لا عهد لهم.. نهجهم الاجرامي يمتد الى اوكرانيا..!
اشرف محمد حسن
عشية الاجتماع السنوي لحلف شمال الأطلسي (
الناتو ) شهدت العاصمة الأوكرانية كييف هجومًا صاروخيًّا روسيا عنيفا استهدف عدة
مناطق، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وكان الاستهداف الأشد والأكثر مأساوية لمستشفى
أخمديت للأطفال، المتخصص في علاج أمراض السرطان والدم والأمراض المزمنة وأظهرت
لقطات من موقع الحادث تناقلتها وسائل الاعلام فرق الإنقاذ وهي تكافح لانتشال
الأطفال المرضى والكوادر الطبية من تحت أنقاض المستشفى المدمر، فيما تعمل فرق
الإطفاء في الوقت نفسه بجهد لإخماد الحرائق المنتشرة في أرجاء المكان، في مشهد
يعكس حجم الدمار الذي خلفه القصف .
بالرغم من المجتمع الدولي شاهد وبشكل مباشر هجوم
اجيش الاحتلال الصهيوامريكي على مستشفيات قطاع غزة بفلسطين حيث دمروا كافة المشافي
والمرافق الصحية في القطاع واخرجوا القطاع الصحي عن العمل الا انهم لم
يطالبوا بمحاسبة الكيان الصهيوني على تلك الجرائم بل على العكس تماما فقد حاولوا
مناصرة الاحتلال الصهيوني وبعدة اشكال في حين انه وعلى الفور تداعت ادانات من عدة دول
للحادث فقد شدد مسؤولو الاتحاد الأوروبي، الاثنين، على وجوب (محاسبة المسؤولين عن
الهجمات الروسية) التي استهدفت مستشفى للأطفال في العاصمة الأوكرانية كييف وفي
منشور على منصة إكس، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل،
إن "أكبر مستشفى للأطفال في كييف دُمّر نتيجة الهجوم الروسي" وأضاف
قائلا: "تواصل روسيا استهداف المدنيين الأوكرانيين بوحشية" وشدد بوريل
على أن أوكرانيا تحتاج إلى دفاع جوي "على الفور"، مبيناً أنه "ستتم
محاسبة جميع المسؤولين عن جرائم الحرب الروسية" من جانبه قال يانيز
لينارسيتش، عضو مفوضية الاتحاد الأوروبي المسؤول عن المساعدات الإنسانية: (
"لقد انتهكت روسيا قوانين الحرب عدة مرات، لكن استهداف مستشفى للأطفال هو أمر
يتجاوز القسوة" وأردف: "يجب محاسبة روسيا على جرائمها ضد الشعب
الأوكراني") ووصفت وزيرة الخارجية الألمانية نانسي فيزر الهجوم على مستشفى
للأطفال في كييف بأنه "جريمة حرب" قالت فيزر: "الهجوم الصاروخي على
مستشفى للأطفال هو جريمة حرب فظيعة" وأضافت: "هذا يظهر مرة أخرى وحشية
الحرب التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا ومدى أهمية توفير
ألمانيا الحماية لـ 1.18 مليون شخص قادمين من أوكرانيا" وفي وقت سابق
الاثنين، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور على منصة
"إكس"، تضرر مستشفى للأطفال في هجوم صاروخي مكثف شنته القوات الروسية
على كييف" في حين قالت جويس مسويا، الأمينة العامة المساعدة للشؤون الإنسانية
ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة، خلال اجتماع طارئ لمجلس
الأمن، (أن تنفيذ هجمات بشكل متعمد على مستشفى محمي (بالقانون الدولي) هو جريمة
حرب ويجب محاسبة مرتكبيها) وهذه الحوادث هي جزء من نمط مقلق لهجمات منهجية تستهدف
مراكز الرعاية وغيرها من البنى التحتية المدنية في كل أنحاء أوكرانيا هذا
وقد أدان الرئيس الأمريكي جو بايدن موجة الضربات الصاروخية الروسية التي أسفرت عن
مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا على الأقل في أوكرانيا، ووصفها بأنها ("تذكير مروع
بوحشية روسيا")، وتعهد أيضا بتعزيز الدفاعات الجوية في وأضاف بايدن:
"سنعلن عن تدابير جديدة لتعزيز الدفاعات الجوية لأوكرانيا للمساعدة في حماية
مدنها ومدنييها من الضربات الروسية". "سألتقي بالرئيس زيلينسكي لتوضيح
أن دعمنا لأوكرانيا لا يتزعزع .
