الفرح ومهرجان جرش يليقان بالأردنيين
يمضي قطار مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته السابعة والثلاثين في مسيرته منذ أيام، ناثرا الفرح والبهجة حول فعالياته الفنية والفولكورية والثقافية التي تبعث الحياة والروح في أروقة ومواقع جرش الأثرية وغيرها من مواقع ومرافق في عمان ومدن اخرى.
رغم كم الهموم والضغوط المعيشية والنفسية
والاجتماعية التي يرزح تحتها أغلب الأردنيين، فإن هذه الناس الطيبة تتوق للفرح
والسرور والتفاعل معه، وتحدي الضغوط بحثا عن متنفسات مفرحة وعشقا للحياة وكل ما هو
جميل فيها.
وباستذكار تفاعل الأردنيين مع فرح ولي العهد
سمو الأمير الحسين بن عبد الله قبل شهرين تقريبا، وحالة الفرح العامة التي سادت
الاردن بصورة واضحة ومتابعة الاردنيين بشغف كل طقوس ومراسم الزفاف الملكي الذي
استند الى تراثنا وتقاليدنا الجميلة، باستذكار ذلك الفرح العام نستنتج ان
الاردنيين يتوقون للفرح والالتفاف حول وطنهم وقيادتهم، ومشروعهم الوطني وهويتهم،
وقد كان الزفاف الملكي مناسبة لتظهر كم ان هذا الشعب العظيم تواق للفرح والحياة
ولا تكسره الضغوط والظروف الصعبة.
وياتي مهرجان جرش هذا العام امتدادا لافراح
الاردنيين بزفاف ولي العهد، بل واختار منظمو المهرجان، الذي لم يعد محليا فقط بل
بات دوليا وعربيا مشهورا، شعار "ويستمر الفرح" كربط ذكي وطبيعي باستمرار
فرح الاردنيين بزفاف ولي العهد، وادامة أجواء الفرح والبهجة العامة التي تليق
بالاردنيين وتليق بطموحاتهم وحبهم للحياة والجمال والمضي قدما في طريق الخير
والبناء.
لم تدخر إدارة مهرجان جرش جهدا ولا وقتا
للاعداد للاحتفال بهذا العرس الوطني السنوي، الذي وضع الأردن على راس خارطة
الثقافة والفنون والقوة الناعمة والسياحة عربيا وعالميا، وهي تصر سنويا على
مفاجأتنا بكل ما هو جديد وجميل ومبهر، وبكل ما يليق بالاردن وسمعته، فجاءت دعوة
كبار الفنانين العرب والاردنيين لاحياء ليالي جرش الجميلة، وجاء التنوع بدعوة فرق
فنية وفولكلورية اردنية وعربية واجنبية لتغني فضاءات المهرجان، فيما لم توفر
المساحة والدعم للعروض والمعارض التراثية والشعبية، سواء الاردنية او العربية والاجنبية
حيث افتتحت معرضا للسفارات في المملكة لعرض تراث شعوبها وابداعاتها.
واحتلت الثقافة والادب والنقد مساحة مهمة
ولافتة ايضا في مهرجان جرش، الذي شهد ويشهد امسيات شعرية وادبية ونقدية مهمة
بمشاركة شعراء وادباء اردنيين وعرب كبار. وكم كان جميلا ومؤثرا احتفاء مهرجان جرش
بمحبرة الاردن: مدرسة السلط الثانوية، التي تعد اقدم المدارس الاردنية واعرقها
وتعكس تاريخ وطن.
كما
كان لافتا ومهما هذا العام استضافة مهرجان جرش لجمهورية مصر الحبيبة كضيف شرف في
سُنةٍ جديدة من شانها ان تستمر وتوثق العلاقات الثقافية والاخوية بالدول العربية
الشقيقة، وتدمجها في هذا الفرح الأردني المستمر منذ ثلاثة عقود عبر مهرجان المحبة
والفنون جرش.
كما خلية النحل التي لا تتوقف، عمل ويعمل
القائمون على المهرجان وفعالياته من ادارة وموظفين وفنيين واعلاميين، لانجاح هذا
العرس الوطني البهي، وإخراجه بحلة تليق بالاردن والاردنيين.. لقد وصلوا الليل
بالنهار منذ اشهر وهم يحضرون لهذا المهرجان وهاهم لا يتوقفون اليوم لالتقاط
الانفاس قبل انتهاء موسم الفرح هذا، ويصرون بذلك على بذل كل الطاقات والعناية بكل
التفاصيل بقيادة المايسترو الفذ ايمن سماوي المدير التنفيذي للمهرجان، واعضاء لجنته
العليا لاستكمال هذه اللوحة المبهرة التي جذبت انظار كل العالم العربي وحتى خارجه.
ولا يمكن للزائر للمدينة الاثرية حيث الموقع
الرئيسي للمهرجان الا ملاحظة الجهود الامنية الكبيرة التي تبذلها مديرية الامن
العام للسهر على راحة الحضور والزائرين للمهرجان، وتيسير فعالياته ومساعدة كل من
يحتاج المساعدة.. وهو امر ليس غريبا على هذا الجهاز الذي يفاخر به الاردنيون.
وأخيرا..
نقول.. نعم يحق لنا كاردنيين ان نفرح
ونبتهج.. وان تعم هذه البهجة والاحتفاء بالجمال والفن والثقافة محيطنا العربي
كله.. فشكرا لمهرجان جرش.