شريط الأخبار
السنوار: المقاومة بخير ونحضر لمعركة استنزاف لكسر ارادة العدو السياسية بعد العسكرية "الاخوان": لسنا متحمسين لننضم للحكومة ونفضل الاكتفاء بدور المعارضة الراشدة الرئيس المكلف حسان يلتقي الميثاق.. والمومني: الاجتماع لم يكن مشاورات تشكيل اعلام عبري: الاحتلال يشرع بحفر خندق على الحدود الفلسطينية مع الاردن "الميداني الاردني" يوزع مساعدات غذائية شمال غزة تجار السيارات يطالبون بإعادة النظر بقرار رفع الضريبة على سيارات الكهرباء قتل اباه طعنا ودفن جثته لاخفاء الجريمة.. والقبض عليه سريعا 4 وفيات واصابة 2 بجروح بحادث اصطدام بالازرق عيادات أردنية متنقلة لدعم مبتوري الأطراف تنطلق إلى غزة الإندبندنت: هل يمكن أن تخوض بريطانيا حربا مع روسيا؟ محاولة ثانية لاغتيال ترامب.. الاشتباه براين روث ضريبة المبيعات: رفع الدخان 10 قروش فقط للعلبة "الديمقراطي الاجتماعي" يدعو لإلغاء رفع الجمارك على السيارات الكهربائية صاروخ الحوثيين البالستي يهز ثقة الاسرائيليين بانظمة الدفاع الجوي مهاجمة الكلاب الضالة للمواطنين تتفاقم.. وعقر ستة اشخاص بعين الباشا بيوم " العمل الإسلامي": رفع الضريبة على السيارات الكهربائية استمرار لنهج الجباية الجغبير يؤكد أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية مع السعودية الملك يهنيء بذكرى المولد النبوي الشريف علاء البطاينة مديرا لمكتب الملك بورصة الوزراء المرتقبين لحكومة جعفر حسان تتسع بانتظار "الدخان الابيض"

لا عهد لهم.. العدو الوهمي..!

لا عهد لهم.. العدو الوهمي..!




اشرف محمد حسن 

   من روائع مسرح الرحابنة مسرحية "بياع الخواتم" التي عُرضَت في بيروت ودمشق عام 1964 يخترع المختار الذي يؤدي دوره الفنان اللبناني الراحل نصري شمس الدين شخصية وهمية اسمها "راجح"، مؤلِّفاً حولها مجموعة من الحكايات يسردها كل مساء على أهل (ضيعته) قريته، وتعزّز شيطنة "راجح" الشرير والقاتل والسارق الذي يعادي القرية ويخطط لمهاجمتها باستمرار، لولا تصدي المختار له منفرداً في الجبال وانتصاره الدائم وحماية أبناء القرية وعائلاتها من الأذى الحتمي، الذي سيلحق بهم إذا تخلى المختار عن واجبه الوطني والأخلاقي ، يضطر المختار لان يعترف لابنة أخته ريما (فيروز) أنه اخترع هذه القصة لكي يسلّي أهل القرية (الضيعة) وكانوا يمضون المساءات يستمعون لحكايات المختار البطولية ضد راجح، فالمختار رمز البطولة والفروسية لديهم والقصص التي يحكيها تعطيهم إحساس الأمان بهدف التأثير في الاهالي ومن ثم يستطيع قيادتهم ، ويكتشف بعض أهالي الضيعة الخدعة فيقررون تنفيذ عمليات سرقة ونهب ويتهمون بها (راجح) ليتورط المختار في الأمر وفي عام 1965 م تم تصوير فيلم "بياع الخواتم" وقد شكل أول محطة سينمائية في مسيرة الأخوين رحباني والسيدة فيروز، نُقل إبهار المسرحية إلى الشاشة مع المخرج العالمي يوسف شاهين .

 المختار في رمزية البطل الذي يبحث عن قصة يثبت بها فروسيته وإن لم يجدها فلن يقاتل طواحين الهواء مثل كيشوت دون لا مانشا الأسبانية بل يخترع العدو في إشارة لاستغلال الأعداء الوهميين من أجل السيطرة وراجح العدو المفترض الوهمي والمخترع اصلاً ظهر فجأة والذي جاء محملًا بالهدايا وهنا إشارة لأننا قد نسيء الظن في الآخرين قبل أن نعرفهم .

