرب المرصد الطلابي يطالب بالغاء عقوبات الطلاب لمشاركنهم بمظاهرات الحكومة تقر مشروع الموازنة العامة بقيمة 12.5 مليار دينار وتوقع نمو 2.5% الفن السابع الصيني يبهر الجماهير الاردنية بمهرجان بكين السينمائي بعمان طلبة جامعات يعتصمون رفضاً للعقوبات بسبب التضامن مع غزة الأردن يسير سربًا من المروحيات المحملة بالمساعدات لغزة المستشفى التخصصي يستقبل مراسل الجزيرة واطفال غزيين مصابين للعلاج فيتو امريكي ضد وقف العدوان في غزة تركيا وإسرائيل و"حلف الأقليات" بينهما الملك وآل نهيان يؤكدان ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان الخارجية :تنفيذ إخلاء طبي لصحفي قناة الجزيرة من غزة مراقب الشركات : تحقيق التنمية المستدامة يتطلب استثمارا بالموارد البشرية مقتل جندي احتلال واصابة قائد كتيبة بعمليات المقاومة شمالي غزة الملك: دور مهم للاتحاد الأوروبي في تحقيق السلام بالمنطقة الملك يغادر أرض الوطن متوجها إلى الإمارات 10 سنوات سجنا للنائب السابق العدوان بتهمة تهريب اسلحة للضفة الحكم بحبس مدانة بالاختلاس في "الاثار" ومحاكمة آخر في "المياه" شفطا مليوني دينار انتهاء مباراة الأردن والكويت بالتعادل

خطاب الملك والمساواة والكرامة الإنسانية

خطاب الملك والمساواة والكرامة الإنسانية


محمد الخطيب                                               

خطاب ملكي يعكس قلقًا عميقًا تجاه الوضع الراهن في العالم، خاصةً فيما يتعلق بالأزمات الإنسانية والصراعات الإقليمية، حيث سعى جلالة الملك عبدالله الثاني لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه الأمم المتحدة كمنظمة دولية، موضحًا كيف أن فقدان الثقة في هذه المؤسسة يمكن أن يؤدي إلى انهيار القيم العالمية الأساسية.

يدعو الخطاب إلى إعادة إرساء الثقة في المبادئ العالمية والتأكيد على المساواة والكرامة الإنسانية، مما يعكس رغبة في عالم أفضل يتجاوز الانقسام والتمييز، كما يعبر الخطاب عن موقف حازم تجاه الأوضاع الحالية في فلسطين، مستنكرًا الفظائع التي يتعرض لها الفلسطينيون، مستندًا إلى الأرقام والإحصائيات لتأكيد الحجة حول تأثير الحرب على المدنيين.

الخطاب الملكي سلط الضوء على الضحايا، وخاصة الأطفال والنساء، بهدف إثارة الضمير الدولي وتعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه حماية حقوق الإنسان، حيث استخدم جلالة الملك عبارة "استهداف متعمد" ما يشير إلى رؤية شاملة لما يجري، وهو أمر يطرح تساؤلات حول العدالة والمساءلة في السياق الدولي.

وأكد جلالته في الخطاب على ان أزمة الشرعية تعكس شعورًا واسع الانتشار بعدم الكفاءة في التصدي للأزمات، حيث تبرز الأحداث في غزة كمثال مؤلم على هذا الفشل، حيث قدّم جلالته وصف دقيق لمعاناة الآلاف من المدنيين في قطاع غزة وغياب الحماية لعمال الإغاثة، ما يعكس الإحباط من عجز المجتمع الدولي عن تقديم الدعم الفعال.

لفت جلالة الملك الى أهمية العدالة الدولية وحقوق الإنسان كركيزة رئيسية في الخطاب، حيث يشير جلالته إلى أن بعض الشعوب باتت تُعتبر "فوق القانون"، ما يهدد مبادئ المساواة والعدالة، مؤكدا ضرورة إعادة التفكير في كيفية تعامل الدول مع الأزمات والتزامها بالقوانين الدولية.

جدد جلالة الملك رفضه فكرة التهجير القسري وأكد على حق الفلسطينيين في أراضيهم، ويعكس موقف الأردن الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين، والمح جلالته إلى المتطرفين والتحدي الذي يمثلونه في تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.

