مؤشرات جدية لقبول اسرائيل وحماس لصفقة ويتكوف لوقف اطلاق النار


يبدو ان الصيغة الامريكية الجديدة لاتفاق لوقف اطلاق النار في غزة التي سلمها للطرفين المبعوث الامريكي ستيف ويتكوف قد باتت مقبولة من الطرفين، وان الاعلان عن الوصول الى اتفاق رسميا بات شبه محسوم خلال ايام قليلة.
فقد قال رئيس حكومة
الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، لعائلات الرهائن إنّه يقبل الصيغة
الجديدة التي عرضها مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، بشأن صفقة
تبادل محتملة مع حركة حماس.
في المقابل، أعلنت حركة حماس أنها تسلّمت
المقترح الجديد وتقوم حاليًا بدراسته والرد عليه بعد تقييم ما إذا كان سيسهم في
تخفيف معاناة المواطنين الفلسطينيين ويقود إلى وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة.
وفي هذه الأثناء، يعقد نتنياهو اجتماعًا أمنيًا
لبحث التطورات المتعلقة بالمبادرة.
من جهته، نفى مكتب رئيس الحكومة ما ورد في تقرير
على القناة 12، والذي قال إنّ إسرائيل ستنسحب من مناطق احتلتها مؤخرًا شمال محور
"نيتساريم"، ثم من المناطق جنوبه. وأضاف التقرير أن الصيغة الحالية التي
قدمها ويتكوف بشأن توزيع المساعدات لا تزال غامضة، حيث تحدد أن يتم التوزيع
بمشاركة الأمم المتحدة، دون تحديد أماكن أو آلية واضحة.
وذكر مكتب رئيس الحكومة أن "على عكس ما ورد
في التقارير الإعلامية، فإن اتفاق ويتكوف المقترح في الأيام الأخيرة لا يتضمن
تحديدًا لمواقع انتشار القوات الإسرائيلية، ولا لكيفية توزيع المساعدات ضمن إطار
وقف إطلاق النار".
ووفق مصدر إسرائيلي مطّلع، تشمل الصيغة الجديدة
التي قدمها ويتكوف اقتراحًا بالإفراج عن 10 رهائن أحياء و18 جثمانًا على دفعتين
خلال أسبوع، مقابل وقف لإطلاق النار لمدة 60 يومًا في قطاع غزة. وأضاف أن المقترح
لا يطالب إسرائيل بإنهاء الحرب أو الانسحاب من القطاع، لكن صياغته قد تتيح لحماس
فهم أن الصفقة قد تقود إلى هدنة طويلة الأمد وإنهاء فعلي للعدوان.
وقال مصدر آخر إن الإدارة الأمريكية صاغت النص
بطريقة غامضة عمدًا فيما يتعلق بإنهاء الحرب، من أجل جعله مقبولًا على الطرفين.
في وقت سابق، صرّحت مصادر فلسطينية وعربية مطلعة
على سير المفاوضات بأن حماس تميل إلى قبول المبادرة، لكنها تخشى من أن تعاود
إسرائيل عدوانها بعد الإفراج عن نصف الرهائن. وبحسب مصدر عربي مطّلع، تلقت حماس
مؤشرات تفيد بأن ترامب يرغب في إنهاء الحرب، لكن لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى
سيتمكن من منع إسرائيل من استئناف العمليات بعد انتهاء فترة الهدنة المحددة بشهرين.
وقال مصدر عربي آخر مطلع على التفاصيل:
"ليس أمام حماس الكثير من الخيارات، فهي محاصرة من جميع الاتجاهات، سواء بسبب
تفاقم الوضع الإنساني في غزة، أو نتيجة الضغوط الاقتصادية والسياسية على
الحركة". وأضاف أن رفض المبادرة قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في القطاع وتعريض
حياة الرهائن المتبقين للخطر، لذا فإن الحركة قد تختار المغامرة بقبول الهدنة على
أمل أن تقود إلى وقف دائم لإطلاق النار.
في السياق ذاته، أوضح
مصدر فلسطيني لصحيفة "هآرتس" أن موافقة حماس على وقف إطلاق النار قد
تمهّد لتحركات داخل الساحة الفلسطينية والعربية، مشيرًا إلى أن الأمر مرتبط بطرح
خطة تنفيذية لإدارة قطاع غزة بدون حماس، كأمر واقع أمام كل من إسرائيل والولايات
المتحدة. لكنه أقرّ بأن الرئيس الأمريكي ترامب يبقى هو عنصر الضغط المركزي في هذه
المرحلة من المفاوضات.