وهذا تماماً ما ينطبق على قصة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومن قبله قصة تنظيم القاعدة الذي استطاعت الولايات المتحدة الامريكية قيادة العالم عنوة ووضع قواعد عسكرية لها في شتى بقاع الأرض حتى في مناطق نفوذ القوى العظمى الأخرى كروسيا والصين وغيرها خاصة بعد خطاب جورج بوش الابن بالكونغرس الامريكي في سبتمبر عام 2001 عندما وجه رسالته للعالم اجمع قائلا'من ليس مع امريكا بحربها فهو ضدنا' وكان ذلك عقب مسرحية استهداف برجي التجارة العالمي في واشنطن اذ قال "من ليس معي فهو ضدي", وخبراء السياسة والاتجاهات الفكرية المختلفة في ذلك الوقت اجمعوا على ان هذا النوع من الخطابات يجسد حالة مزمنة من الدكتاتورية الفكرية التي تنعكس اثارها على المجتمعات بشكل عام , فهذه الخطابات اما انها تغير اسلوب الدول للتعامل مع القضايا الراهنة واما انها ستجسد حالة من التبعية لانظمة  لاتؤمن الا بالسيطرة والتملك , وفي كلتا الحالتين يقع الطلم الاكبر على عاتق الشعوب فامريكا التي دوما ما تتحدث عن الديمقراطية كاسلوب حياة وتفاعل اجتماعي لوحظ خلال السنوات العشرين الاخيرة انها تتفاعل مع القضايا بمنطقة الشرق الاوسط بطريقة عسكرية بحتة اكثر منها عقلانية تتفاعل مع الافكار , مما ادى لان تحذو دول المنطقة حذوها كي تأمن شرها فقامت أمريكا باختراع ما اسمته ب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) استطاعت من خلال هذا الاختراع تماماً كمسرحية وفلم (بياع الخواتم) استطاعت من خلاله احتلال منطقة الشرق الأوسط وإيجاد قواعد متقدمة لها للحد من نمو الوة المتنامية والمتصاعدة (الصين) وتقليص النفوذ الروسي في المنطقة والتي كانت تعاني من عدة إشكاليات داخلية .

وهذا تماماً ما ينطبق على الرواية الرسمية الألمانية وتحاول تسويقه حيث اعتقلت الشرطة الألمانية، أمس السبت، المشتبه في أنه وراء الهجوم بالسكاكين الذي أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 4 آخرين بجروح خطيرة في مهرجان محلي بمدينة زولينغن، ووقع الهجوم مساء الجمعة، وقد فر الجاني بعد الهجوم، ما أدى إلى حملة مطاردة استمرت يوما كاملا وأكد وزير داخلية ولاية شمال الراين-وستفاليا هربرت رول أن الشرطة ألقت القبض على المشتبه به الحقيقي، مشيرا إلى أن الشرطة تمتلك أدلة كافية لإدانته وفي بيان على تطبيق تلغرام، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية أن منفذ الهجوم "جندي من جنود الدولة الإسلامية"، وأن الهجوم جاء "انتقاما للمسلمين بفلسطين وفي كل مكان"، في إشارة واضحة إلى الحرب الصهيونية المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ولكن لم يتم التحقق من هذا الادعاء بعد، وقال المسؤولون الألمان إن "الدافع الإرهابي لا يمكن استبعاده .

وكانت الحكومة الألمانية قد أعلنت موقفها الداعم للكيان الصهيوني وبشكل مطلق رغم حراكات الاحتجاج لديها المناهضة لحرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني بل تحاول منع تلك الاحتجاجات حتى وصل الامر لاصدار قانون يحظر استخدام رمز "المثلث الأحمر" الموجه للأسفل في الأماكن العامة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ، باعتباره شعارًا لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ،مع فرض عقوبات على المخالفين ووفقًا لوسائل إعلام ألمانية، تم تمرير القانون بأغلبية الأصوات وحث مجلس الشيوخ على تنفيذ هذا الحظر في جميع أنحاء البلاد لضمان عدم استخدام هذا الرمز الذي تستخدمه المقاومة الفلسطينية في الفيديوهات التي توثق عملياتها العسكرية في غزة فمستوى الانصياع والطواعية المطلقة للصهيونية العالمية لدى الطبقة الحاكمة في المانيا مطلق حتى بعد كشف حقيقة اجرام الكيان الصهيوني امام المواطن الألماني الامر الذي دفع بالإدارة الألمانية لمحاولة تسويق مسرحية (داعش) لمحاولة لقمع واقناع المواطن الألماني انه في خطر وان إلقيادة الألمانية تحاول حمايته .. فلو كان هذا الهجوم صحيحاً فكان من الأولى توجيهه الى المصالح الامريكية في الشرق الأوسط او للكيان الصهيوني مباشرة فهم.. من لا امان.. ولا عهد لهم..!