الحساسية المفرطة للثناء والإشادة وآثارها على العلاقات الإنسانية والسياسية
.
د. طارق سامي خوري
"االوطن يكبر بالمحبة ويفنى بالبغضاء”
الحساسية المفرطة
للثناء والإشادة هي إحدى المشكلات التي تصيب الأفراد، وأحيانًا حتى الدول. تجعل
صاحبها في حالة تأهب دائم، يفسر كل شكر لشخص أو دولة أخرى على أنه انتقاد لقيمته
أو تقليل من دوره. يرى أن أي إشادة بإنجازات الآخرين هي انتقاص أو إهانة له.
عندما يقوم شخص أو دولة
بواجبها الديني أو الأخلاقي أو الإنساني تجاه الآخرين أو الدول الشقيقة، فهذا واجب
وليس منّة. الأصل ألا يكون الهدف من العمل انتظار الشكر أو الثناء، بل أن يكون
دافعًا نابعًا من القيم والمبادئ.
للأسف، نجد أحيانًا أن
بعض الأشخاص يعانون من هذه الحساسية لدرجة تجعلهم لا يحتملون رؤية فرح أو انتصار
يُنسب لغيرهم. هذه الحالة تعكس ضيق الأفق وغياب الثقة بالنفس. النصر الحقيقي ليس
في الحصول على الإشادة، بل في أن يكون عملك نابعًا من نبل الأخلاق ووضوح الهدف.
إن النقد الموجه بسبب
عدم ذكر شكر علني لدور ما لا يُقلل من أهمية العمل الذي تم تقديمه، بل يُظهر وجود
هذه الحساسية المفرطة لدى المنتقدين. العمل الشريف لا ينتظر مقابلًا، ولا يحتاج
إلى إثبات قيمته من خلال كلمات. فلنرتقِ بتفكيرنا ونضع الهدف الجماعي فوق
الاعتبارات الشخصية.
*قال تعالى:*
"إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ
وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ
عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ” (البقرة: 271)
"إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا
نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا” (الإنسان: 9)
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا
صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ” (البقرة: 264)
*#الأردن_قوي_متحد*