فالنتاين
يحيى
صافي
أحب
أن أرسم قلب حب لحبيبي الأمريكي الجميل الذي تعرفت عليه في حفلة جاز صاخبة في أحد
ضواحي نيويورك، أريد أن ارسم قلب حب بدم ينز من سقف مهدم على عائلة بأكملها في
مخيم الشاطيء.. ما أنبل تلك المهمة.. قالت مجندة لها وجه خنزير ذات أصول بولندية..
وألحت على زميلها الجندي الضئيل، ما رأيك؟ سوف يثيره ذلك حد الإغماء.
شرعا
يمزجان دم أحمر قاني برماد كتب مدرسية لأطفال بيت قصف للتو من قبل طائرة
حربية صهيو/أمريكية، أخذا في تشكيل قلب الحب المختلط برماد ورمل الشاطيء، وكانا
يضحكان ويصوران عبر تقنية الانستغرام بهجة ما يحدث، عجنا دما كثيرا في رمل كثير،
وكانت نتف من لحم الأطفال تشوه منظر قلب الحب، ومع ذلك كانا يعجنا ويشكلا قلب
حبهما المشتهى، كان تفصد الدم غزيرا يشبه شلال، وكان الردم كثيرا، والشحار،
والسخام يختلط بدم الأطفال الحار بشكل جعلهما ينغمسا في لعبة الحب والحرب والدم
والسخام.
صنعا
قلب حب بحجم مخيم الشاطيء تقريبا.
كان
قلب الحب ممتلئا عن بكرة أبيه بنتف اللحم والدم ومقل العيون المشوهة، وأطراف مبتورة،
وجثث كاملة وجثث متحللة.
ولما
فرغا من صنع قلب الحب، أرسلت القلب لحبيبها عبر تطبيق الانستغرام، فجأة، وبدون سابق
إنذار جاءها حبيبها النييويوركي بفرقاطة حديثة الصنع ظناً منه أن شيئا ما يزعجها
في الشرق الأوسط، على شاطيء البحيرة العجوز/ المتوسط أعني، في مخيم قابل لأن يقصف
منذ ١٩٦٧، وصل الشاطيء المخيم، قبلها بحب، قبلته بحب، وكان كل مخيم الشاطيء يتفصد
دماً.