كتب: اشرف محمد حسن 

      عقب اغتيال رئيس حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) إسماعيل هنيه في طهران سادت حالة من القلق والترقب في كافة الأوساط ليست الفلسطينية فقط وانما المنطقة باسرها فبالرغم من الحزن الشديد الذي ساد الأوساط الفلسطينية والعربية باغتيال الشهيد هنيه وكافة الأوساط المؤيدة للحق الفلسطيني وقضاياه العادلة والرافضة لحرب الإبادة التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني اختارت حركة حماس لقيادتها يحيى السنوار ذلك القرار ادخل الارتياح الى قلوب تلك الأوساط وبعث الطمأنينة فيها ذلك الرجل الذي يوصف بانه رجل الانفاق  ويعيش بداخلها والذي كما بات على رأس الأهداف التي تسعى إسرائيل للوصول إليها منذ هجوم السابع من أكتوبر الماضي وقد شكل هذا الاختيار صفعة شديدة مدوية لكافة الأوساط الصهيونية والمؤيدة لها فقد فاجأت الحركة العالم ككل باختيار يحيى السنوار خلفا للشهيد هنية فقد اعتبرت هيئة البث في الكيان الصهيونية اختيار السنوار "رسالة للكيان بأنه حي وأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى" ويعرف الكيان الصهيوني أن السنوار يعرفه أكثر مما يعرف نفسه، وهذا الشخص يحمل رمزية كبيرة في الوعي الصهيوني صنعه وهو بذاته، فمنذ طوفان الأقصى خرج الكثيرون من رجال الأمن في الكيان للحديث عن السنوار وذكرياتهم معه. 

وقد علق وزير الخارجية في الكيان الصهيوني يسرائيل كاتس عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "تعيين الإرهابي  يحيى السنوار كزعيم جديد لحماس، ليحل محل إسماعيل هنية، هو سبب مقنع آخر للقضاء عليه بسرعة ومحو هذه "المنظمة الشريرة" حسب وقوله عن وجه الأرض علما بان الكيان الصهيوني ومنذ بداية معركة طوفان الأقصى جعل السنوار هدفاً لعملياته العسكرية منذ ما يزيد عن عشرة اشهر وقد قاموا باستهداف ومداهمة منزله حيث تمكنوا من اسر حذاءه آنذاك وقد كتبت مقالاً نشرته بتاريخ 29/12/2024م تحت عنوان (عادوا بحذاء السنوار) وقال جيش الاحتلال الصهيوني في ذلك الوقت في اطار استعراض بطولاته للداخل الصهيوني ولحلفائه إن قواته وصلت إلى منزل السنوار أخيرا..!، لكنهم لم يجدوا بداخله سوى دمية  و ( حذاء ) ، كما نقلت ايضاً هيئةُ البث الصهيونية عن مصدر أمني آنذاك قوله إن "الجيش االصهيوني لديه بالفعل تقديرات بشأن مكان وجود السنوار"..! وكان قبل ذلك ب 3 أسابيع قد أكد رئيس وزراء الكيان الصهيوني النتن ياهو أن جيشه يحاصر مكان السنوار..! في حين صرح وزير الدفاع ( يوآف غالانت ) قائلا "السنوار يسمع الآن أصوات آليات وجرافات الجيش الصهيوامريكي من فوقه، وقنابل سلاح الجو، وسوف يلتقي فوهات بنادقنا قريبا" حسب قوله ..! .  

وقد وصف محللون سياسيون الاختيار بأنه "ضربة موجعة، للكيان الصهيوني لأنه رجل يفهم العقلية الصهيونية جيدا، وهي رسالة تقول للنتن ياهو إنه سيكون واهما إن ظن أن حماس ستقدم له تنازلات بقتل قادتها"، كما ان اختيار السنوار يعني أن الحركة لن تتنازل في المفاوضات إن كانت هناك مفاوضات إذ ان الأسابيع الأخيرة أكدت أن الكيان الصهيوني حكومة ومعارضة وحتى المواطنين ( المحتلين ) لا يملكون أي رغبة جدية في وقف الحرب ولا الاعتداءات في الضفة وكل ما يهتمون به هم فقط اسراهم وان لم يكونوا ذو أهمية على اجندة النتن ياهو، بالاضافة إلى أن حركة حماس "أثبتت أنها واعية لإستراتيجية النتن ياهو القائمة على تدمير غزة أو إخضاعها لسلطة عميلة له مع ضم الضفة كلها، واختيار السنوار يعني أنها تتعامل مع هذا الهدف ورأت الكثير من دوائر صنع القرار في العالم الغربي لأنه إن أرادوا أن يتفاوض بعد ذلك فعليه أن يتفاوض مع رجل يقيم تحت الأرض ومن ارض المعركة أي ان كافة قرارات الحرب والسلم أصبحت بيد غزة حيث أشار مدير مركز التحليل العسكري والسياسي في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، الذي قال في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "هذا ليس جيدا لمساعي "وقف اطلاق النار" حسب زعمه .

كما ان النتن ياهو لديه ثأر شخصي مع السنوار، لأنه هو من أطلق سراحه في صفقة جلعاد شاليط عام 2011، ثم جاء الرجل ليقود طوفان الأقصى منذ 7/أكتوبر من عام 2023م فهناك صراع عقول وإرادات بين النتن ياهو والسنوار فيما يتعلق بنتائج الحرب، واختيار السنوار يمثل تحديا للكيان الصهيوني ككل والقوى التي تسانده عموما وللنتن ياهو تحديدا، لأنه لن يتمكن من سداد دينه للصهاينة ما لم يقتله" وان أن حركة حماس "اختارت المواجهة واختيار السنوار سيثير واسعاً داخل الكيان الصهيوني، لأنها ستدفع ثمنا أكثر فداحة لأسراها" وبوصول السنوار إلى رئاسة المكتب السياسي للحركة، بعد أن كان رئيس أقوى قطاعاتها وأهمها، وهو قطاع غزة، والمخطط الأساسي لطوفان الأقصى، فإن آمال إسرائيل في هزيمة سريعة للقطاع باتت أبعد مما كانت عليه بكثير .