أين حراك الجامعات الاردنية والعربية من حرب الابادة الاسرائيلية؟!
ماجد توبه
لم يعد الضمير الانساني في العالم بقادر على تحمل بشاعة
حرب الابادة والاجرام الاسرئيلي الذي يترتكب على مدار الساعة ضد الشعب الفلسطيني
وتحديدا في قطاع غزة المنكوب، بالرغم من تواطؤ حكومات الغرب والولايات المتحدة
وتاثيرات اللوبي الصهيوني في السياسة والاعلام الغربي.
التحرك الواسع في الجامعات الامريكية والغربية بات يعكس
صحوة الضمير الانساني تجاه المجزرة المفتوحة في فلسطين، وهذا التحرك يتدحرج اليوم بصورة غير مسبوقة منذ
الستينيات في الجامعات الغربية، رغم ما تتعرض له هذه الاحتجاجات من قمع وتضييق
ومحاولات اسكاته عن الجهر بالظلم التاريخي المتفاقم في فلسطين.
الاخطر والاوقح في التحرك الرسمي الامريكي والغربي ضد
توسع الاحتجاجات بالجامعات الغربية هو اتهام اصحابها بمعاداة السامية، وهي الحجة
وقميص عثمان الذي تبتز به الصهيونية واسرائيل العالم، لكن هذه التهمة المتهافتة
باتت تتساقط وتتهاوى امام هول واجرام ما يرتكب في غزة من جرائم حرب واستهداف شرس
للاطفال والنساء والاف العوائل الفلسطينية وفشل الانحياز الاعلامي الغربي في تغطية
بشاعة جرائم اسرائيل.
مرة اخرى تسقط دعاوى واكاذيب النظام الامريكي والغربي
بالحرية والديمقراطية وهي تمارس ابشع انواع القمع للاحتجاجات الطلابية من تنكيل
بالمشاركين بها واعتقالهم ومحاولات وأد هذه الحركة الطلابية الواسعة وشن
حملة سياسية واعلامية ظالمة عليها.
لكن
اللافت والمهم ان الحركة الطلابية الجامعية في امريكا والغرب في اتساع رغم كل
القمع والتشهير بها، وثمة اصرار على تعرية الجرائم الصهيونية وانحياز الغرب الاعمى
وغير الاخلاقي لحرب الابادة بحق الشعب الفلسطيني، وان تحرك الطلاب بات يبث الوعي
والتصدي لحملات التضليل والتزييف التي تمارسها الحكومات الغربية واللوبيات
الصهيونية بين هذه المجتمعات الغربية ذاتها ويضغط بقوة على حكوماتها لوقف العدوان
الاسرائيلي وعدم تمرير حرب الابادة في غزة.
هذه
الحراكات الطلابية في الجامعات الامريكية والغربي تذكر بمثيلاتها المؤثرة في
الستينيات في التصدي لحرب فيتنام ولغيرها من قضايا خارجية وداخلية، ولتي دفعت
بالنهاية للانسحاب الامريكي من فيتنام، وايضا في فرنسا مثلا تم اسقاط الجنرال
ديغول رغم انه يعد بطل فرنسا في الحرب العالمية الثانية.
الغريب
حقا والمستهجن ان عدوى هذه الاحتجاجات لم تصل بعد الى جامعاتنا العربية وتكاد تكون
غائبة عن اغلبها، رغم اننا نحن اصحاب القضية والاكثر تاثرا بها. اما ما هي الاسباب
لهذه الظاهرة بالجامعات العربية فيطول الحديث فيها وفي اسبابها، لكن يمكن التركيز
هنا على اسباب رئيسية توضح الصورة.
لقد
مرت الجامعات العربية، ومنها الاردنية بمرحلة تدجين امني وسياسي كبير في العهود
الفليلة الماضية.، وثمة ضغوط رسمية واعتقالات رموز وناشطين طلابيين للحد من تفاقم
الحراك. كذلك، تؤثر حالة الانقسام بين الكتل الانتخابية والقوي السياسية على توحيد
الجهود للرد على الحرب العدونية وقيادة الراي العام الاردني باتجاه اهدافها.
كلما تقدم
الوقت وكلما زاد الضغط الاسرائيلي على حماس وباقي الاطراف المعنية تزايدت
الاحتجاجات الطلابية في الغرب وازدادت عزلة اسرائيل دوليا.