وقف النار مع الحوثيين يشمل امريكا دون اسرائيل.. والاخيرة تفاجأ باعلان ترامب


أعلنت سلطنة عمان وساطتها بين واشنطن والحوثيين
والتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين بما في ذلك السفن الأميركية
في البحر الأحمر وباب المندب، وذلك بعد وقت وجيز من تصريح لترامب قال فيه إن بلاده
ستوقف فورا الهجمات التي تشنها على اليمن. معتبرا أنه تلقى التزاما من الحوثيين بعدم
مهاجمة السفن مجددا، وأشار إلى إعلان مهم جدا سيصدر عنه قبل زيارته المرتقبة
لمنطقة الشرق الأوسط.
وذكر الناطق باسم وزارة الخارجية العُمانية، أنه
"بعد المناقشات والاتصالات التي أجرتها سلطنة عمان مؤخرا مع الولايات المتحدة
الأميركية والسلطات المعنية في صنعاء بالجمهورية اليمنية بهدف تحقيق خفض التصعيد،
فقد أسفرت الجهود عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين".
وأضاف "وفي المستقبل، لن يستهدف أي منهما
الآخر، بما في ذلك السفن الأميركية في البحر الأحمر وباب المندب، وبما يؤدي لضمان
حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي"، مشيرا إلى أن بلاده تأمل
أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التقدم على العديد من المسائل الإقليمية في سبيل تحقيق
العدالة والسلام والازدهار للجميع.
ومن جانبه، ذكر ترامب أن "الحوثيين أبلغونا
أنهم لم يعودوا يريدون القتال. ببساطة لا يريدون القتال بعد الآن، وسنحترم ذلك.
سنوقف القصف، وقد استسلموا".
وأفادت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان
11")، مساء الثلاثاء، بأن إعلان الرئيس الأميركي بشأن وقف الهجمات على
الحوثيين، فاجأ المسؤولين الإسرائيليين، وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن
المستوى السياسي في إسرائيل لم يُبلغ مسبقًا بهذا الشأن قبل تصريحات ترامب.
وأشار ترامب إلى أنه سيصدر "إعلانا مهما
جدا" قبل زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط هذا الشهر، قائلا "سيكون أحد
أهم القرارات في السنوات الأخيرة بشأن قضية معينة".
وقال ترامب "أعتقد أنه قبل ذلك (الجولة)،
سيكون لدينا إعلان مهم جدا جدا نصدره. لن أكشف ماهيته وهو إيجابي للغاية".
ومن المزمع أن يقوم بترامب بزيارة إلى الشرق
الأوسط تشمل السعودية وقطر والإمارات بين 13 و16 أيار/ مايو الجاري.
وكان المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف
ويتكوف، قد صرح الإثنين بأنه يأمل بأن تصدر قريبا "إعلانات مهمة تتعلق بتوسيع
اتفاقيات أبراهام".
وبحسب ما أعلن الحوثيين، فقد نفذت الولايات
المتحدة منذ منتصف آذار/مارس الماضي، أكثر من 1300 غارة وضربة بحرية على اليمن،
أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين.
وقد بدأت هذه الحملة الجوية بعد أوامر أصدرها
ترامب في 15 آذار/ مارس بشن "هجوم كبير" ضد الحوثيين، مهددا
بـ"القضاء عليهم تماما".
ورغم هذه التهديدات، واصل الحوثيون هجماتهم على
أهداف إسرائيلية وسفن مرتبطة بها في البحر الأحمر، في إطار ردهم على الحرب
الإسرائيلية على غزة والمتواصلة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023
الى ذلك، تترقب تل أبيب توضيحًا أمريكيًا بعد
إعلان ترامب وقف القصف في اليمن وسط غموض بشأن التنسيق العسكر
كشفت
صحيفة "إسرائيل اليوم” العبرية، أن القيادة السياسية في تل أبيب تترقب بيانًا
توضيحيًا من البيت الأبيض خلال الساعات المقبلة، لتحديد الموقف الأمريكي من
العمليات العسكرية في اليمن، وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف
القصف ضد ميليشيا الحوثي.
ويأتي
هذا الترقب الإسرائيلي في أعقاب اتصالات مكثفة جرت بين الجانبين الأمريكي
والإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة، وسط تساؤلات حادة في إسرائيل عما إذا كان قرار
وقف إطلاق النار الأمريكي يشمل أيضاً العمليات العسكرية التي تنفذها تل أبيب ضد
الحوثيين، أم يقتصر فقط على القوات الأمريكية.
وأثار
إعلان ترامب، الذي صدر مساء الثلاثاء، مفاجأة واسعة في الأوساط السياسية والأمنية
الإسرائيلية، خصوصاً أنه تزامن مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربة ثانية استهدفت
مواقع للحوثيين في اليمن.
وما
زاد من حالة الغموض، أن ترامب لم يأتِ على ذكر إسرائيل في تصريحاته، وهو ما أكدته
صحيفة يديعوت أحرونوت التي أشارت إلى أن تل أبيب لم تتلقَّ أي إخطار مسبق بالقرار
الأمريكي، ولا تعلم حتى الآن إن كان يشمل التنسيق المشترك أو يُبقي لإسرائيل حرية
التحرك العسكري في اليمن.
ووفق
مصادر سياسية إسرائيلية مطلعة تحدثت للصحيفة، فإن الموقف الإسرائيلي الحالي يقوم
على سياسة "الترقب الحذر”، بمعنى أنه إذا توقف الحوثيون عن إطلاق النار، فإن
إسرائيل لن ترد، رغم تقديرات المؤسسة الأمنية بأن الحوثيين لا يزالون قادرين على
شن هجمات صاروخية في أي لحظة.