الهجوم على حلب.. كيف ولماذا؟
رشيد شاهين
فجأة وبدون سابق انذار وبشكل باغت
الجميع، شنت مجاميع ارهابية من قوى وفصائل وعصابات وجماعات متشددة، تتلطى بالمجمل
خلف شعارات اسلامية، شنت هجوما "كاسحا” على مدينة حلب وسيطرت عليها بشكل كامل.
حلب، سقطت بدون اي نوع من انواع
المقاومة، وبدت ” الساحة” خالية تماما، وهذا ما جعل البعض يعتقد انه تم "تسليم
المدينة تسليم مفتاح” من خلال بعض المسؤولين والقادة والضباط المرتشين والفاسدين.
على اية حال، حالة "الانهيا” المفاجيء
وغير المتوقعة للقوات التي كانت موجودة سواء داخل المدينة او في محيطها اثارت
علامات استفهام واسئلة كبيرة لها اول وليس لها آخر.
ردة فعل الجيش العربي السوري
"والاستفاقة” من حالة الصدمة جاءت بعد وقت يعتبر طويل نسبيا برأي الخبراء وهذا ما
مكن المجاميع الارهابية من احكام السيطرة على المدينة واحتلال العديد من القرى
التابعة للمدينة.
الهجوم الذي جاء بعد ايام معدودات من
اتفاق وقف النار بين حزب الله والكيان، اثار ايضا الكثير من الاسئلة والشبهات.
ومن بين اهم تلك الاسىئلة ، اذا كان لدى
هذه الجماعات كل هذه ” الهمة” والقدرة والقوة والاستعداد للموت والتضحية، فأين
كانت مما يجري منذ ما يزيد على السنة في غزة.
اين هي من كل هذا القتل والتدمير و
الخراب والابادة المستمرة في غزة.
لا نعتقد ان شن الهجوم جاء بسبب وقف
اطلاق النار بين حزب الله و الكيان اللقيط ، حيث كان من الافضل لهذه الجماعات ان
تقوم به بينما الحزب مشغول في التصدي للكيان وخاصة في الشهرين الاخيرين او منذ ”
غزوة” البيجرات واجهزة اللاسلكي واغتيال القيادات الوازنة في حزب الله.
هذه المجموعات التي ” هلل” لها وكبر
كثير من جماعات الاسلام السياسي بعد دخول حلب، ثبت بالملموس انها لم تكن سوى ادوات
في ايدي اعداء الامة ابتداء من اميركا والغرب عامة وانتهاء بالكيان اللقيط ، ولم
تعد العلاقة بين هذه الجماعات والكيان سرا فالجميع شاهد جرحاهم في مشافي العدو،
وافتخار الكثير من قادتهم بالعلاقة مع الصهاينة .
يمكن فهم حالة العداء المستحكمة بين
هؤلاء ومن هلل لهم من جماعات الاسلام السياسي وبين النظام القائم في سوريا الذي
ارتكب بدون شك الكثير من ” الموبقات و الخطايا” ضد ابناء الشعب السوري، هذا النظام
الذي لا نعتقد بانه حاول الاستفادة من التجربة ” الدموية” التي عاشتها سوريا خلال
” عشرية الدم”، لكن هذا التهليل ليس له اي مبرر خاصة ونحن نعلم ان هذه الجماعات
تُكَفر الكل وان ” الدور” سيأتي على الكل.
من المعتقد وربما المؤكد ان هذه
الجماعات تحركت ” بايعاز” واوامر من مشغليها ومموليها في الكيان او تركيا او
سواهما من اجل مزيد من الارباك ومزيد من اضعاف سوريا ومزيد من الضغط على النظام من
اجل فض علاقته بكل ما له علاقة بمحور المقاومة.
الكيان اللقيط يعتقد ان هذه هي الفرصة
الاكثر مناسبة من اجل ” تجفيف” مصادر السلاح والتسليح عن حزب الله، ومن اجل هذا
فقد قام بضرب جميع المعابر بين سوريا ولبنان، والكيان سيحاول بكل الطرق عدم اعادة
التجربة التي سادت بعد عام 2000 و 2006 وهي ان يعود حزب الله لاستقبال اسلحة ”
متطورة” ويستعيد قوته التي تضررت بشكل كبير خلال الحرب "الحالية”.
هذه الجماعات التي برز دورها بشكل ”
فاعل” في دول العربان منذ سقوط بغداد عام 2003، لم تجلب سوى الدمار والقتل و
الدماء و الخراب اينما حلت او ارتحلت، وهي وكما اثبتت التجربة ليست سوى بيادق
تحركها ايدي شيطانية من اجل الاضرار بالامة وليس من اجل اشاعة العدالة والحرية و
الديمقراطية.
لقد اثبتت من خلال افعالها انها اسوأ من
جميع الديكتاتوريات العربية، ولذلك فان التصدي لهذه الجماعات الارهابية هو واجب كل
عاقل و راشد في هذه الأمة.
كاتب فلسطيني
راي اليوم