تأتي هذه التطورات في
الوقت الذي يحقق فيه الجيش الروسي مكاسب على خط المواجهة في الشرق منذ أشهر ويحاول
الاستفادة من الصعوبات التي يواجهها الجيش الأوكراني في تجديد صفوفه والحصول على
المزيد من الأسلحة والذخيرة من الغربيين .
ومن جانبها نفت روسيا
استهداف المستشفى، قائلة إنه أصيب بشظايا صاروخ دفاع جوي أوكراني. لكن أوكرانيا
تقول إنها عثرت على بقايا صاروخ كروز روسي وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان،
"إن الصور ومشاهد الفيديو المنشورة من كييف تؤكد بوضوح حقيقة أن الدمار
الحاصل كان جراء سقوط صاروخ أوكراني للدفاع الجوي أطلق من إحدى المنظومات
الصاروخية المضادة للطائرات المنصوبة في المدينة واعتبر البيان أن ما وصفها
"حالات هستيرية مشابهة" تصيب كييف في كل مرة عشية اجتماعات رعاتها في
الناتو .
وبحسب خبراء فأن الهجوم
على مبنى مستشفى "أوخماتديت" في العاصمة في كييف قد تم تنفيذه باستخدام
صاروخ مضاد للطائرات من طراز ( أي أي ام 120 ) من نظام الدفاع الجوي الأمريكي-النرويجي
( ناسنس ) وأوضح الخبراء أن الصاروخ الظاهر في الفيديو ليست له تلك الأجنحة
المميزة للصاروخ الروسي "خا-101" وقد تنت مشاهدة فيديو اخر من مكان
الحادث حيث امكن رؤية أحد الصواريخ وهو يسقط في مكان قرب منطقة سكنية، واظهرت
دراسة الفيديو بشكل لا لبس فيه أن هذه ليست صواريخ "خا-101" على
الإطلاق، وما يؤكد ذلك أن الأجنحة التي تميز هذا النوع من الصواريخ مفقودة، وللسبب
ذاته يمكن تأكيد أنها ليست صواريخ "كاليبر" أو "خا-"22"
وهذه الذخيرة تشبه إلى حد بعيد الصواريخ الغربية الموجهة المضادة للطائرات من
أنظمة الدفاع الجوي باتريوت و ( ناسنس ) وتشير الترجيحات إلى أن نظام الدفاع
الصاروخي فقد هدفه في أثناء الاعتراض وسقط على مستشفى الأطفال .
كما أكد المدون
الأمريكي الشهير جاكسون هينكل أن القصف الذي طال المستشفى في العاصمة الأوكرانية
تم بصاروخ أمريكي للدفاع الجوي، مشيرا إلى مقطع فيديو قام بتصويره سكان محليون في
كييف حيث كتب هينكل في حسابه على منصة "إكس": "هل قصفت روسيا للتو
مستشفى للأطفال في أوكرانيا؟ كلا، يبدو كما لو أن أوكرانيا قصفت مدنييها.. مرة
أخرى"
.