الخطاب تضمن دعوة صريحة وقوية للمجتمع الدولي للتحرك بجدية لحماية الشعب الفلسطيني وضمان عدم تكرار هذه الفظائع، انسجاما والتزامًا بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان، ويعكس رؤية شاملة ومعقدة للوضع في المنطقة، مع التركيز على ضرورة إنهاء التصعيد وتحقيق السلام، باعتبار أن التصعيد ليس في مصلحة أي دولة، مشيرًا إلى أن الاستقرار يتطلب التفاهم والحوار.

جلالة الملك أعاد التأكيد على مبادرة السلام العربية ورغبة الدول العربية في تحقيق السلام، مقابل رفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، والتي اختارت المواجهة ورفضت السلام، نتيجة للحصانة التي اكتسبتها عبر سنوات في غياب أي رادع لها. وفي غياب الرادع، ازدادت هذه الحصانة شيئا فشيئا.

الخطاب الملكي تضمن مصطلحات مثل "الإبادة الجماعية" و"وحشية الحرب" تعبيرا عن حجم المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون، ويهدف إلى تحفيز الضمير الدولي وتحفيز المجتمع الدولي على التحرك، وأشار إلى التغير في الصورة الذهنية لإسرائيل، حيث بدأ العالم يرى الواقع بدلاً من الصورة المثالية التي كانت تُروج لها.

جلالة الملك أكد أن الحل لا يكمن فقط في القمع أو القوة، بل في الالتزام بالقيم الإنسانية الأساسية، مثل الحرية والعدالة والمساواة، يشدد على أن أي محاولة لتحقيق الأمن عبر الوسائل العسكرية لن تؤدي إلا إلى نتائج مؤقتة، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى استراتيجيات أكثر استدامة.

الخطاب الملكي يصف بدقة التراخي الدولي تجاه الوضع الفلسطيني، حيث يُشير إلى أن المجتمع الدولي اختار "الطريق الأسهل" من خلال قبول الاحتلال دون اتخاذ خطوات فعالة نحو إنهائه، ويشدد على أن التصريحات حول حل الدولتين لم تكن كافية، وينبه إلى أن الوضع القائم أصبح غير قابل للاستمرار.

الاشارة الى قرار محكمة العدل الدولية تُبرز أهمية القانون الدولي وضرورة الالتزام به، مما يُعزز موقفه من أن الاحتلال مخالف للقانون، ما يشكل دعوة للتفكير الجاد في النتائج المترتبة على تجاهل الحقوق الفلسطينية.

و يدعو الخطاب جميع الدول والشعوب إلى الوحدة في العمل من أجل تحقيق هذا السلام، مُشددًا على أن التغيير يتطلب جهودًا جماعية وإرادة سياسية حقيقية لخلق واقع جديد يُتيح للفلسطينيين والإسرائيليين العيش بكرامة وأمان.

عبر الخطاب الملكي عن إحساس قوي بالمسؤولية تجاه الوضع الإنساني الحالي، ويستحضر مشاعر الشجاعة والأمل في تحقيق التغيير، ويسلط الضوء على أهمية العمل الجماعي للأمم المتحدة، مشددًا على أن التاريخ سيحاسب العالم على مواقفه اليوم.

التركيز على معاناة المدنيين، في الخطاب الملكي، خاصة الأطفال والمرضى، يُظهر حجم الكارثة الإنسانية ويحث المجتمع الدولي على عدم التزام الصمت. وكان ذلك جليا في خطاب جلالة الملك حين دعى لفرض "بوابة دولية للمساعدات الإنسانية" تُبرز الحاجة الملحة للإغاثة الفورية، وتؤكد على أن المساعدات الإنسانية يجب أن تُفصل عن السياسة وأن تُعتبر حقًا أساسيًا لكل إنسان.

استشهاد جلالة الملك بكلمات والده جلالة المرحوم الحسين بن طلال يُضفي طابعًا شخصيًا وعاطفيًا، حيث يُظهر التزامه العميق بالسلام والأمل في مستقبل أفضل، وهذا الربط بين الماضي والحاضر يُعزز من أهمية الجهود الجماعية لتحقيق السلام، ويرفض الاستسلام كخيار.

في النهاية، يدعو جلالة الملك إلى العمل الفوري والتضامن الإنساني، مما يعكس إيمانًا راسخًا بقدرة المجتمع الدولي على تغيير الواقع المرير وتحقيق العدالة.

نتمن عاليا مضامين الخطاب الملكي ونؤكد التفافنا حول القيادة الهاشمية المظفرة، وتأييدنا لموقف جلالة الملك الواضح الرافض لأي تهجير قسري للفلسطينيين، او الترويج لفكرة الاردن كوطن بديل.