بعد مقتل جنودها..امريكا تغرق اكثر في النار وهذه سيناريوهات التصعيد
ماجد توبه
يبدو ان الولايات المتحدة
الامريكية تغرق اكثر واكثر في النار المشتعلة في الشرق الاوسط، جراء الاصرار
الاسرائيلي على استمرار العدوان على قطاع غزة، والذي اشعل اكثر من ساحة ومنطقة في
وجه امريكا واسرائيل، في لبنان واليمن- البحر الاحمر والعراق وسوريا.
مقتل 3 جنود امريكيين
واصابة 25 جنديا في قاعدة عسكرية امريكية على الحدود السورية الاردنية مساء اليوم
اعتبر ضربة كبيرة للولايات المتحدة، واقسى خسارة بشرية تلحق بها مرة واحدة خلال
فترة العدوان على غزة قبل 4 اشهر.
الرئيس الامريكي جو بايدن
خرج فورا ليهدد بان الحادث لن يمر دون عقاب، و"سنحاسب كل المسؤولين عن الهجوم
الذي استهدف قواتنا في الوقت المناسب وبالطريقة التي نختارها".
وسارع بايدن الى تحميل "جماعات
متشددة مدعومة من إيران تعمل بسوريا والعراق" بالوقوف وراء العملية
التصعيدية.
وكان واضحا ان الولايات
المتحدة بقيت حريصة على عدم التصعيد واشتعال الامور في الساحات التي لايران نفوذ
فيها او تعادي السياسة الامريكية، لكن الامور فلتت منها في البحر الاحمر ما اضطرها
الى شن سلسلة هجومات على الحوثيين في اليمن، لكن التصعيد هناك بقي تحت السيطرة دون
التوسع لدخول امريكا في حرب او معركة واسعة.
الا ان العملية اليوم ضد
القاعدة الامريكية، الذي يعتقد انها قاعدة التنف على الحدود الاردنية السورية،
وسقوط 3 قتلى من العسكريين الامريكيين، يعد تحديا هو الاكبر لها، ولا تستطيع
الادارة الامريكية تجاهله او التغاضي عن الرد بقوة عليه، كما يرى مراقبون، لكن
السؤال الى اي حد سيكون الرد الامريكي، وهل يصل الى حد جر ايران للصدام.
الولايات المتحدة تنتهج
سياسة التركيز في امنها القومي على شرق اسيا وحول الصين، لكن طوفان الاقصى
والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، دفعت الولايات المتحدة للزج بقوات ضخمة الى
المنطقة، لكن من باب الردع ومنع المقاومة اللبنانية وايران من استغلال الظرف وفتح
حرب مع اسرائيل من الجبهة الشمالية، وهو ما اثمر حتى الان، وابقى الصراع بين جزب
الله والاحتلال الاسرائيلي في باب الاشتباك والتصعيد المحسوب وضمن قواعد الاشتباك.
نتوقع ان يكون هناك رد
امريكي عسكري قوي ضد الجماعات التي اتهمتها بالوقوف وراء الهجوم، وقد يصل الرد الى
مصالح ايرانية ما، لكن من المستبعد ان تصل امريكا في ردها الى اشعال حرب مع ايران
او مع اذرعها المقاومة في المنطقة، فما تزال الاستراتيدجية الامريكية تسعى لاحتواء
الصراع في الاقليم وحصره في غزة.
الا ان الثابت اليوم.. ان
الاحداث تتتدحرج في الشرق الاوسط، وان الولايات المتحدة تنجر رويدا رويدا الى
مستنقع الحرب في المنطقة ، فلن يكون امامها الا احتواء التصعيد على كل الجبهات
واولها غزة ووقف العدوان الاسرائيلي عليها وبالتالي وقف التصعيد في باقي الساحات،
او الانجرار والتورط في حرب تحرق الاقليم.