المراقب للاحداث يجد ان
الصهيونية العالمية وعقب تكشف حقيقتها وبدء فقدان نفوذها عالمياً وكشف الصورة
الحقيقية لكيانها الصهيوني المقام على ارض فلسطين خاصة بعد معركة طوفان الأقصى
والتي انطلقت يوم 7/أكتوبر الماضي بحيث استطاع العالم رؤية افعاله الاجرامية وظهور
مقدار قبحه بالرغم من محاولاته المستميتة لتجميل صورته والتي عاش طويلا في تصديرها
لابتزاز العالم لدعم بقائه خاصة بعد التغيرات الجوهرية التي احدثتها معركة طوفان
الأقصى حتى في الدول الداعمة للكيان الصهيوني وما افرزته مؤخراً نتائج الانتخابات
في بريطانيا وفرنسا كنتيجة لدعم حكومات تلك الدول واشتراكها بشكل مباشر مع الكيان
الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني كان لابد من محاولة
تشويه صورة الاخرين فعمدت الى احداث هذا الهجوم على مشفى الأطفال بكييف بهدف إعادة
ابتزاز المجتمع الدولي باتجاه دعم حليفها الاوكراني وعادة ابتزاز المجتمع الدولي
لدعم الكيان الصهيوني وتشويه صورة الجيش الروسي بحيث ان لا يكون جيش الاحتلال
الصهيوني وحيداً المتهم بتدمير واستهداف المستشفيات والذي تم تصنيفه دوليا ضمن
قائمة العار التي تصدرها الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث أنّ الأمم المتّحدة
أبلغتها بأنّها ستُدرج جيشها على "قائمة العار" المتعلّقة بعدم احترام
حقوق الأطفال في النزاعات وأود هنا ان اذكر بحادثة تفجير فندق الملك داوود في
مدينة القدس ففي 22 يوليو 1946 قام عدد من يهود منظمة ارغون التي تحولت إلى نواة
للجيش الإسرائيلي فيما بعد، بالتنكر بهيئة عمال عرب في "الفندق" والذي
كان المقر الرسمي للانتداب البريطاني وقواته المسلحة بفلسطين وشرق الأردن، وفجّروه
حيث نقل المتنكرون 350 كيلوغراما من متفجرات منزلية الصنع، دسّوها في علب حليب
مفرغة، إلى مستودع للبضائع أسفل الفندق الذي أسسه اليهودي المصري عزرا موصيري في
1932 وفي وبثوان معدودات تحول معظم قسمه الجنوبي إلى أنقاض وركام، تم انتشال 6
أشخاص فقط على قيد الحياة منها، والباقي قضوا قتلى من جنسيات مختلفة واعتبروا
البريطانيين هذا التفجير الذي حدث ظهرا وبث الرعب في القدس وسكانها، وكان الأكثر
دموية ضدهم في فلسطين ذلك الوقت، الا أن ضحاياه منهم كانوا 28 فقط، مقابل 41 عربيا
و17 يهوديا، و5 من نزلاء الفندق، هم إثنان من الأميركيين، إضافة إلى روسي ويوناني
ومصري. كما نالت الإصابات والتشوهات من 49 آخرين، فيما أتى التفجير على معظم
الفندق الامر الذي وجدت فيه بريطانيا آنذاك الحجة المثلى لمغادرة ارض فلسطين قبل
موعدها بعد ان مكنت العصابات الصهيونية ومدتها بالسلاح والمعدات .
كنت قد كتبت مقالاً قبل
ثمانية اشهر بعنوان حرب المستشفيات ذكرت فيه الجزئية التالية : حرب المستشفيات
والمدارس قد يكون مصطلح جديد في المعارك الحربية مستقبلا اذا لم تتخذ
قرارات دولية صارمة بحق الكيان الصهيوني لإنقاذ ما تبقى من صورة وهيبة هيئة الأمم
المتحدة ومنظماتها ، فقد اعتاد المجتمع الدولي على سماع ذلك منذ اكثر من خمسة
وأربعون يوما ، فالعالم يستمع ويشاهد عمليات استهداف وقصف لمستشفيات ومدارس قطاع
غزة وحتى التابعة منها للمنظمات الدولية بمبررات سخيفة وكاذبة او حتى دون مبررات الامر
الذي يجعل مستقبل الصراعات مفتوحا وبلا ضوابط خاصة بعد فشل المجتمع الدولي في
حماية صورته بوقف الهجمات الصهيونية وانتهاكه لكافة القوانين والأعراف الدولية
والانسانية بمختلف هيئاته حيث باتت صورتها كفزاعة لا اكثر.. فهي لم تسمن ولم تغني
من جوع طوال فترة الحرب ، فقد استهدف العدوان الصهيوامريكي عدة مساجد وكنائس
ومستشفيات ومدارس .
ببساطة هذا تاريخهم
ونهجهم الاجرامي.. فهم من لا امان.. ولا عهد لهم..!
