رغم جعجعة التهديدات..اسرائيل امام استحقاق الانكسار برفح
ماجد
توبه
يغرق
الاحتلال الاسرائيلي اكثر في المستنقع الغزاوي ويزداد تفسخه الداخلي.. ولا تغرنك
العنجهية والتهديدات التي توزع يمين شمال من الارهابي نتنياهو وعصابته اليمينية
المازومة، خاصة في التهديدات المتتالية باجتياح رفح واستكمال الابادة بحق الشعب
الفلسطيني بالقطاع المنكوب.
رغم
ان النخب والمجتمع الاسرائيليين ما يزالان –حسب الاستطلاعات والمتابعات- مؤيدان
لاستمرارالحرب في غزة بدافع روح الانتقام والبحث عن استعادة مفهوم الردع، الا ان
ذلك لا يعني ان الانقسامات والتفسخات العامودية والافقية داخل الكيان تتعمق
وتتراكم ولا بد من ان تصل النقطة الحرجة لـ"تفرط المسبحة" ويتهشم هذا
التماسك المزيف، ويظهر حجم الازمة الداخلية لمجتمع وجد نفسه بيوم وليلة بحاجة
لكل قوة ودعم الولايات المتحدة ونفوذها واموالها واسلحتها ليبقى الكيان
واقفا على قدميه.
المتابع
لتصريحات وتهديدات قادة الكيان المجرمين وعلى راسهم الارهابي نتنياهو تجاه التهديد
بفتح جبهة رفح يعتقد ان النصر الاسرائيلي على الابواب ولا يحتاج سوى لاطلاق صافرة
البداية تجاه رفح، وهذا انطباع وصورة مضللة يرسمها الاحتلال بسيطرته على الاعلام
العالمي وتواطؤ ساسته، وببساطة لو كان النصر مضمونا لدى الكيان بفتح هذه الجبهة
والانتهاء منها لكان اتخذ القرار منذ اسابيع حتى لو عارضت امريكا ومصر وكل العالم
ذلك، لكن تسويق الاوهام والحرب النفسية لم تجد مع المقاومة الفلسطينية ولا مع
الشعب الفلسطيني الذي تحمل ما لا تتحمله الجبال من دمار ونازية وابادة.
المقاومة
في رفح ما تزال قوية بل والمعركة الرئيسية بكل المقاييس ستكون هناك فالعدو من
امامهم وجدران مصر والتهجير من خلفهم وليس امامهم الا الاستبسال بالقتال والصبر
على الخسائر المدنية المتوقعة التي لم ينج منها في غزة حتى من نزحوا الى
"أأمن" الاماكن بغزة وحتى لم احتموا بمرافق المؤسسات الدولية
والمستشفيات، فكل الشعب الفلسطيني في غزة يعرف ويؤمن اليوم ان حتى رفع الراية
البيضاء امام العدوان لم يوقف مجازره واعتقالاته وتجويعه ومحاولات تهجيرهم.
بات
واضحا حتى لمن خدع من اسرائيليين سابقا ان نتنياهو وعصابته اليمينية لا تريد صفقة
تعيد الاسرى الاسرائيليين اذا كان ثمنها وقف الحرب وبدء مرحلة المحاسبة لقادة
الكيان، هذا الموقف بات يزيد في التفسخ الداخلي ويفاقم من حجم الازمات المركبة
داخله، وما سيواجهه جيش الاحتلال في رفح من مقاومة واستبسال استشهادي ولا اقول
انتحاري سيعيد تعقيد المشهد الاسرائيلي الداخلي ويعيد المجتمع الاسرائيلي المافون
اليوم بروح الانتقام الى جزء من رشده، وليقف امام جدار الحقيقة عارية: لا استعادة
للردع، لا استعادة للاسرى، لا قضاء على المقاومة او اسكات لقدرتها على مواصلة حرب
العصابات ضد قطعان جيشهم، ولا ننسى ان ثمة مقاومة اخطر حافظت على طاقتها وقدراتها
الكامنة رابضة في شمال فلسطين يمثلها حزب الله.
سيصحون
على حقيقة ان استعادة الردع بات حلما بعيدا، وان غلاف غزة سيبقى منطقة طاردة
لمستوطنيه، تماما مثل شمال الكيان بالحدود مع لبنان، فيما توقف الحياة بالكيان بعد
ان وظفت كل الامكانيات المادية والبشرية للحرب الاطول في تاريخه.
النصر
صبر ساعة.. نعم المنا وكارثتنا كبيرة بمجازر الابادة الاسرائيلية في غزة والضفة ضد
المدنيين ومحاولة الضغط على عصب المقاومة لترفع الراية البيضاء، لكن ما تعلمه
الفلسطينيون ان حتى رفع الراية البيضاء او محاولة الانحناء للعاصفة لا يوقف
الاجرام الاسرائيلي ولا يوقف المعاناة البشرية، لذلك فخيار الاستسلام غير وارد، بل
ان خيار الصبر الصمود هو الاقل كلفة والاكثر جدوى باجبار الكيان وحلفائه على
التسليم بالواقع ووقف عدوانهم الهمجي.