شريط الأخبار
القوات المسلحة توضح ملابسات انفجار مسيرة الازرق: قصرت عن مداها اسرائيل تزعم:. احباط تسلل من الاردن الى فلسطين المحتلة العيسوي: الأردن بقيادة الملك يواجه تحولات الإقليم بثوابت راسخة العودات يهنيء مجلس نقابة المهندسين .. وغوشة: مقبلون على تحديث شامل لتشريعات النقابة هل يموه مجددا..ترامب سيتخذ قرارا في شأن إيران “خلال الأسبوعين المقبلين” الغارديان: ترامب امتنع عن ضرب إيران لشكوكه بقدرة "مخترقة التحصينات" على تدمير منشأة فوردو "شلالات من الصواريخ” وانفجارات ضخمة تضرب اسرائيل صباحا البنك المركزي يثبت سعر الفائدة اصابة طفلة واضرار مادية اثر سقوط طائرة مسيرة بالازرق جرش:صورة حية من صور الأمن الوطني ترامب عن ضرب إيران: قد أفعل وقد لا أفعل التربية: صرف سلف طارئة بقيمة 4.7 مليون دينار قبل نهاية حزيران حرب الظل.. ايران تنشط في تفكيك شبكات وورش الموساد في ايران الافراج عن نائب امين عام "العمل الاسلامي" "المهندسين": رسالة الملك امام البرلمان الاوروبي خاطبت عمق الضمير العالمي حكم قطعي ببراءة مفوض التعزيز في الوطني لحقوق الانسان زريقات خامئني ردا على ترامب: الشعب الايراني لايهدد و لن يستسلم ارتفاع على الحرارة ودرجات أعلى من معدلاتها الحاج توفيق: سلاسل الإمداد الغذائي صامدة ومخزون استراتيجي لشهور حسم الأمر.. ننتظر فقط ساعة الصفر لدخول امريكا الحرب

موسم صيد الساحرات

موسم صيد الساحرات


د حيدر البستنجي  

الإنجاز الفكرى الأكبر لعلماء الثورة العلمية امثال جاليليو ونيوتن، لم يتمثل فى  اكتشاف قوانين الطبيعة وفقط  ، إنما تكريس طريقة تفكير علمية  استبدلت الخرافة والسحر بقواعد عقلانية  تجريبية وتسلسل منطقي ينتج من ادلة موضوعية علمية ،  وقد ادى ذلك لحدوث امرين متلازمين أولهما  ادماج المنهج العلمي فى النظام  التعليمى والسياسى والاجتماعى والفكري، مما ادى بالضرورة إلى الامر الثاني وهو تقبل الآخر وهدم الجمود  وظهور الأفكار الحديثة عن التسامح وهدم المسلمات  حيث صار من غير المألوف، مثلاً: أن تتهم شخصا ما بالسحر ،  او أن يعاقب  على اساس أفكاره او مواقفه من اي قضية علمية كانت ام اخلاقية فلسفية او حتى وطنية  . 

بداية الأفكار الحديثة عن التسامح تزامنت مع الثورة العلمية والتجريب العلمي والنظرة الأوسع التى صاحبتها، ففى نفس الوقت تقريبا الذى نشر فيه نيوتن «الأسس الرياضية للفلسفة الطبيعية» كان زميله فى تأسيس الجمعية الملكية للعلوم ، الفيلسوف جون لوك، يأتى بمقاله المطول المميز «عن التسامح». في المقابل وفي اماكن مثل بلادنا لم تنعم بمثل هذه الثورة العلمية بقي الموروث مندغماً  مع الأصوليات المتشنجة في غياب شبه كلي لفلسفة التسامح  ، كوكتيل خالص من الوحشية والبؤس وكيل الاتهامات والمؤمرات الخفية  ضد من نختلف معه  او يفكر خارج الصندوق او يفارق الجماعة المطحونة، والتهم جاهزة ومعلبة:  متصهين ، ملحد عميل وحديثا خرجت علينا فكرة الوحدة ٨٢٠٠ من نفس العباءة وكأن كل مختلف  أيادى خفية، تأتى من كل اتجاه؛ لتعبث وتدمر الجماعة الطاهرة او فلسفة القطيع الذي لا يأتيه الباطل من اي اتجاه  ، في موسم صيد الساحرات او العفاريت  التي تفكر خارج صندوق القطيع  بينما نترك العفن ينتشر بداخلنا خشية من رفع الغطاء للشمس .

 قبل عصر الانوار وجون لوك وديفيد هيوم وغيرهم شاعت فكرة صيد الساحرات ومعاقبة كل مختلف بالهرطقة والتجديف ويبدو اننا في عالمنا العربي لازلنا لم نجترح ثورتنا العلمية التي تخلصنا من هذا الحب القاسي ، فمن ينتقد حماس عميل ومن يعادي ايران يقف في خندق الصهاينة  ومن يرى  اغلب بؤسنا من صنع أيدينا لا من كيد اعدائنا طابور خامس ، المصيبة اننا في تراجع مستمر وهزيمة تتلو هزيمة ولايزال القطيع يمارس الثغاء واللعنات في موسم صيد الساحرات الذي لا ينتهي ولا غالب إلا الله.