شريط الأخبار
ولي العهد يبحث تعزيز التعاون مع مملكة البحرين ولي العهد يلتقي برؤساء تنفيذيين ومؤسسي شركات عالمية في الرياض ولي العهد من الرياض: ضرورة ضمان تنفيذ اتفاق وقف الحرب في غزة بجميع مراحله تصعيد خطير والاحتلال يخرق الهدنة: 9 شهداء وجرحى بقصف اسرائيلي.. وحماس تنفي علاقتها بحادث رفح مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض توقيف النائب السابق محمد عناد الفايز الملك والرئيس العراقي يبحثان توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري كيف تقلب جمعية وكلاء وموزعي السيارات الحقائق.. وتسوق لقرارات تضرب قطاع المركبات الأردني؟! مروان البرغوثي...الطريق من "الزنزانة" إلى "المقاطعة" يمر بغزة خطاب العرش الاحزاب الأكثر حضورًا أردنيا: العاطلين عن العمل، الأميّين سياسيا وثقافيا وحزب المتعثرين والدائنين "الوطني لدعم المقاومة" يثمن الخطاب الملكي حول تمتين الجبهة الداخلية بمواجهة التحديات والتهديدات الامانة تطلق حافلات كهربائية للباص السريع بين مجمع رغدان وصويلح الملكة: مايحدث في غزة كابوس.. ولا يوجد أي مبرر لمنع دخول الغذاء والدواء الملك: ما حدث في غزة "إبادة جماعية" والدمار "صدمة حقيقية" الاحتلال يعلن الطواريء الخاصة بمحيط غزة.. وسموتريتش يهدد باحتلال القطاع كاملا الألبسة والأسمدة تتصدران قائمة السلع المصدرة بقيمة 1.159 مليار دينار ندوة للملتقى الوطني لدعم المقاومة: كيف اعاد طوفان الاقصى تعريف الصراع مع الصهيونية؟ "المحامين الاردنيين": لن نعترف بأي إجراء للكيان الصهيوني ونرفض التدخل بشؤوننا الداخلية إجراءات حكومية تقوّض المناطق الاقتصادية الحرة وتُضعف قوى الاستثمار

موسم صيد الساحرات

موسم صيد الساحرات


د حيدر البستنجي  

الإنجاز الفكرى الأكبر لعلماء الثورة العلمية امثال جاليليو ونيوتن، لم يتمثل فى  اكتشاف قوانين الطبيعة وفقط  ، إنما تكريس طريقة تفكير علمية  استبدلت الخرافة والسحر بقواعد عقلانية  تجريبية وتسلسل منطقي ينتج من ادلة موضوعية علمية ،  وقد ادى ذلك لحدوث امرين متلازمين أولهما  ادماج المنهج العلمي فى النظام  التعليمى والسياسى والاجتماعى والفكري، مما ادى بالضرورة إلى الامر الثاني وهو تقبل الآخر وهدم الجمود  وظهور الأفكار الحديثة عن التسامح وهدم المسلمات  حيث صار من غير المألوف، مثلاً: أن تتهم شخصا ما بالسحر ،  او أن يعاقب  على اساس أفكاره او مواقفه من اي قضية علمية كانت ام اخلاقية فلسفية او حتى وطنية  . 

بداية الأفكار الحديثة عن التسامح تزامنت مع الثورة العلمية والتجريب العلمي والنظرة الأوسع التى صاحبتها، ففى نفس الوقت تقريبا الذى نشر فيه نيوتن «الأسس الرياضية للفلسفة الطبيعية» كان زميله فى تأسيس الجمعية الملكية للعلوم ، الفيلسوف جون لوك، يأتى بمقاله المطول المميز «عن التسامح». في المقابل وفي اماكن مثل بلادنا لم تنعم بمثل هذه الثورة العلمية بقي الموروث مندغماً  مع الأصوليات المتشنجة في غياب شبه كلي لفلسفة التسامح  ، كوكتيل خالص من الوحشية والبؤس وكيل الاتهامات والمؤمرات الخفية  ضد من نختلف معه  او يفكر خارج الصندوق او يفارق الجماعة المطحونة، والتهم جاهزة ومعلبة:  متصهين ، ملحد عميل وحديثا خرجت علينا فكرة الوحدة ٨٢٠٠ من نفس العباءة وكأن كل مختلف  أيادى خفية، تأتى من كل اتجاه؛ لتعبث وتدمر الجماعة الطاهرة او فلسفة القطيع الذي لا يأتيه الباطل من اي اتجاه  ، في موسم صيد الساحرات او العفاريت  التي تفكر خارج صندوق القطيع  بينما نترك العفن ينتشر بداخلنا خشية من رفع الغطاء للشمس .

 قبل عصر الانوار وجون لوك وديفيد هيوم وغيرهم شاعت فكرة صيد الساحرات ومعاقبة كل مختلف بالهرطقة والتجديف ويبدو اننا في عالمنا العربي لازلنا لم نجترح ثورتنا العلمية التي تخلصنا من هذا الحب القاسي ، فمن ينتقد حماس عميل ومن يعادي ايران يقف في خندق الصهاينة  ومن يرى  اغلب بؤسنا من صنع أيدينا لا من كيد اعدائنا طابور خامس ، المصيبة اننا في تراجع مستمر وهزيمة تتلو هزيمة ولايزال القطيع يمارس الثغاء واللعنات في موسم صيد الساحرات الذي لا ينتهي ولا غالب إلا الله.