شخصية لــ عام ٢٠٢١
المحامي الاستاذ محمد منور السعايدة العبادي


تلك هي قبيلة عبّاد في كل عام تُظهر لنا من رجالتها رجلً بألف رجل تكتمل فيه كل الصفات سيرة رجلٌ في أمه وأمةً في رجل يرينا كيف يكون البذل والجهد وكيف تُصنع البطولات وتُقام المفاخر،شجاعاً مهيباً كامل العقل ومن رجالات الدهر حزماً ودهاءاً وجبروتاً وله حظ عظيم كلها تتجسد في شخصية ذلك الفارس العظيم لما أشتملت عليه من أعمال وجهود جبارة يعجزعنها الكثيرين ولما أنطوت عليه شخصيته من صفات عظيمة فتتحدث عنه مجالس عباد رجلٌ سيعتبره التاريخ فذاً من رجالاته نراه في كل موقف يبرهن عن ذاته ويكسر الحدود والسدود ليقدم ما يملك لكل من هم حوله هو قصة حيه من أقاصيص البدو بما واكبها من روائع ومآس ومسرات وأحزان ودموع ولذة وشقاء وخير وشر فيها الحقيقة للمثابرين والعبره للاخرين والقدوة للناشئين الذي نحن أشد ما نكون بحاجة الى رجالات ذو بأس شديد فكانت ترتبيته صارمه من أبيه الشيخ المرحوم منور السعايدة(رحمه الله) فأحتضنه وعُني بتوجيهه وتثقيفه مصطحباً معه مرارا في كامل أعماله ولا ننسى هنا ما للبيئة والظروف المحيطة بالناشئ من أثر في تكوين أخلاقه وتوجيه تصرفاته في مستقبله فقد ورث مزيجاً من أخلاق أبيه وأمه مما بعث في نفسه الأمل والنشوة والإعتداد بالنفس وكأن أباه يعده لأمر خطير ممارساً رياضة صيد الوحوش متحدياً الأقدار بماضي عزيمته مواجهاً المشاكل بكامل رجولته فبرز في الميادين بفضل ما أوتي من قوة بدنية وبسطة في الجسم وجرأة نادرة مندفعاً نحو المغامرات الجريئة فتراه قاسياً في ناحية رحوماً في الأخرى سريع الغضب شديد البطش إذا أُستشير أو غمزت قناته ،بخيلاً الى حد الدانق في بعض الأمور ،كريماً جواداً في بعضها الأخر هذا كله مع عقل ثابت ودهاءً فطري وخبرة غزيرة وحزم بالغٌ مداه.
شأنه أبناء الأسر المرموقة في المجتمع الأردني فكان ذلك الشهم الشجاع يواصل العمل ليلاً نهاراً لكي يرى أخاه نائباً في مجلس النواب الأردني التاسع عشر، ونراه كذلك طفلا صغيراً يركع أمام أمه يُقَبَل قدميها وفي المواقف نراه شجاعاً مُهيباً بمجالس الرجال والكل يُجمع إن حشو ثياب هذا الرجل لشجاعة ومكر ودهاء والكل يواقفني الرأي بأننا ما نراه فيه لا نراه في رجل قط ، فله من الحزم و صواب الرأي وحسن السياسة على ماتجاوز كل وصف ، متحدثاً بارعاً ،حاد الذكاء، سريع الفهم، ذلق اللسان وقوي الحافظة، مرهف الحس فيه أناةٌ وصبر مع دعابة خفيفة ، فقد ملأت أخباره كل مكان فاختلفت عليه الآراء وأصطرعت الأهواء وأصيبت الحقيقة من جوانبها بأسهم لم يَخلُ بعضها من حقد متعصب أو دس مغرض فُزّيد في مثالبه وأخطائه وأستُخف ببعض عظائمه ومكارمه كان عظيما في أعماله جريئاً مقدما في تصرفاته واسعاً في مدراكه عميقاً في ثقافته داهياً في سياسته أ.محمد السعايدة ما رأيت رجلاً قط أمكر ولا أبرع منه.
فله حمىً من العقل لا يطّير به الجهل ، يرى باطن الامور براءة من الرأي كما يرى ظاهره سيرة تعطينا قيمة الفرد في مجتمعه إذا عظمت فيه الهمه وصفا الإدراك ونضجت فيه الخبره وكبرت النفس وبُعد مرمى الطماح ، حتى بلغ شأواً بعيداً في رجولته النادرة.