شريط الأخبار
رغم "التنسيق الأمني".. عنصر بالداخلية يقتل جنديين امريكيين ومترجمهم بسورية بين طمأنة الأرقام وإنذار الزمن: قراءة نقدية موضوعية في الدراسة الاكتوارية الحادية عشرة للضمان الاجتماعي قيادي كبير في حماس يرتقي شهيدا بصواريخ مسيرة للاحتلال الامانة تعيد 19 الف دينار القاها صاحبها بحاوية النفايات خطأ الامن العام: وفاة جديدة بتسمم غاز مدفاة "الشموسة" في عمان "المواصفات" تمتع بيع مدافيء "الشموسة" بانتظار نتائج التحقيقات الفنية انتظار الاجلاء الطبي للخارج قاتل جديد للغزيين "اليونيسف": تفشّي الأمراض يهدد أطفال غزة والحاجة ملحّة لتكثيف المساعدات الصبيحي يشكك: 53% من مشتركي الضمان اجورهم المحتسبة اقل من 500 دينار الجيش يحبط 4 محاولات تهريب مخدرات بواسطة بالونات موجهة الدراسة الاكتوارية للضمان: نقطة التعادل الأولى في 2030 والثانية في 2038 توغلات إسرائيلية متزامنة في القنيطرة ودرعا 1.237 مليار دينار صادرات تجارة عمان خلال 11 شهرا الملكة: أمنياتنا لكم بعام جديد يحمل السلام الأمن العام يحذر: ضرورة وقف استخدام مدفأة "الشموسة" بكافة أنواعها غزة على حافة الانهيار البيئي.. السيول تفجر أزمة السموم المدفونة تحت الركام فورين بوليسي: كيف تعلمت الصين مصادر القوة من الولايات المتحدة الملكة رانيا تهنيء النشامى بالفوز على العراق ولي العهد: مبارك للأردن .. النشامى لنصف نهائي كأس العرب النشامى يحلق بكاس العرب بعد هدف نظيف في العراق

موسم صيد الساحرات

موسم صيد الساحرات


د حيدر البستنجي  

الإنجاز الفكرى الأكبر لعلماء الثورة العلمية امثال جاليليو ونيوتن، لم يتمثل فى  اكتشاف قوانين الطبيعة وفقط  ، إنما تكريس طريقة تفكير علمية  استبدلت الخرافة والسحر بقواعد عقلانية  تجريبية وتسلسل منطقي ينتج من ادلة موضوعية علمية ،  وقد ادى ذلك لحدوث امرين متلازمين أولهما  ادماج المنهج العلمي فى النظام  التعليمى والسياسى والاجتماعى والفكري، مما ادى بالضرورة إلى الامر الثاني وهو تقبل الآخر وهدم الجمود  وظهور الأفكار الحديثة عن التسامح وهدم المسلمات  حيث صار من غير المألوف، مثلاً: أن تتهم شخصا ما بالسحر ،  او أن يعاقب  على اساس أفكاره او مواقفه من اي قضية علمية كانت ام اخلاقية فلسفية او حتى وطنية  . 

بداية الأفكار الحديثة عن التسامح تزامنت مع الثورة العلمية والتجريب العلمي والنظرة الأوسع التى صاحبتها، ففى نفس الوقت تقريبا الذى نشر فيه نيوتن «الأسس الرياضية للفلسفة الطبيعية» كان زميله فى تأسيس الجمعية الملكية للعلوم ، الفيلسوف جون لوك، يأتى بمقاله المطول المميز «عن التسامح». في المقابل وفي اماكن مثل بلادنا لم تنعم بمثل هذه الثورة العلمية بقي الموروث مندغماً  مع الأصوليات المتشنجة في غياب شبه كلي لفلسفة التسامح  ، كوكتيل خالص من الوحشية والبؤس وكيل الاتهامات والمؤمرات الخفية  ضد من نختلف معه  او يفكر خارج الصندوق او يفارق الجماعة المطحونة، والتهم جاهزة ومعلبة:  متصهين ، ملحد عميل وحديثا خرجت علينا فكرة الوحدة ٨٢٠٠ من نفس العباءة وكأن كل مختلف  أيادى خفية، تأتى من كل اتجاه؛ لتعبث وتدمر الجماعة الطاهرة او فلسفة القطيع الذي لا يأتيه الباطل من اي اتجاه  ، في موسم صيد الساحرات او العفاريت  التي تفكر خارج صندوق القطيع  بينما نترك العفن ينتشر بداخلنا خشية من رفع الغطاء للشمس .

 قبل عصر الانوار وجون لوك وديفيد هيوم وغيرهم شاعت فكرة صيد الساحرات ومعاقبة كل مختلف بالهرطقة والتجديف ويبدو اننا في عالمنا العربي لازلنا لم نجترح ثورتنا العلمية التي تخلصنا من هذا الحب القاسي ، فمن ينتقد حماس عميل ومن يعادي ايران يقف في خندق الصهاينة  ومن يرى  اغلب بؤسنا من صنع أيدينا لا من كيد اعدائنا طابور خامس ، المصيبة اننا في تراجع مستمر وهزيمة تتلو هزيمة ولايزال القطيع يمارس الثغاء واللعنات في موسم صيد الساحرات الذي لا ينتهي ولا غالب إلا الله.