كيف نقرأ حراك الجامعات الأمريكية؟
د. فاخر الدعاس
أن يخرج البيبي نتنياهو
على الملأ ليهاجم حراك الجامعات الامريكية ويحرض رؤساء الجامعات ومحافظي الولايات
وكافة المسؤولين في الإدارة الاميركية على ضرورة وقف هذا الحراك، يدلل على أمرين:
قوة هذه الاحتجاجات وحجمها الكبير، وحجم الأزمة التي استطاعت هذه الاحتجاجات خلقها
للإدارة الأمريكية أولًا-خاصة ونحن على أعتاب انتخابات رئاسية- وللبيبي وكيانه
وصورة هذا الكيان أمام الرأي العام الامريكي ثانيًا.
الخطر الأكبر من هذه
التحركات هو اتساع رقعة الاحتجاجات على ممارسات الكيان والتحول الكبير في المزاج
العام الغربي تجاه القضية الفلسطينية والنظرة الى الكيان.
القلق من هذه التحركات
لم يتوقف عند العم سام، حيث بات من الواضح أن هذه الاحتجاجات آخذة في الامتداد الى
جامعات أوروبا وأستراليا -وقد تنعكس على الشارع العام الغربي- وبشكل متسارع سيجعل
القوى الامبريالية تعيد النظر في حساباتها مرحليًا من ناحية الضوء الاخضر المفتوح
على مصراعيه للطفل الاسرائيلي المدلل، واستراتيجيًا من ناحية اعادة قراءة التحالف
البنيوي مع الكيان ومستقبل حضور هذه الدول في الشرق الاوسط في ظل المزيد من انعزال
وضعف الكيان وعدم قدرته على لعب الدور المطلوب منه.
حراك الجامعات
الأمريكية يختلف في مطالبه عن حراك مأمول للجامعات العربية -كون مطالب طلبة
الجامعات الأمريكية هو الانفكاك عن التحالف "الانصهاري" مع الكيان
والخروج من عباءة الرواية الصهيونية للقضية الفلسطينية، فيما مطالب أي حراك لطلبة
الجامعات العربية عنوانه التضامن مع أهلنا ودفع حكوماتنا نحو دعم نوعي لأهلنا في
غزة-، إلا أن هذا الاختلاف في المطالب لن يقف حائلًا أمام حقنا في طرح تساؤل مشروع
حول واقع الحريات الأكاديمية في الوطن العربي بشكل عام والاردن بشكل خاص.
ففي الوقت الذي يخرج
فيه عشرات آلاف الطلبة في الجامعات الغربية وينصبون الخيام داخل جامعاتهم، نجد
قبضة أمنية مشددة من قبل عمادات شؤون الطلبة في جامعاتنا تمنع الطلبة من حقهم في
التضامن مع أهلنا في فلسطين متذرعين بأنظمة تأديب تجرم الوقفات والاعتصامات.. وفي
الوقت الذي يتضامن فيه أكاديميو الجامعات الغربية مع طلبتهم بل ويشاركون في هذه
التحركات، نجد أكاديميينا مكبلين ومقيدين بأنظمة وتعليمات تحظر عليهم الحق في
التعبير عن رأيهم.