اثر الفراشة


د
حيدر البستنجي
تشير
التقديرات الأولية ان ايران تلقت ضربة قوية تجبرها على الرد بقوة وهذا ما يريده
العدو الصهيوني ويسعى له كي يحشر ايران في زاوية رد الفعل المتتابع ويجبرها على
خيارات محددة، إيران من جهتها ستتجنب مواجهة مع الولايات المتحدة في حال
ضربت قواعد او منشآت خليجية وغالبا ستركز ضرباتها على إسرائيل في محاولة
لتقليص مدة الحرب الزمنية والحد من ردود الأفعال في محاولة لإنقاذ النظام من
السقوط، سيكون الرد إعلاميا وظاهريا، قويا ربما ومتكررا، لكن علي ارض الواقع
ستكون إسرائيل قادرة على امتصاص الصدمة والرد عليها. وبانتظار السلم الأمريكي
للهبوط عن الشجرة العالية لطرفي الصراع سيكون الحوار بالنار محدوداً
حتى لو بدأ عنيفا جداً.
اسبوع
حاسم يحمل بوادر هدنة وصفقة لغزة والتي غالباً ما ستكون في نهاية الأسبوع إذا فهمت
حماس الرسالة وتلقت ضوءا اخضر من ايران فحماس لن تذهب منفردة إلى صفقة بالرغم من ان
إسرائيل أبدت موافقة مبدئية على شروط حماس وهي السير في مفاوضات لإنهاء الحرب
اثناء الهدنة، الجواب النهائي عند خليل الحية والذي يملك فرصة قد لا تتكرر لتجنب
مزيد من الدمار على امل ايقاف الحرب سياسيا بعد ان تبين عدم القدرة على تغيير
موازيين القوى على الارض .
المرجح
ان الصفقة قد نضجت وتدرك حماس ان الوقت قد ينفذ وخلال الأسابيع الماضية استعادت
اسرائيل خمس جثث ودمرت مزيدا من البيوت في خان يونس وبدأت بوادر حرب اهليه في
الافق فتنظيم ياسر ابو شباب العميل المدعوم من الإحتلال يزداد قوة وهناك
بوادر تفسخ في مجتمع غزة بعد شهور من الجوع والنار والإحتلال يزيد من الضغط يوميا
والعمليات البطولية للمقاومين على الارض على اهميتها لا تغير الوقائع كثيراً.
باختصار الكماشة الصهيونية تعمل للأسف بفعالية
ورفض حماس يعني رأس خليل الحية مباشرة وإمكانية انهيار حماس بالكامل والذي يبدو ان
هناك أطرافا كثيرة في المنطقة لا تريده وتضغط على قيادة حماس لتجنب مثل هكذا
سيناريو.
علي الجانب الاسرائيلي يستطيع نتنياهو
تمرير الصفقة دون خوف من سقوط حكومته خصوصاً بعد ضرب ايران وفي حال رفضت
حماس سيجد نتنياهو كل الدعم للمضي في خطة اغتيالات غير مسبوقة دون وازع
اخلاقي، فالكرة في ملعب حماس الآن ولديها الفرصة التي قد لا تتكرر لإيقاف
هذه المأساة النازفة في غزة ولا غالب إلا الله.