الصين تواصل بناء قدراتها العسكرية… هل تستعد للحرب؟
اصبحت الصين تمتلك ثالث أضخم جيش في
العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، كما يصنف أسطولها الحربي في المرتبة
الأولى عالميا.
ورغم ذلك تواصل الصين بناء قدرات عسكرية
ضخمة وتطور أسلحتها الهجومية والدفاعية في البر والبحر والجو، إضافة إلى القدرات
الصاروخية بجميع أنواعها.
وتقول مجلة "ديفينس نيوز” الأمريكية إن
التحديث المتسارع للجيش الصيني يثير المخاوف حول إمكانية أن يقود ذلك إلى حرب مع
الولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل.
وتابعت المجلة في تقرير نشرته الجمعة
الماضي: "هذه المخاوف سببها وجود وجهة تجعل الاستعداد للحرب دافعا لتطوير القدرات
العسكرية للصين”.
لكن المجلة أشارت إلى وجود عوامل أخرى
سياسية وأمنية تتعلق بتطوير القدرات العسكرية للصين بعضها ليس له علاقة بالحرب.
وتقول المجلة إنه من مصلحة الولايات
المتحدة الأمريكية أن يكون لديها إدراك دقيق لجميع الأسباب التي تدفع الصين إلى
تطوير قدراتها العسكرية خاصة فيما يتعلق بالمنافسة بين البلدين في المجالات غير
العسكرية.
ولفتت المجلة إلى أن زيادة حجم الإنفاق
العسكري من أهم العوامل التي ساهمت في تسارع القدرات العسكرية للصين خاصة خلال
الفترة من عام 2000 إلى 2016، التي كانت تشهد زيادة سنوية في ميزانية الدفاع بنسبة
10 في المئة.
ورغم تراجع تلك النسبة في السنوات
الأخيرة لتتراوح بين 5 إلى 7 في المئة سنويا، إلا أن الصين أصبحت تمتلك ثاني أضخم
ميزانية دفاع في العالم بـ 230 مليار دولار في 2022.
وترى المجلة أن زيادة الإنفاق الدفاعي
انعكس على امتلاك الصين لقدرات قتالية متنامية جعلت بعض المسؤولين الأمريكيين
يحذرون من فقدان الجيش الأمريكي لميزة التفوق العسكري لصالح الجيش الصيني.
ويقول ضابط في القوات الجوية الأمريكي
إن الصين تمتلك أسلحة جديدة بمعدل يصل إلى 5 أو 6 أضعاف المعدل الأمريكي.
ويرى مراقبون أن تطوير الصين لقدراتها
العسكرية بصورة متسارعة يمثل دليلا واضحا على أنها تستعد لاحتمال اندلاع حرب مع
الولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم ذلك فإن هناك أسباب لها علاقة
بالتاريخ تتعلق بإدراك القادة الصينيين لأهمية امتلاك جيش قوي للحفاظ على بقاء
دولتهم استنادا لتجارب سابقة جعلت إمبراطوريتهم تتراجع نتيجة ضعف قوتها العسكرية.
ويضاف إلى ذلك أن تنامي وضع الصين
عالميا وطبيعتها الجغرافية وحدودها مترامية الأطراف تستدعي امتلاك قوات عسكرية
أكبر للتعامل مع قائمة واسعة من التهديدات المستقبلية التي تشمل احتمال الدخول في
نزاعات حدودية أو مواجهات مع دول أخرى. (سبوتنيك)